الدوحة ـ قنا
استضاف الهلال الأحمر القطري اليوم حفل إطلاق تقرير الكوارث في العالم لعام 2014 الذي أصدره الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالحي الثقافي /كتارا/ .
وقال السيد صالح المهندي الأمين العام للهلال الأحمر القطري في كلمته في الحفل، إن إطلاق تقرير الكوارث في العالم لسنة 2014 ، وهو التقرير الذي يصدره الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الاحمر سنويا، حدث هام على جدول الأعمال السنوي للحركة الإنسانية الدولية، معربا عن فخره بأن يستضيف الهلال الأحمر القطري هذه السنة مناسبة إصداره وتعميمه على مستوى العالم.
وأوضح أن التقرير السنوي للكوارث في العالم يعد منبرا للدبلوماسية الإنسانية ومرجعا قيما لتوجيه مسار العمل الإنساني، من خلال بحث مختلف القضايا ذات الصلة وطرح الحلول بشأنها، بما يصب في صالح جميع الضعفاء في كل مكان.
وأكد المهندي أن الهلال الأحمر القطري من خلال دوره المساند لدولة قطر في جهودها الإنسانية يلعب دوراً فاعلاً في جهود الاغاثة وتقديم المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة من الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة حول العالم، من إغاثة اللاجئين السوريين في الداخل السوري والاردن ولبنان وتركيا وكردستان
العراق إلى إغاثة المنكوبين بالسيول في افغانستان وباكستان وكشمير ، وإغاثة النازحين هربا من الصراع المسلح في افريقيا الوسطى والعراق واليمن، لافتا إلى أن جهود الهلال الدؤوبة لإغاثة ضحايا الحرب على غزة ما زالت حاضرة في الاذهان.
وتوجه الأمين العام للهلال الأحمر القطري في ختام كلمته بالشكر إلى الاتحاد الدولي على اختياره للهلال الأحمر القطري من أجل استضافة هذا الحدث الإنساني الهام، مقدما شكره للمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ على مساهمتها في إنجاح هذا المؤتمر.
من جهتها، أكدت الدكتورة عائشة بنت يوسف المناعي نائب رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر القطري، أهمية أن يصدر تقرير الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر من قطر لأن ذلك له رمزية ايجابية تؤكد دور ومساهمة دولة قطر والهلال الأحمر القطري في كل ما يحدث في العالم وتقديم المساعدات المادية والمعنوية.
وأشارت إلى أن الهلال الاحمر القطري يقدم مساعداته في أكثر من 40 دولة، لذلك من الضرورة إصدار مثل هذه التقارير لأنها تظهر حجم المخاطر وتعتبر مؤشرا حقيقيا لما يقدم من مساعدات في الأزمات.
وأضافت أن تقرير هذا العام يعكس أهمية الثقافة والمخاطر وكيفية معالجتها بصورة موضوعية وصادقة وشفافة.
من جهته، عبر السيد ماتياس شمالي وكيل الأمين العام للاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر، عن شكره وامتنانه للهلال الأحمر القطري على استضافته لحفل إطلاق الإصدار الحادي والعشرين من تقرير الكوارث في العالم، مشيرا إلى أنه لأول مرة يطلق في الشرق الأوسط ومنطقة الخليج.
وقال "إنه على الرغم من أن التقرير أصدره الاتحاد الدولي إلا أنه تقرير مستقل ولا يعمل لصالح الاتحاد الدولي، مضيفا "إن الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر يحظى باحترام دولي إلا أنه يواجه بعض العوائق عالميا ووطنيا تتمثل في عدم الفهم الكافي لبعض ثقافات وأديان الذين قد يحتاجون إلى الاستجابة العاجلة وتقديم المساعدات لهم في حال تعرضهم للمخاطر".
