تصاعدت شدة المخاوف في أوروبا وأمريكا من انتشار وباء ايبولا خارج غرب أفريقيا وهو ما دفع بعض المشرعين الامريكيين إلى مطالبة الحكومة بمنع المسافرين القادمين من دول غرب أفريقيا الأكثر تضررا من الفيروس، بينما فرضت السلطات البريطانية فحصا للقادمين من الدول الموبوءة واتخذت إجراءات مماثلة في اسبانيا.
وسيتعرض القادمون إلى بريطانيا من المناطق الموبوءة بفيروس إيبولا للفحص للكشف عن الإصابات، وذلك في صالات الوصول بمطارات هيثرو، وجايتويك، ويوروستايت.
وقالت الحكومة البريطانية إن المسافرين القادمين ستيعرضون الى الفحص وبعض الاسئلة للتعرف على الدول التي زاروها.
وقال مصدر مطلع بالحكومة إن البريطاني الذي لقي حتفه في مقدونيا يوم الخميس الماضي "من المستبعد تماما" أن يكون اصيب بالمرض.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها أمرت بتحقيق عاجل في التقارير الواردة في هذا الشأن.
وكان البريطاني، الذي لم يرد اسمه في التقارير حتى الآن، قد أودع المستشفى في الثالثة عصرا بتوقيت لندن وتوفي بعد ساعتين من دخوله وفقا لتصريحات وزارة الصحة المقدونية.
وأضافت الوزارة أنه كان مصابا بقيء وحمى ونزيف داخلي، ورجحت أنه لم يكن مصابا بمرض إيبولا. ومع ذلك، أكدت وزارة الصحة بمقدونيا أن المسؤولين اتبعوا الإجراءات الوقائية التي شددت عليها منظمة الصحة العالمية، إذ أغلقوا الفندق الذي كان المريض يقيم به ووضعت باقي النزلاء قيد الحجر الصحي.
وفي اسبانيا نقل سائق سيارة اسعاف الخميس الى مستشفى كارلوس الثالث في مدريد الذي يستقبل الاشخاص الذين قد يكونوا مصابين بفيروس ايبولا، ما يرفع الى ثمانية عدد الذين نقلوا الى المستشفى، بينهم سبعة للمراقبة واصابة واحدة مؤكدة، على ما اعلن المستشفى.
وبذلك فان حصيلة المستشفى الجديدة تبقي على اصابة واحدة مؤكدة هي مساعدة ممرضة تم تشخيص المرض لديها الاثنين وكانت مساء الخميس في حال خطيرة جدا وتصارع الموت، بحسب السلطات المحلية.
وتيريزا رومارو البالغة من العمر 44 عاما هي اول شخص يصاب بفيروس ايبولا خارج الاراضي الافريقية وانتقلت العدوى اليها على الارجح لدى اهتمامها بواحد من راهبين اسبانيين اعيد الى اسبانيا مريضا وتوفي في 25 سبتمبر.
وتخضع حالة شخصين ظهرت عليهما اعراض "للتقصي" وهما ممرضة وممرض خضعا لتحاليل وفحوصات لم تنشر نتائجها في الوقت الحاضر.
كما تجري مراقبة خمسة اشخاص لم يظهروا اي اعراض، بعضهم بناء على طلبهم، بعدما كانوا على اتصال مع مساعدة الممرضة المصابة او مع واحد من الراهبين الاسبانيين المصابين بالفيروس واللذين توفيا بعد اعادتهما الى اسبانيا في اغسطس وسبتمبر.
وبين الخمسة قيد المراقبة زوج المريضة والطبيب الذي استقبلها صباح الاثنين في قسم الطوارئ من مستشفى قريب من منزلها في ألكوركون جنوب مدريد. كما يخضع للمراقبة رجلان وامرأة بينهم سائق سيارة الاسعاف الذي نقل الى المستشفى الخميس.
كما اعلن المستشفى من جهة اخرى نقل 18 مريضا كانوا في الطابق الرابع الى اقسام اخرى مبررا ذلك بالحاجة الى ايجاد مساحة اوسع حتى يتمكن الاطباء والممرضون من العمل، وليس بتوقع وصول اشخاص جدد قد يكونوا مصابين.
بدورها قالت وزيرة الصحة الأمريكية سيلفيا بارويل أمس الخميس بعد يوم من وفاة أول شخص يتم تشخيص حالته على انها اصابة بالايبولا في الولايات المتحدة "الأمة في حالة رعب والناس خائفون من هذا المرض."
