عمان ـ العرب اليوم
دعا مستشار أول طب الأطفال في وزارة الصحة الأردنية الدكتور باسم الكسواني إلى عدم السماح للإطفال المصابين بالسكري تحت سن 12 عامًا بالصيام، بغية تجنّب انخفاض مستوى السكر في الدم، والذي لا يعالج إلا بإجبارهم على الإفطار.
وأوضح الكسواني، في تصريحات صحافية، أنَّ "العلماء يؤكّدون أن الطفل أقل من سن 12 عامًا، والمصاب بالسكري، يجب أن لا يصوم، حتى لا تحدث لديه مضاعفات خطيرة يصعب حساب نتائجها على المريض"، مشيرًا إلى أنَّ "الشريعة الإسلامية السمحاء فرضت الصيام على المكلفين البالغين، وليس على الأطفال، إذ أنَّ المطلوب منهم التدرب على الصيام فقط".
وبشأن أطفال السكري ممن هم فوق سن 12 عامًا، ويرغبون بالصيام، أشار الكسواني إلى أنَّ "هناك عددًا من الإرشادات العامة الواجب اتّباعها، بغية تجنيبهم التأثر بالمضاعفات، تأتي في مقدّمتها مراجعة الطبيب قبل البدء بالصيام، لمعرفة النظام العلاجي الغذائي الأمثل الواجب اتّباعه، واستخدام العلاجات الحديثة، ومنها الأنسولين طويل المفعول، مضخة الأنسولين، فعندما يشعر الطفل بانخفاض السكر أثناء الصوم بإمكانه خفض مستوى وكمية الأنسولين المعطاة عبر المضخة إلى أدنى مستوياتها أو إيقافها لفترة من الزمن، وبالتالي لا يلجأ للإفطار ويستطيع إكمال صومه".
ولفت الكسواني إلى أنَّ "هناك أنواعًا حديثة من الأنسولين، فالتكنولوجيا الطبية الدوائية نجحت بفاعلية في إنتاج أنواع جديدة ذات قدرات متنوعة، كالأنسولين الصافي طويل المفعول، الذي تصل فترة عمله إلى 24 ساعة، ويعطى مرة واحدة في اليوم، قبل النوم، إذ أنّه يحد من انخفاض السكر أثناء النوم، والذي يشكل أهم مضاعفات حالات سكري الأطفال الحادة".
وأكّد أنَّ نجاح الوسائل العلاجية الحديثة لا يغني عن التزام مريض السكري بتحليل السكر المتكرر، لاسيما أثناء الصوم، والالتزام بالنظام الغذائي، وعدم الإفراط في تناول الحلويات.
ونبّه الكسواني جميع أطفال السكري إلى "الابتعاد عن الإكثار من تناول السكريات الأحادية التركيب، كالعصائر المحلاة والمياه الغازية، وأن يقتصروا على تناول السكريات المعقدة التركيب، ومنها الأرز والمعكرونة والخبز وغيرها، بحيث لا تشكل هذه السكريات أكثر من 50% من كمية السعرات الحرارية المتناولة"، مشدّدًا على "ضرورة الانتظام في تناول الطعام، من حيث وقت تناول الوجبات وكميتها ونوعها".
أرسل تعليقك