وشدد ماتياس على ضرورة ان تفهم الاختلافات الثقافية والمعتقدات الشعبية والمواقف التي يتخذها الأشخاص إزاء المخاطر بشكل صحيح، مبينا أن معرفة الثقافات المحلية يؤدي الى نتائج افضل في الحد من المخاطر.
من جانبه، أكد السيد فادي حمدان كبير مستشاري إدارة الكوارث والمخاطر لمنطقة الشرق الاوسط وشمال إفريقيا بالبنك الدولي، أن استراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث سواء على الصعيد الوطني او المدن لم تنجح في تحقيق أهدافها لأنها لا تضع بعين الاعتبار العوامل المختلفة التي تساهم في قابلية التضرر، مشيرا إلى الطريقة التي يتبعها السكان في تأمين سبل العيش والتي تؤدي إلى أن يعيش السكان في مناطق ذات خطورة مرتفعة.
ولفت إلى ضرورة وضع خطط تعافي لإعادة الإعمار قبل وقوع الكارثة وأن تراعى العوامل الاقتصادية والاجتماعية والمؤسساتية والثقافية والسياسية التي تساهم في أخذ القرار وليس فقط العوامل الطبيعية الفيزيائية.
بدوره، أوضح السيد تيري كانون، المشرف على كتابة تقرير الكوارث في العالم، أن الثقافة قد تمثل مشكلة في مواجهة المخاطر الطبيعية كما يمكن أن تساهم في تعزيز جهود الحد من مخاطر الكوارث، مشيرا إلى أن هناك ارتباطا بين ثقافة الشعوب وكيفية التعامل مع المخاطر.
وأكد ضرورة التركيز على ثقافة الأفراد ومعتقداتهم والتعامل معها بجدية للحد من المخاطر لأن "الثقافة تعمل بشكل كبير في سلوك الافراد وإدراكهم للخطر"، لافتا إلى أن نظرة الناس إلى الكوارث باعتبارها عقابا لا تمنع من دعم جهود التأهب للكوارث ولكن من المرجح أن تكون مشاركتهم للحد من مخاطر الكوارث أكبر لو تم الاعتراف بمعتقداتهم.
وأشار إلى أنه يصعب على المنظمات العاملة في مجال الحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ والاعتراف بهذه المعتقدات بسبب ثقافتها الخاصة، "فهي تعمل على أساس نهج علمي لا يترك مجالا لمعتقدات مغايرة"، مشددا على أن أنشطة الحد من مخاطر الكوارث لا يمكن أن يكتب لها النجاح الكامل مالم تتضمن بعدا ثقافيا وهذا يشمل ثقافة الأفراد.
من جهتها، قدمت المتطوعة ريما المريخي قائد فريق الحد من المخاطر بالهلال الأحمر القطري عرضا تقديميا عن برنامج "المدرسة الآمنة"، الذي ينفذه الهلال في مختلف المدارس القطرية بهدف زيادة الوعي المجتمعي بكيفية التعامل مع حالات الطوارئ مثل الزلازل أو الحرائق أو الحوادث.
ويبيّن التقرير عن الكوارث في العالم لسنة 2014 الذي صدر اليوم عن الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أن مشاريع الحد من مخاطر الكوارث والانتعاش سوف تكون أقل فعالية إذا لم تأخذ بعين الاعتبار تأثير الثقافة في رؤية الناس للمخاطر.
ويتناول التقرير موضوع الثقافة والمخاطر، مستعرضا التأثيرات المختلفة للثقافة على الحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع التغيرات المناخية وكيف تؤثر الكوارث والمخاطر على الثقافة، كما يبحث الأسباب التي تدفع الناس إلى العيش في أماكن معرضة للخطر وكيف تمكنهم الثقافة والمعتقدات من التعايش مع ما يواجهونه من مخاطر.
