بيروت ـ ننا
نظمت كلية الطب في جامعة القديس يوسف وقسم امراض القلب في مستشفى "اوتيل ديو دو فرانس" بالتعاون مع شركة "سانوفي"، بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، مؤتمرا صحافيا حول نتائج الدراسة الوطنية الاولى عن امراض ضغط الدم المرتفع بعنوان "تفشي المرض، توعية، علاج وسيطرة"، برعاية وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور ممثلا بالدكتور اسعد خوري، في كلية الطب في جامعة القديس يوسف. في حضور نقيب الاطباء البروفيسور انطوان بستاني وعدد من المهتمين.
والقى رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى "أوتيل ديو دو فرانس" الدكتور ربيع عازار كلمة، ركز فيها على "أهمية هذه الدراسة التي تجري للمرة الأولى في لبنان وتشمل مناطق عدة، وذلك بدعم من كلية الطب ومجلس الأبحاث في جامعة القديس يوسف. وتشير هذه الدراسة إلى أن ارتفاع ضغط الدم متفشي في لبنان. ان 50% فقط من بين المصابين بارتفاع ضغط الدم يخضعون للعلاج، ويبلغ بذلك معدل السيطرة على ضغط الدم 27%. يعني ذلك أن مريضا واحدا فقط من أصل أربعة لبنانيين مصابين بالمرض ينجح في السيطرة على ضغط دمه".
اضاف: "حللت الدراسة بيانات من 1700 شخص خلال حملة فحص ومسح شمل مناطق مختلفة في لبنان. وأثبتت ما يلي: "36% من الشعب اللبناني مصابون بارتفاع ضغط الدم ونصفهم فقط يدركون ذلك، 30% من الشعب اللبناني معرضون للاصابة بارتفاع ضغط الدم، 33% من الشعب اللبناني يسجلون مستوى طبيعيا من ضغط الدم، بمعنى أن يكون معدلهم أقل من 12/8.
وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، يعتبر ارتفاع ضغط الدم واحدا من الأسباب الرئيسية للوفاة في العالم. يصاب أكثر من مليار شخص بارتفاع ضغط الدم، ويموت أكثر من 7 ملايين شخص في السنة".
وتابع عازار: "من خلال تخفيض ضغط الدم بمعدل سنتيمتر واحد من الزئبق، يمكن تخفيض عدد الإصابات باحتشاء عضلة القلب بنسبة 25%، والجلطات الدماغية بنسبة 40% خلال فترة خمس سنوات. وتشمل الأسباب الأساسية لارتفاع ضغط الدم العوامل الوراثية التي تتفاعل مع العوامل الشخصية والبيئية مثل الضغط النفسي، والكحول، والملح، وقلة الحركة، والحمية الغذائية التي تفتقر إلى الفاكهة والخضار ومشتقات الحليب".
من جهته، شدد عميد كلية الطب في جامعة القديس يوسف الدكتور رولان طنب على أهمية "الأبحاث العيادية والوبائية في لبنان لنشر التوعية وتشخيص الأمراض ومعالجتها بطريقة أفضل"، مشيرا الى "أن كلية الطب في جامعة القديس يوسف تشارك في دراسات وطنية ودولية متعددة بهدف تحسين نوعية الصحة في لبنان، والمساعدة على رفع مستوى الوعي".
واشار بستاني الى "أهمية التقدم الطبي للوقاية من الأمراض المختلفة أسوة بارتفاع ضغط الدم". وقال: "يضم المناخ اللبناني الذي نعيش فيه حاليا عناصر اجتماعية، سياسية وبيئية تؤثر على الجسم البشري على الصعيدين العضوي والنفسي. وثمة حال دائمة من القلق، ما يفسر هذا المستوى العالي من الاصابات بارتفاع ضغط الدم عند اللبنانيين".
وأعلن المدير العام لشركة "سانوفي" غسان بيضون ان هذه الدراسة "تدخل في صميم أهداف ورسالة "سانوفي" التي تصبو إلى نشر الوعي بشأن ارتفاع ضغط الدم، أي "القاتل الصامت"، وفتح المجال أمام تحسين طريقة التشخيص والعلاج المبكر من أجل تجنب مضاعفات المرض"، مشيرا الى ان "هذه الدراسة تكشف أن معدل ارتفاع ضغط الدم مرتفع في لبنان، لذا لا بد من زيادة مستوى الوعي وتحسين طريقة تشخيص هذا المرض ومعالجته".
في الختام، القى خوري كلمة الوزير ابو فاعور فقال: "يشرفني ان امثل معالي وزير الصحة العامة الاستاذ وائل ابو فاعور في حضور هذا اللقاء حول دراسة وطنية اعدت عن ارتفاع الضغط في المناطق اللبنانية كافة، ان اهمية هذه الدراسة تكمن في كون ارتفاع ضغط الدم يزداد عند اللبنانيين نتيجة نمط الحياة والعادات السيئة في طريقة غذائنا اليومي، وارتفاع عدد المدخنين وقلة الحركة التي تؤدي الى السمنة الزائدة، والاسراف في شرب الخمر، والامراض المزمنة كالسكري وامراض الكلي والضغط النفسي الذي يعاني منه اللبنانيون بسبب الاوضاع المختلفة على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي".
اضاف: "انه من الجيد ان نضيئ على الموضوع لان الكثير من المصابين، والذين لا يعلمون بأنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يعيرون بعض العوارض الاهتمام اللازم، كألم الرأس والدوخة، وفي بعض الاحيان يكون الضغط مرتفعا الى حد يهدد حياتهم. ونظرا الى ان الامراض غير الانتقالية اصحبت المصدر الاخطر على الصحة، وتشكل النسبة الاعلى للوفيات، قامت وزارة الصحة بتعزيز الرعاية الصحية الاولية بأبعادها النفسية والاجتماعية والعضوية، بما يكفل للفرد والجماعة حال صحية جيدة، تمكنهم من الحياة المنتجة وبأساليب مقبولة اقتصاديا واجتماعيا".
تابع خوري: "يتصدر الوضع الصحي في لبنان قائمة اهتمامات السكان نتيجة لتأثيره الكبير على حياتهم من جهة، وبسبب العبء الاقتصادي من جهة اخرى، ورغم ان قطاع الصحة اللبناني يعاني من العديد من المشاكل التي تراكمت على مدى سنوات عدة، الا ان المؤشرات الصحية تسجل مستويات مقبولة. فوجود تفاوت ملحوظ في الاوضاع الصحية والاجتماعية والاقتصادية بحسب المناطق اللبنانية المختلفة، الذي يشير الى ضرورة القيام ببعض التحسينات والاجراءات الوقائية بغية التخفيف من المشاكل الصحية ومن سيطرة السلوكيات الصحية السائدة، وهذا ما تقوم به الوزارة من خلال خطة الاصلاح الصحي الشامل عبر مشاريع وبرامج مختلفة".
وقال: "تسعى الوزارة من ضمن خطة الاصلاح الصحي الى تفعيل دورها في مجال تنظيم وادارة نظام الرعاية الصحية ككل، بحيث تتحول من دور الممول للخدمات العلاجية الى دور الموجه الاساسي لنشاط هذا القطاع، لتصبح بذلك المرجع الذي لا يحدد فقط النظم والمعايير، بل المشرف على نظام رقابة صارم يضمن تقييد سائر الاطراف بها".
أرسل تعليقك