نعلم أن عملية الهضم تبدأ عادة في الفم حيث تكسر الأسنان المأكولات التي نأكلها إلى حبيبات صغيرة. وتفرز الغدد اللعابية اللعاب الذي يتولى تسهيل عملية البلع، كما يحتوي اللعاب على إنزيمات تبدأ بهضم النشويات مثل البطاطس والخبز والأرز والمكرونة وخلاف ذلك.
ولكي نتفادى مشاكل سوء الهضم فإنه يجب مضغ الطعام مضغاً جيداً لكي يخفف من عسر الهضم. تتم عملية بلع الطعام عبر مروره في الحلق ثم المريء ويصل إلى المعدة حيث يتعرض لحمض المعدة (حمض الهيدروكلوريك) التي تكمل عملية الهضم، وعادة يبقى الطعام في المعدة ما بين نصف ساعة إلى أربع ساعات، حسب نوع المأكولات، فمثلاً الدهنيات تتطلب وقتاً أكثر للهضم، ثم بعد ذلك يصل الطعام إلى الأمعاء الدقيقة حيث تستكمل عملية الهضم والامتصاص. يقوم البنكرياس والكبد بصب عصارتهما في الأمعاء الدقيقة من أجل تسهيل عملية الهضم. يبلغ طول الأمعاء الدقيقة تقريباً ستة أمتار ويبقى الطعام في هذا الجهاز الهضمي حوالي عشر ساعات، وأخيراً تمتص الأمعاء الغليظة ما تبقى من المغذيات والماء ثم تتخلص من الفضلات عن طريق البراز. وإذا لم يتم هضم الطعام بصورة جيدة، فإن الطعام يمكن أن يتخمر أو يتعفن في الأمعاء، مما يؤدي إلى تكوين كبريتيدا الهيدروجين والنشادر وثاني أكسيد الكربون. ومن المعروف أن الأغذية الغنية بالكربوهيدرات المعقدة مثل الفول والحبوب هي الأطعمة الأساسية المسئولة عن تكون الغازات بسبب التخمر، حيث أنها صعبة الهضم ولذلك فإنها تعطى دقائق غير مهضومة تتغذى عليها بكترا الأمعاء.
أما عدم هضم البروتينات إذا حدث فيؤدي إلى حدوث التعفن، وإحداث غازات ذات رائحة كريهة مثل كبريتيد الهيدروجين والنشادر.
يعزو العلماء سوء الهضم إلى العوامل النفسية مثل الضغوط والقلق والتوتر أو خيبة الأمل، حيث تؤدي إلى اضطراب الآلية العصبية التي تتحكم في انقباض عضلات المعدة والأمعاء. كما أن أنزيمات الهضم إذا نقصت تؤدي إلى متاعب في الأمعاء وكثيراً ما يصاحب ذلك ما يعرف بحرقة القلب.
من مشاكل الهضم الإمساك الذي يكون من أهم مسبباته نقص الألياف في الغذاء وقلة استهلاك السوائل والماء، لكن انتظام الأمعاء أو حركة التبرز تختلف من شخص إلى آخر فإذا كان الشخص لا يتبرز يومياً فهذا لا يعني أنه يشكو من الإمساك. فعند الكثيرين من الناس لا تحصل حركة التبرز أكثر من ثلاث مرات في الأسبوع، وهذا طبيعي شرط أن يكون البراز أو عملية التبرز سهلة وغير مؤلمة.
يجب التنبيه إلى عدم اللجوء إلى المسهلات الكيميائية في حال التعرض لمشكلة الإمساك. وإذا استمرت مشكلة الإمساك لأكثر من أسبوع بالرغم من التعليمات الآتية فاستشر طبيبك فوراً:
1- حاول الإكثار من استهلاك الفواكه الطازجة والمجففة والخضروات الطازجة مع الوجبات اليومية وبينها وتناول حبة أو قطعة فاكهة مساء كل يوم قبل النوم.
2- حاول استبدال الخبز الأبيض بالبني وأكثر من تناول البطاطس المشوي مع قشرته.
3- أكثر من الأطباق المكونة من الخضر كاليخنة واللوبيا والسبانخ والفاصوليا والبامية والملوخية وخفف ما استطعت من اللحوم الحمراء والدجاج والبيض الخالية من الألياف.
4- اشرب 8 أكواب من الماء يومياً ومن الممكن أن تستعين بعصير الفاكهة وخاصة الأناناس والخضر والحساء على مختلف أنواعه.
5- لا تغفل الحاجة إلى تفريغ أمعائك. إن إغفال هذا الإحساس يكون من أكثر العوامل المسببة للإمساك، وبالأخص عند التلاميذ في المدرسة أو بعض الأشخاص الذين يرفضون تفريغ أمعائهم خارج منازلهم.
6- يمكن الاستعانة بالألياف الموجودة في الصيدليات على شكل أقراص أو مساحيق، والتأكد من تناولها مع الكثير من الماء مثل ميتاميوسيل أو البسيليوم.
7- حاول قدر استطاعتك أن تكون منتظماً في وجباتك وعدم تناول أي شيء بين الوجبات الثلاث لكي تنتظم عندك عملية التبرز .
كما أن من مشاكل الهضم الحرقة فأسبابها كثيرة، ويمكن أن تكون عابرة بعد وجبة غنية، كما يمكن أن يشكو الشخص منها باستمرار، وبالأخص عندما تكون العضلة التي تفصل بين المريء والمعدة ضعيفة فتسمح لحموضة المعدة بالوصول إلى أعلى الحلق ومنه إلى الفم، وهذا ما يعرف بالارتجاع المعدي المريئي وهذا أحد أمراض الهضم.
هناك بعض المأكولات التي تزيد من إفراز الأحماض في المعدة وتسبب الحرقة وهي: الشوكولاتة والطماطم وصلصة الطماطم والحمضيات مثل الليمون والبرتقال واليوسفي والكيوي والجريب فروت والبهارات والمواد الدهنية على مختلف أنواعها والمقليات والمشروبات الكحولية والتدخين.
ولكي نتجنب الحرقة فإنه يجب علينا اتباع الإرشادات التالية:
•إذا كنا نشكو من وزن زائد فيجب علينا أن نخفف منه.
•بدلاً من تناول وجبتين أو ثلاث كبيرة يمكن أن تتناول عدة وجبات صغيرة وخفيفة.
•يجب ألا نستلقي مباشرة بعد تناول الطعام ويجب أن نكون جالسين على الأقل لمدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.
•لا ننحني كثيراً بعد الوجبة مباشرة.
•يجب أن نسند رؤوسنا بأكثر من وسادة أثناء النوم في الليل لكي نتجنب الانزعاج خلال النوم.
•يجب عدم تناول السوائل مع الوجبات بل نتناولها بين الوجبات.
•كما يجب ألا نتناول الفاكهة بعد الوجبة مباشرة ويفضل أن تكون قبل الوجبات على الأقل بساعة.
أرسل تعليقك