أجمع مسؤولون خليجيون على أهمية تعزيز العمل الخليجي المشترك لمكافحة السرطان بعد زيادة معدلات الاصابة به مطالبين بتعزيز الوعي الصحي بالمنطقة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الدولي حول (أعباء السرطان في منطقة الخليج) الذي ينظمه المكتب التنفيذي لوزراء الصحة بدول مجلس التعاون لمدة ثلاثة ايام بمشاركة 55 عالما وباحثا في مجال مكافحة السرطان من أمريكا وأوروبا واستراليا والهند والدول العربية.
وأكد وزير الصحة السعودي المكلف عادل فقيه في كلمة ألقيت نيابة عنه في افتتاح المؤتمر الليلة الماضية ان مرض السرطان مشكلة صحية عالمية تعاني من تنامي أعبائها جميع النظم الصحية نتيجة لتزايد أعداد السكان من جهة وتزايد العوامل المسببة لمرض السرطان من جهة اخرى.
ودعا فقيه الى العمل على سد ما أمكن من الثغرات للحد من امتدادات هذا المرض وارتفاع معدلات الإصابة به في منطقة الخليج.
وتوقع تزايد معدلات الإصابة بمرض السرطان في منطقة الخليج بسبب تغير نمط الحياة وتزايد مؤشرات الخطورة من تعاطي التدخين والسمنة وقلة النشاط البدني وغيرها من المسببات البيئية والتغيرات في الطفرات الجينية.
وأضاف ان المؤتمر سيتيح الفرصة لممثلي دول مجلس التعاون ومزودي الرعاية الصحية والخبراء في مجال مكافحة السرطان بالإضافة إلى صانعي القرار وعلماء الاقتصاد والمنظمات العلمية غير الحكومية والمنظمات الأهلية على جميع المستويات الوطنية والإقليمية والدولية للعمل معا لسد الثغرات في أسلوب مكافحة السرطان.
ومن جهته كشف المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي ان إجمالي حالات السرطان التي استفادت من الخدمات التخصصية التشخيصية والعلاجية خلال الفترة من 1975 حتى نهاية 2013 بلغت 80 ألف حالة.
ولفت إلى أنه تم اختيار المملكة ممثلة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ضمن ثماني دول في عضوية المجتمع الدولي لجينات السرطان للتعرف على الخريطة الجينية للسرطان.
واشار الى انه تم اعتماد مركز الأورام في المستشفى مركزا مرجعيا لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط كما يجري حاليا تأثيث وتجهيز مركز الملك عبدالله للأورام وأمراض الكبد بسعة 300 سرير تمهيدا لافتتاح المرحلة الأولى منه قريبا.
من جانبه أوضح المدير التنفيذي للمركز الخليجي لمكافحة السرطان رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور علي الزهراني أن 60 في المئة من الحالات التي تم تشخيصها بالسرطان لفئات عمرية دون سن الستين وأن ما يزيد على 50 في المئة منها شخصت في مراحل متقدمة من المرض.
وطالب بضرورة تعزيز الوعي الصحي واتباع نمط حياة أكثر نشاطا وحيوية وتحسين برامج الكشف المبكر والإحالة وتمكين المرضى من الوصول للخدمات الصحية اللازمة في الوقت المناسب وذلك لتحقيق المؤشرات والأهداف التي حددتها منظمة الصحة العالمية.
واوضح ان المؤتمر يأتي في إطار هذه الجهود لمناقشة السبل العلمية والعملية الكفيلة بحماية المجتمع الخليجي وتوفير الرعاية الصحية لجميع أفراده وتخفيف معاناة مرضى السرطان وذويهم والتوجيه الأمثل للموارد البشرية وترسيخ مبدأ الشراكة والتوأمة بين القطاعات الصحية والمؤسسات الحكومية والأهلية لمواجهة أعباء السرطان المتزايدة.
ومن جهته ذكر نائب المدير التنفيذي للمركز الخليجي لمكافحة السرطان نائب رئيس اللجنة المنظمة رئيس اللجنة العلمية بالمؤتمر الدكتور صالح فهد العثمان أن 65 في المئة من إصابات السرطان تحدث في الدول النامية والأقل نموا ما يتطلب مراجعة النظم الصحية في تلك الدول ووضع الاستراتيجيات لمواجهة هذا الداء.
ودعا الى تفعيل برامج مكافحة السرطان في دول الخليج للحد من عوامل الاختطار ورفع الوعي الصحي وتكثيف برامج الكشف المبكر عن السرطان إضافة إلى تحسين الخدمات الصحية بمستوياتها الثلاثة.
واشار الى أن المركز الخليجي يسعى الى ترجمة الخطة الخليجية لمكافحة السرطان إلى خارطة عمل خليجي مشترك يسهم في الحد من أمراض السرطان بالمنطقة وتقليص الأعباء المباشرة وغير المباشرة على الفرد والمجتمع والدولة.
وتطرق الى محاور المؤتمر وأبرزها التحديات التي تواجه برامج مكافحة السرطان في منطقة الخليج وأعباء مرض السرطان الحالية والمستقبلية إضافة إلى دور برامج التوعية والكشف المبكر في الحد من أعباء السرطان ودور مراكز الرعاية الصحية في الكشف المبكر.
ومن جانبه تناول مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق خوجة في كلمته دراسات حديثة حول تكاليف مرض السرطان في عدد من الدول المتقدمة منها امريكا اذ أن متوسط عبء التكاليف الاقتصادية لمريض السرطان الذي يتم تشخيصه حديثا يبلغ أكثر من 16 ألف دولار سنويا.
ولفت إلى أن سرطان الرئة يعد هو الأعلى تأثيرا من الناحية الاقتصادية ب 188 مليار دولار يليه سرطان الأمعاء الغليظة والمستقيم ب 99 مليار دولار ثم سرطان الثدي ب 88 مليار دولار.
واستعرض جهود المكتب التنفيذي في تعزيز العمل الخليجي المشترك لمكافحة السرطان باصدار العديد من القرارات والتوصيات والتأكيد على أهمية إعداد برامج وطنية للوقاية من السرطان ومكافحته وعلاجه بكل دولة.
وتم الاتفاق على اختيار السجل الوطني للأورام بمستشفى الملك فيصل التخصصي كمركز خليجي لتجميع وتحليل البيانات الواردة وإصدار التقرير الدوري السنوي لدول المجلس بالإضافة إلى إجراء التدريب في مجال تسجيل السرطان وتقديم المشورة للدول الأعضاء والموافقة على "الخطة الخليجية التنفيذية لمكافحة السرطان 2010/2020.
وينظم المؤتمر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون بالتعاون مع المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض.
أرسل تعليقك