بغداد ـ العرب اليوم
حذر مختصون من "تضاعف معدل الإصابات بالسرطان في العراق خلال العقد المقبل"، فيما أكدت وزارة الصحة العراقية، الجمعة، أن "العراق لا يزال مستقرًا بين أقل الدول من حيث الإصابات السرطانية"، في الوقت الذي كشفت فيه لجنة الصحة النيابية عن "بدء تجهيز المراكز السرطانية لعلاجات باهظة الثمن لم تكن متوفرة سابقًا".
وقال أمين عام مجلس السرطان في وزارة الصحة، الدكتور مهدي السراح، في حديث صحافي، على هامش مؤتمر "مكافحة الأمراض السرطانية"، والذي عقد برعاية "المنظمة الأمريكية للأورام السريرية (asco)" في فندق عشتار شيراتون في بغداد، إن "العراق لا يزال بين أقل الدول إصابة بالأمراض السرطانية"، مؤكدًا أن "إحصائيات الوزارة تؤكد عدم تزايد الإصابات بالأمراض السرطانية"، مضيفًا أن "الوزارة تسعى إلى افتتاح مراكز جديدة للكشف عن السرطانات وعلاجها".
وقال الطبيب العراقي، المقيم في بريطانيا، ياسر حبا، إن "الإحصائية التي تعلنها وزارة الصحة عن عدد المصابين بالسرطان غير حقيقية، ولكنها قريبة من الواقع"، وعزا السبب إلى "عدم تقدم الكثير من المصابين للمراكز المختصة للكشف عن المرض".
وأوضح حبا أن "العمل جاري حاليًا بشكل جيد في بناء مراكز لعلاج السرطان إلا أن الواقع يتطلب الاستثمار الحقيقي في هذه المراكز، واستيراد أجهزة متطورة"، محذرًا من "تضاعف معدل الإصابات بالسرطان خلال العقد المقبل"، ومطالبًا بـ"الإسراع في الاستثمار، وبناء مراكز للكشف عن السرطان وعلاجه".
وقال عضو لجنة الصحة والبيئة البرلمانية، حيدر الشمري، إنه "تم بدء تجهيز المراكز المختصة في علاج السرطان بأدوية وأجهزة لم تكن متوفرة سابقًا"، مضيفًا أن "بعض الأدوية الباهظة الثمن، والتي يصعب الحصول عليها حتى في الخارج، بدأ تجهيزها لعدد من المراكز المختصة في السرطان في العراق".
ولفت الشمري، إلى أن "التوجه بدأ لاستيراد أجهزة إشعاعية متطورة؛ للكشف عن مرض السرطان، كانت محظورة على العراق قبل خروجه من البند السابع".
وكشفت دائرة صحة البصرة في 15 آب/أغسطس الماضي، عن "وجود 70 إصابة بمرض السرطان لكل 100 ألف نسمة، ويشكل الأطفال 12% من النسبة المعلنة"، مشيرة إلى "تخصيص 10 مليارات دينار؛ لتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة المرض".
وأعلن مجلس محافظة صلاح الدين، في 3 أيلول/سبتمبر الجاري، عن "تخصيص أكثر من أربعة مليارات دينار لشراء أدوية لمعالجة الأمراض السرطانية"، وكشف عن "السعي لإعداد سياسة صحية خاصة في المحافظة لأربع سنوات، وبناء مستشفى ملحق في جامعة تكريت يستوعب 600 سرير"، مشيرًا إلى "التصويت على بناء ستة مخازن مبردة، وفق المواصفات العالمية؛ لخزن مفردات البطاقة التموينية".
يذكر أن تقريرًا أعدته "بيس غروب" أو مجموعة "السلام الهولندية"، في 7 آيار/مايو الماضي، بيَّن أن "القوات الأميركية والمتحالفة معها، استعملت نحو 400 طن من أسلحة اليورانيوم المنضب، ضد الأهداف العسكرية والمدنية على نطاق واسع، لاسيما في مناطق جنوب العراق ووسطه، في حربي 1991 و2003"، مؤكدة أن "تأثيراتها كانت أكثر بمائة مرة من تلك التي سببتها كارثة التسرب الإشعاعي من مفاعل "تشيرنوبل" في الاتحاد السوفيتي السابق، وأن ما يفاقم خطر تلك الأسلحة المشعة هو ضعف قدرة العراق على معالجتها، والتقاعس الدولي، لاسيما الأميركي والبريطاني في هذا الشأن، وأن العراق يحتاج لنحو 30 مليون دولار؛ لتنظيف أكثر من 300 موقع ملوث.
ويشار إلى أن اليورانيوم المنضب، هو مادة مشعة سامة، على شكل معدن صلب ثقيل، ينتج من مخلفات صناعة الطاقة النووية، ويستخدم في الأسلحة لصلابته العالية، التي يمكنها اختراق الدروع؛ لكنه يؤدي إلى تلويث البيئة بالإشعاع المسبب لكثير من الأمراض بين السكان المدنيين، وكان الأطباء العراقيون أكدوا زيادة حالات الإصابة بالسرطان والولادات المشوهة، حيث تجري منظمة الصحة العالمية تحقيقًا بهذا الأمر مع وزارة الصحة العراقية.
أرسل تعليقك