الزئبق سم يتسلل إلى الجسم في الحياة اليومية للإنسان
آخر تحديث GMT04:20:01
 العرب اليوم -

الزئبق سم يتسلل إلى الجسم في الحياة اليومية للإنسان

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - الزئبق سم يتسلل إلى الجسم في الحياة اليومية للإنسان

برلين ـ وكالات

الزئبق مادة تصل إلينا عبر طرق كثيرة في الحياة اليومية. ، فهو موجود في أجهزة قياس درجة الحرارة والماكينات وحتى في بعض المواد الغذائية. تأثيرات استنشاق الزئبق السائل تشكل خطرا على جسم الإنسان، غيرالوقاية ممكنة عند ذكر كلمة الزئبق يفكر الكثيرون في هذه المادة السائلة فضية اللون الموجودة في العديد من الأجهزة التي يتعاملون معها في حياتهم اليومية مثل ميزان الحرارة (ترمو ميتر) لقياس درجة الحرارة وقواطع الدوائر الكهربائية التي كانت منتشرة في الماكينات حتى منتصف القرن العشرين والتي كانت عبارة عن مفتاح يعتمد على ملفات مغناطيسية تتلامس مع مواد معدنية فيحدث التوصيل ، ليس هذا فحسب بل إن الزئبق يدخل أيضا في تصنيع لمبات الفلورسنت واللمبات الموفرة للطاقة. تكمن خطورة الزئبق السائل في أنه يتبخر في درجة حرارة الغرفة وبالتالي تختلط ذرات الزئبق مع الهواء دون أن يدركها الإنسان خاصة وأنها عديمة الرائحة واللون. وعندما يستنشق الإنسان هذا الهواء فإن ذرات الزئبق تدخل للرئة وتصل بالتالي إلى الدم والمخ. ومن بين أعراض التسمم بالزئبق السائل، حدوث اضطرابات في النوم وتهيج الجلد. وحدد الأطباء مجموعة من الأعراض الخاصة بالتسمم الذي يسببه الزئبق السائل، كما يقول توماس جيبل خبير السموم بالهيئة الاتحادية للأمراض الناتجة  عن ظروف العمل في مدينة دورتموند الألمانية:"ثمة حالات موثقة تاريخيا ترصد حدوث تغيير في طريقة كتابة بعض الأشخاص. لاحظنا أن خطهم يميل دائما لأسفل في نهاية السطر إذ أنهم فقدوا القدرة على الكتابة في خط مستقيم". مخاطر أكبر على الأطفال في الدول النامية ربما يعتقد البعض أن سقوط الترمومتر على الأرض وتكسره حادثا بسيطا. لكن الحقيقة أنه من الممكن أن يصبح ذلك أمرا شديد الخطورة على الإنسان الذي قد يصاب بتسمم الزئبق السائل. وتزداد المخاطر إذا حدث ذلك في غرفة الأطفال ودخلت مادة الزئبق السائل لجسم الأطفال عن طريق الجروح السطحية مثلا. وتكمن خطورة بخار الزئبق السائل في أنه يبقى في المكان لفترة طويلة كما يوضح جيبل قائلا:"الأمر هنا يختلف عن بخار الماء الذي يختفي بسرعة فالزئبق السائل يتبخر ببطء على مدى أيام وأسابيع طويلة ويحتاج لفترات طويلة حتى تزول آثاره". ويشير يوخن فلاسبارت رئيس الهيئة الاتحادية الألمانية للحفاظ على البيئة، إلى المخاطر المتزايدة الناتجة عن الزئبق السائل خصوصا في الدول النامية التي تعتمد على عمالة الأطفال في تفكيك مصابيح الفلورسنت القديمة للحصول على الأجزاء المعدنية بداخلها. ويتذكر الخبير بفزع إحدى زياراته للهند والتي شاهد فيها الأطفال وهم يقومون بهذا العمل ويقول:"رأيتهم يكسرون اللمبات ببساطة وبالتالي تمتلئ منازلهم ببخار الزئبق السائل". تأثير  سلبي على الخصوبة لا تقتصر الخطورة على الزئبق السائل فحسب بل تمتد لملح الزئبق والكثير من مشتقاته. وعندما ينتهي الحال بهذه المواد في البحار والأنهار مع المخلفات الصناعية فإن الكائنات البحرية تمتصها وبالتالي فهي تعود للإنسان مرة أخرى بشكل مكثف عن طريق تناول الأسماك مثلا. يجب تنظيف المكان جيدا حال تعرضت اللمبات الموفرة للطاقة للكسر وصول كميات مكثفة من الزئبق لجسم الإنسان عن طريق الكائنات البحرية لا يؤثر على الجهاز العصبي فحسب بل على الخصوبة أيضا. المفارقة أن الأطباء في نهاية القرن التاسع عشر كانوا يعطون لمرضى الانسداد المعوي كميات كبيرة من الزئبق السائل كوسيلة لعلاج هذا الانسداد. ويوضح جيبل هذا التناقض قائلا:"شرب الزئبق السائل قد ينظف الأمعاء بشكل رائع غير أن تناوله عن طريق الفم  يختلف تماما عن استنشاقه". وعندما يتحول الزئبق السائل لبخار فإن ذراته تكون منفصلة في هذه الحالة وتمتصها الرئة بسهولة وبالتالي تظهر آثارها السامة على الجسم على عكس من تناوله بالفم في الصورة السائلة. لكن مع ذلك لا ينصح جيبل بتجربة تناول الزئبق السائل كوسيلة علاجية خاصة مشيرا الى أن معظم المرضى آنذاك لقوا حتفهم بسبب هذا العلاج  لأن مخاطر استنشاق بخار الزئبق تظل قائمة حتى أثناء تناوله كسائل.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الزئبق سم يتسلل إلى الجسم في الحياة اليومية للإنسان الزئبق سم يتسلل إلى الجسم في الحياة اليومية للإنسان



GMT 20:11 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

6 نصائح لتحسين صحة الجهاز الهضمي

GMT 19:57 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مكملات غذائية يمكن أن يكون لها آثار خطيرة عند دمجها

GMT 19:37 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

مكملات زيت السمك قد تكون عديمة القيمة

GMT 15:40 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

حرق السعرات الحرارية يعتمد على الوقت من اليوم

GMT 14:53 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل تمرين منخفض التأثير يعزز صحة القلب

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:00 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة
 العرب اليوم - أفكار مختلفة لجعل غرفة المعيشة مميَّزة وأكثر راحة

GMT 02:44 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية
 العرب اليوم - القسام تعلن قصف مدينة سديروت جنوب إسرائيل برشقة صاروخية

GMT 05:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 12:31 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

3 خطوات سهلة لتخفيف التوتر وزيادة السعادة في 10 دقائق فقط

GMT 12:50 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

موسكو تدعو "حماس" إلى الإفراج "الفوري" عن مواطنين روسيين

GMT 12:48 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

انفجار قوي يهز العاصمة السورية دمشق ويجري التحقق من طبيعته

GMT 13:31 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب تطرح ميزة “مسودات الرسائل” الجديدة

GMT 13:26 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ميتا تعتزم إضافة الإعلانات إلى ثردز في 2025

GMT 20:44 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

فريق ترمب يُعدّ قائمة بمسؤولين في البنتاغون لفصلهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab