دمشق ـ سانا
يصيب التهاب الكبد الفيروسي مئات الملايين حول العالم ويودي بحياة نحو مليون ونصف المليون شخص سنويا وفقا لأرقام منظمة الصحة العالمية التي تؤكد أنه ورغم خطورته لا يزال مرضا مهملا أو غير معروف إلى حد كبير.
ويحدث التهاب الكبد كما يوضح الدكتور اسماعيل الحسين رئيس شعبة التثقيف الصحي في مديرية صحة حمص نتيجة الإصابة بفيروسات الكبد أيه وبي وسي ودي وإي وهي أكثر الأسباب شيوعا وقد ينجم عن تراكم مواد سامة بالكبد مثل الكحول وبعض الأدوية أو نتيجة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية.
ويمكن لالتهاب الكبد حسب الدكتور الحسين أن يشفى ذاتيا دون علاج أو يتطور ليصبح تليفا أو تشمعا أو سرطانا وقد تكون عدوى التهاب الكبد مصحوبة بأعراض محدودة أو دون أي أعراض على الإطلاق أو قد تترافق مع اليرقان اصفرار البشرة والعينين والبول الداكن والتعب الشديد والغثيان والتقيؤ والآلام البطنية.
وتختلف طرق العدوى بالتهاب الكبد حسب نمطه ويذكر الدكتور الحسين أن فيروس التهاب الكبد أيه يوجد في براز الأشخاص الحاملين للعدوى وينتقل في غالب الأحيان عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوثة به ويمكنه الانتقال أيضا نتيجة بعض الممارسات الجنسية.
ويبين أن حالات الإصابة بالفيروس إيه كثيرا ما تكون خفيفة ويشفى المرضى منه تماما ويحتفظون بالمناعة ضده فيما قد تكون بحالات معينة شديدة وتتهدد حياة المرضى مؤكدا أن الوقاية منه مضمونة عبر اللقاح.
وفيما يخص فيروس التهاب الكبد بي يشير الدكتور الحسين إلى أنه ينتقل من خلال التعرض للدم والمني وأي سائل من سوائل الجسم الملوثة به ويمكن أن ينتقل من الأمهات المصابات به إلى أطفالهن الرضع أثناء الولادة أو من أحد أفراد الأسرة إلى الرضيع كما يمكن أن ينتقل من خلال عمليات نقل الدم ومنتجاته الملوثة بالفيروس أو باستعمال معدات الحقن الملوثة به خلال الإجراءات الطبية وتعاطي المخدرات حقنا.
ويشكل الفيروس بي خطرا كذلك على مقدمي خدمات الرعاية الصحية الذين يتعرضون بشكل عارض لإصابات بالإبر التي يحقنون بها لدى تقديم الخدمات الصحية للمصابين بالفيروس ويبين الدكتور الحسين وجود لقاح مأمون للوقاية.
وينتقل فيروس التهاب الكبد سي كما يبين الدكتور الحسين في معظم الحالات عن طريق التعرض للدم الملوث به ويمكن أن ينتقل من خلال الاتصال الجنسي لكن بشكل أقل شيوعا فيما لا يوجد أي لقاح للوقاية منه.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية لا تحدث إصابات فيروس التهاب الكبد دي إلا بين المصابين بالفيروس بي وقد تسفر العدوى المزدوجة بالفيروسين عن وقوع مرض أكثر وخامة وتؤدي إلى نتائج صحية أسوأ وتوفر لقاحات ضد التهاب الكبد بي الحماية ضد عدوى الفيروس دي.
وتذكر المنظمة أن فيروس التهاب الكبد إي الذي ينتقل عن طريق استهلاك المياه أو الأغذية الملوثة به هو من الأسباب الشائعة لفاشيات التهاب الكبد في المناطق النامية من العالم وبات يعرف بشكل متزايد أنه من أهم أسباب المرض في البلدان النامية.
وتحتفل دول العالم في الثامن والعشرين من تموز في كل عام باليوم العالمي لالتهاب الكبد بهدف نشر الوعي حول المرض وطرق الوقاية منه وتطلق منظمة الصحة العالمية هذا العام حملة بعنوان فكر مجددا تدعو فيها راسمي السياسات الصحية والعاملين الصحيين وعامة الجمهور للتفكير مجددا في سبل مكافحة القاتل الصامت كما أطلقت عليه.
أرسل تعليقك