برلين - العرب اليوم
يقوم الأطباء الألمان بزرع الخلايا الجذعية لعلاج المناطق المتضررة في القلب إثر الإصابة بنوبة قلبية. ورغم تحسن حالة الكثيرين الذين خضعوا لهذه العلمية، إلا أنه لاتناسب سوى المرضى الذين يعانون من اعتلال شديد في القلب
"شعرت بالغثيان والدوار ولم أعد قادرة على التوازن أثناء السير" هذا تماما ما شعرت به أنيكه فجأة دون أن تعرف السبب، مادفعها للاتصال بطبيب الطوارئ ليتم نقلها إلى المستشفى مباشرة بسبب إصابتها بنوبة قلبية.
ورغم وجود شبكة كثيفة من المستشفيات ومراكز الإسعاف في ألمانيا، إلا أن خُمس حالات النوبات القلبية تنتهي بالموت حسب الاحصائيات الألمانية. ويرجع سبب ذلك إلى عدم معرفة خطورة الأعراض التي تنتاب المريض.
أعراض النوبة القلبية وخطورتها
وتختلف أعراض النوبة القلبية من شخص إلى آخر. إذ قد تكون على شكل ألم شديد ومفاجئ في الصدر أو أعلى البطن أو عند الشعور بضيق في التنفس أو لدى الإحساس بالخوف الشديد فجأة.
ورغم اختلاف أعراض النوبة القلبية إلا أن أسباب الإصابة بها، يعود إلى ترسب بعض الدهون في الأوعية الدموية، مايؤدي ضيق في أحد الشرايين القلبية أو انسدادها، مايمنع من وصول المزيد من الدم إلى القلب. وتصبح بعض الخلايا في القلب مهددة بالموت في غضون فترة زمنية قصيرة.
وفي ألمانيا نجحت مجموعة من أطباء جراحة القلب في جامعة روسوتوك، في اكتشاف طريقة جراحية جديدة تساعد على تحسن أداء القلب المصاب بنوبة قلبية. ويتم ذلك من خلال معالجة الخلايا التالفة في القلب. إذ غالبا مايلتف نسيج خامل حول المناطق المتضررة، مايعيق عمل الخلايا العضلية في هذه المنطقة من القلب.
وتعتمد طريقة العلاج على زرع خلايا جذعية في المنطقة المتضررة لتقوم بدورها باستبدال الأنسجة الميتة، مايساعد على تحسن ضخ القلب للدم. وفي حديثه لـDW يشرح الطبيب بيرند فيستفال أخصائي الجراحة القلبية ميزات الخلايا الجذعية بقوله "تتميز الخلايا الجذعية بامكانية انقسامها اللامحدودة وقدرتها على التحول إلى خلايا عضلية أو عصبية أو إلى خلايا أوعية دموية، مايجلعها قادرة على استبدال الأنسجة الميتة في القلب". ويقوم الأطباء بالحصول على الخلايا الجذعية باستئصالها من النخاع العظمي من حوض المريض، ليتم بعد ذلك معالجتها وفصلها عن مكونات الدم الآخرى.
ويشير الطبيب فيستفال إلى أن طريقة العلاج بزرع خلايا جذعية، لايناسب سوى المرضى الذين أصيبوا باعتلال شديد في عضلة القلب إثر إصابتهم بأزمة قلبية ويستطرد قائلا "المستفيدون من زرع الخلايا الجذعية هم الذين يعانون من قصور في وظيفة البطين الأيسر بسبب تعرضهم لأزمة قلبية". ويؤكد الدكتور بيرند على أن المرضى الذين يستعيدون نشاطهم جيدا بعد إصابتهم ، لا يستفيدون من العلاج بزرع الخلايا الجذعية.
وجدير بالذكر أن ثلثي عدد المرضى الذين خضعوا لهذا التدخل الجراحي، تحسنت حالتهم بشكل واضح كالشاب لوتس شاديس، إذ أصيب شاديس بأضرار بالغة في قلبه بسبب تعرضه لثلاث نوبات قلبية، لينصحه الأطباء بإجراء هذه العلمية حسبما يروي "وافقت على إجراء العلمية فورا، وبعد العلمية شعرت بتحسن واضح في حالتي الصحية"، ليتمكن بذلك شاديس من العودة إلى ممارسة وظيفته مجددا مراعيا ضرورة الحصول على فترات راحة بشكل متكرر أثناء عمله.
أرسل تعليقك