الرياض ـ العرب اليوم
أثبتت الدراسات الوبائية والسريرية أن بعض المركبات الكيميائية الفعالة بيولوجياً والموجودة في الأطعمة مثل مركب "بيتا- جلاكان"، تفيد في الوقاية والعلاج من بعض الأمراض مثل الكولسترول والسكري.
وأوضح استشاري التغذية العلاجية نائب رئيس الجمعية السعودية للغذاء والتغذية الدكتور خالد بن علي المدني، أن استعمال الغذاء في الوقاية أو العلاج من الأمراض، يعد أحد الاتجاهات الأساسية في علوم الغذاء والتغذية في العقود الأخيرة، مضيفا أن المختصين أجمعوا أن المحتويات الكيميائية الموجودة في الأطعمة قد تفتح الأبواب إلى غذاء أفضل صحياً.
وبين أن مركب "بيتا- جلاكان" يعد من الألياف الغذائية الذائبة، ويتكون من المواد الكربوهيدراتية التي توجد بشكل طبيعي في الخضراوات والفاكهة والحبوب الكاملة (غير منزوعة القشرة)، ويعمل على بقاء السكر في مستويات قياسية في الدم وخاصة لدى مرضى السكري، ويقلل من امتصاص الكولسترول المتناول من الطعام بالأمعاء، ويقلل من إعادة امتصاص الكولسترول المصنع بالجسم مما قد يخفض من نسبة الكولسترول في الدم، ويقي من ظهور البواسير، كما يعمل على تنشيط وتفعيل خلايا الدم البيضاء التي تهاجم الأجسام الغريبة بالجسم مما قد يمثل تقوية لجهاز المناعة ضد الأمراض. وشدد على أن سلامة الأطعمة الوظيفية يعتمد على تناول القدر الآمن من هذه الأطعمة كجزء من الغذاء الصحي، حيث إن معظم الدراسات البحثية لم تحدد بعد الحد الأعلى من المواد الكيميائية الفعالة بيولوجياً في الأطعمة الوظيفية للإنسان، وقال: "مع أن الأبحاث على حيوانات التجارب قد زودتنا ببعض المؤشرات عن القدر الأمثل فإنه مازال من الصعب تطبيقه مباشرة على الإنسان، وستزول هذه الصعوبة مع معرفة الكمية التقريبية للأطعمة أو مكونات الأطعمة لبعض المواد الكيميائية الفعالة بيولوجياً والتي تستعمل في تسويق الأطعمة الوظيفية والمعروف عنها بصورة عامة تحسين الصحة أو الوقاية من المرض.
وأرجع المدني زيادة انتشار الأطعمة الوظيفية خلال السنوات القليلة الماضية إلى زيادة الوعي الصحي الغذائي، وارتفاع متوسط العمر المأمول مما زاد نسبة المسنين في المجتمع، كما أدى ارتفاع تكاليف العلاج التقليدي إلى اتجاه المستهلك نحو العلاج البديل، وظهور الأبحاث العديدة التي تدعم دور الغذاء في مكافحة أو الحد من ظهور بعض الأمراض.
وأبان أن استعمال الغذاء في الوقاية أو العلاج من الأمراض كان معروفًا منذ عدة قرون حيث كان ذلك مبنيًا على الاعتقادات، أو العادات، أو العرف بدون قاعدة أو أساس علمي كما هو الحال في الوقت الحاضر.
أرسل تعليقك