وقالت بارويل في مؤتمر صحفي إن الناس مصابون برعب لان الايبولا "معدلات الوفيات به مرتفعة للغاية. وهم خائفون لانهم يحتاجون الى تعلم وفهم الحقائق بشأن هذا المرض."
وتستعد الحكومة الامريكية لبدء فحص المسافرين القادمين من غرب افريقيا تحسبا لاصابتهم بالحمى في خمسة مطارات رئيسية خلال الاسبوع القادم.
ويسبب فيروس الايبولا حمى نزفية وينتشر عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الجسم لشخص مصاب يعاني من نوبات قيء شديدة واسهال.
يذكر أن انتشار الفيروس تسبب في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف شخص حتى الآن علاوة على 7200 إصابة أغلبها في غرب إفريقيا.
وخضع جميع من غادروا مناطق انتشار الفيروس لفحوص امتدت لأسابيع طويلة رغم أن العدوى لا تنتقل إلا بعد ظهور أعراض المرض على المصاب.
وكانت ممرضة إسبانية قد أصيبت بالفيروس المميت في وقت سابق من هذا الأسبوع لتكون أول إصابة تُسجل خارج منطقة غرب إفريقيا.
وازدادت حالة تلك الممرضة سوء وفقا للمستشفى الذي تتلقى فيه العلاج.
وكان وزراء بريطانيون، في وقت سابق، قد استبعدوا أن يُفرض الفحص الطبي في مطارات بريطانيا موضحين أن سياسة الحكومة تسير وفقا لتوصيات منظمة الصحة العالمية.
وتغير الموقف البريطاني الرسمي من الفحص المعزز في المطارات إلى دعم هذا التحرك.
وكانت وزارة الصحة البريطانية قد قالت، في بيان نشرته على موقعها الإليكتروني، إن "الفحص الطبي قبيل دخول البلاد لم يوص به من قبل منظمة الصحة العالمية، وليس هناك خطط لفرض ذلك الفحص قبل دخول بريطانيا للكشف عن مرض إيبولا."
ولكن البيان رقم 10 للحكومة أكد أن أحد كبار المسؤولين الطبيين أوصى بأن فحص المسافرين لدى الوصول إلى البلاد سوف يوفر "مستوى إضافي من الحماية لبريطانيا."
وجاء في بيان الحكومة أيضا أنه من "من المقرر أن تتضمن عملية الفحص – للقادمين من ليبيريا، وسيرا ليون، وغينيا – تقييما لآخر الرحلات التي قاموا بها ومع من تعاملوا خلالها بالإضافة إلى سؤالهم عن الترتيبات للرحلات المقبلة."
وأشار البيان إلى أنه من الممكن أن يخضع القادمون إلى بريطانيا إلى فحوص طبية على أيدي "فرق طبية مدربة بدلا من قوات حرس الحدود" ليتلقوا التوصيات بخصوص ما ينبغي عليهم فعله حال ظهور أعراض الفيروس عليهم لاحقا".
تجدر الإشارة إلى أن موقف بريطانيا من فرض فحص على القادمين من مناطق انتشار إيبولا تغير بسرعة. وكان الجدل قد أثير في الفترة الأخيرة حول فحص المغادرة في الدول التي ينتشر فيها المرض، ولكن منظمة الصحة العالمية أكدت أن ذلك سوف يؤدي إلى فحص "أعداد كبيرة" من الأشخاص الذين يستبعد إصابتهم بالمرض.
ويسبب فيروس الايبولا حمى نزفية وينتشر عن طريق الاتصال المباشر بسوائل الجسم لشخص مصاب يعاني من نوبات قيء شديدة واسهال.
وقتل مرض ايبولا نحو 4000 شخص في ثلاث دول هي سيراليون وليبيريا وغينيا منذ مارس الماضي في أكبر تفش مسجل بمعدل وفيات بلغ في المتوسط نحو في 50 المئة من حالات الاصابة.
وقتل العشرات بسبب وباء إيبولا ليس له علاقة بالتفشي الحالي للمرض في جمهورية الكونجو الديمقراطية.
وتوفى رجل ليبيري - سافر على رحلة طيران تجارية من وطنه الام يوم 19 سبتمبر ايلول - في دالاس بتكساس صباح الاربعاء بعد ان خالط في ليبيريا امرأة توفيت في وقت لاحق بالمرض.
وقال مسؤولو صحة من تكساس إنهم يتوقعون ان ترد نتائج الفحوص يوم الخميس لنائب المأمور الذي نقل الى المستشفى يوم الاربعاء بعد ان قال انه خالط الرجل الليبيري. وقالوا ان مخاطر اصابته بالايبولا منخفضة للغاية.
أرسل تعليقك