كذلك يقدم التقرير لمحة عن الثقافة المؤسسية للمنظمات العاملة في مجالي الحد من مخاطر الكوارث والتأقلم معها،كما يتطرق إلى الثقافة من ناحية الإسكان وإعادة الإعمار والرعاية الصحية والعلاج الطبي. وأخيرا، يقدم التقرير مقترحات يمكن أن تنطلق منها المنظمات لتكييف أنشطتها بصورة أفضل مع عقلية الناس وسلوكياتهم.
ويضم التقرير الفصول التالية: العلاقة بين الثقافة والمخاطر، تأثير الأديان والمعتقدات في السلوك إزاء المخاطر، أهمية عنصر "سبل العيش"، المجتمع المحلي: هل هو "أسطورة"؟، الثقافة والخطر والمباني، مراعاة الاعتبارات الثقافية في الصحة العمومية: كارثة فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز وغيرها، دور الثقافة في الحد من المخاطر، بيانات متعلقة بالكوارث.
ويتيح التقرير الفرصة لتسليط الضوء على القضايا الهامة وعلى أنشطة الجمعيات الوطنية والأمانة في شتى أنحاء العالم، وهو بمثابة منبر للدبلوماسية الإنسانية يلقى اهتماما من جهات شتى من المتبرعين والأجهزة الحكومية ووسائل الإعلام، ومن المأمول أن يشكل هذا التقرير الأساس الذي يتم الاستناد إليه عند بلورة السياسات التي ستلي "إطار عمل هيوغو 2005-2015" وخطط العمل التي ستوضع على الصعيد العالمي، بما في ذلك فعاليات القمة العالمية للعمل الإنساني التي من المزمع أن تنظمها الأمم المتحدة في إسطنبول بتركيا في شهر مايو 2016.
ويعد هذا هو الإصدار الحادي والعشرون من تقرير الكوارث في العالم، حيث دأب الاتحاد الدولي على إصداره سنويا منذ عام 1993، وهو يعنى بالإنسان والكوارث، بأولئك الضعفاء الذين يكونون الأكثر تأثرا بالكوارث، وبالمؤسسات المحلية التي تقدم الدعم في مجالات الوقاية من الكوارث والتأهب لها والتعافي منها.
ويقدم التقرير أيضاً موجزاً سنوياً عن الكوارث، جاء فيه أن ما يقرب من 100 مليون شخص تضرروا بسبب الكوارث في عام 2013، وأن 87 في المائة منهم يعيشون في آسيا.
ولا تزال الفيضانات تمثل أكثر المخاطر الطبيعية شيوعاً، تليها العواصف. ففي عام 2013، سببت الفيضانات 44 بالمائة من الوفيات الناجمة عن الكوارث الطبيعية، وكانت العواصف سبباً في وفاة 41 في المائة من الضحايا. وكان إعصار "هايان" في الفلبين الكارثة الطبيعية الأشد وطأة، حيث تضرر من جرائه 16 مليون شخص، ويليه إعصار "فايلين" في الهند الذي خلّف 13 مليون متضرر.
ويمثل عدد القتلى سبب الكوارث التكنولوجية 26 في المائة، وهي نسبة أقل من متوسط الوفيات المسجّل في العقد. فقد أُفيد بوفاة عدد إجمالي من الأشخاص بلغ 6.711 شخصاً في عام 2013، مقارنة بمتوسط الوفيات المسجّل في العقد والبالغ 7.594 شخصاً. وكان انهيار مبنى مصنع للنسيج في بنغلاديش حدثاً جللاً أفضى إلى مقتل 1.127 شخصاً.
وسببت الكوارث الطبيعية إجمالاً خسائر تقدّر بنحو 118.6 مليار دولار في عام 2013، وهي رابع أدنى نسبة في العقد الحالي، وتشمل الفيضان الذي حدث في ألمانيا وألحق خسائر تقدّر بنحو 13 مليار دولار أمريكي، وإعصار "هايان" الذي قُدّرت الخسائر الناجمة عنه بنحو 10 مليارات دولار أمريكي.
أرسل تعليقك