وباء إيبولا قادر على اكتساح معظم أنظمة الصحة الأفريقية
آخر تحديث GMT06:26:51
 العرب اليوم -

وباء إيبولا قادر على اكتساح معظم أنظمة الصحة الأفريقية

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - وباء إيبولا قادر على اكتساح معظم أنظمة الصحة الأفريقية

نقل جثة مصاب بفيروس ايبولا
دكار - أ.ف.ب

يرى خبراء ان بلدان افريقيا جنوب الصحراء ليست على قدم المساواة من حيث القدرة على مواجهة خطر ايبولا، لكنها لا تستطيع الصمود امام وباء واسع الانتشار نظرا  للنقص في البنى التحتية والموظفين الاساسيين في القطاع الصحي.

وباستثناء بعض المراكز الاقليمية التي تتوفر فيها مستشفيات ومختبرات متخصصة -جنوب افريقيا وكينيا وساحل العاج ونيجيريا والسنغال، وتمكنت الاخيرتان من احتواء عدوى مصدرها بلدان مصابة- هناك مناطق برمتها لا تتوفر فيها اي معدات طبية.

ويساهم الوباء بقسوة في كشف التخلف الافريقي في هذا المجال كما قال رئيس البنك العالمي جيم يونغ كيم وهو ايضا طبيب.

وذكر ان "فيروس ايبولا لم يواجه ابدا نظام صحة عصري في بلد متطور" معتبرا انه مع "تلك العناصر الاساسية قد تكون نسبة النجاة منه اكبر".

والتشخيص يتطابق مع تقييم الطبيب توم كينيون الخبير في المراكز الفدرالية الاميركية لمراقبة الامراض والوقاية منها، مطلع ايلول/سبتمبر.

واوضح الخبير عقب مهمة في ليبيريا وسيراليون وغينيا، "لسنا في حاجة الى عدد كبير من الاخصائيين والاطباء الاجانب بل لموظفين يستطيعون تقديم علاجات اساسية وعناية دقيقة بالتوازن الذي يحتاجه الجسم من الماء والمواد المعدنية، وغير ذلك من العلاجات البسيطة".

وخلافا لتلك البلدان التي ليس لديها اكثر من طبيب لمئة الف ساكن، فان جنوب افريقيا التي تزيدها بنسبة ثمانين مرة، "مستعدة بكشل نسبي" كما ترى البرفسور لوسيل بلومبرغ مساعدة مدير المعهد الوطني للامراض المعدية.

وفي هذا البلد الذي يحبذه المرضى الافارقة الميسورون، 11 مستشفى عام بامكانها ان تستقبل مصابين بايبولا فضلا عن المصحات الخاصة كما افادت المسؤولة في المستشفى الوحيد في القارة الذي يتضمن مختبرا مضادا للفيروسات مع مستوى امن جدا (مستوى اربعة).

وقال الطبيب جوزف تيغر "بامكان ايبولا ان ينتشر هنا كما في اي مكان آخر (...) لكن هنا سيكون من الاسهل وضع الناس في الحجر الصحي ومنعهم من التنقل".

واعدت ساحل العاج المجاورة لليبيريا وغينيا، 16 مركزا لمكافحة ايبولا منها 14 داخل مناطق البلاد ومئات العاملين في مجال الصحة.

وقالت لينا البدوي الطبيبة الاخصائية في علم الاوبئة التي تقوم بمهمة في ابيدجان ان "هناك نظام صحة ومستشفيات ومختبرات" و "الاهم هو ان لا ننطلق من لا شيء".

من جانبها، تكتفي بنين على حدود نيجيريا، بمركز عزل صحي واحد يتوفر فيه 12 سريرا وقالت وزيرة الصحة العامة اكوكو كيندي غزار لفرانس برس"اننا لا نستثمر لالاف المرضى، لكن يجب علينا ان نكون مستعدين لاستقبال حالتين او ثلاث او اربع".

غير ان ايبولا سرعان ما تطغى على البنى التحتية لا سيما الطبية كما افادت مؤخرا رئيسة اطباء بلا حدود جوان ليو "انها ازمة كبيرة جدا لانها تهاجم مراكز الصحة".

وفي مستشفى "ريديبمشون" في ليبيريا، لاحظ مراسل فرانس برس في منتصف ايلول/سبتمبر مرضى ممدين على الارض لقلة الاسرة كما قال الممرض الفريد غاي "امس استقبلنا ستين حالة وما زالوا يأتون".

من جهتها تكتفي النيجر جارة نيجيريا، لقلة الامكانيات، بمركز واحد وفريق متحرك في العاصمة في حين لا بد من "ثمانية مراكز اقليمية لاننا لا نعلم من اين سينتشر ايبولا" كما قال شيبو هالارو من مديرية المراقبة والرد على الاوبئة.

ويعتبر عدم توفر شبكة محلية من نقاط الضعف اذ ان السلطات عدلت في ساحل العاج عن بناء مراكز محلية موقتة.

وقال الطبيب داودا كوليبالي من المعهد الوطني للصحة العامة "عندما رأينا ما كان يجري في غينيا وليبيريا قررنا اقامة تلك المراكز للمعالجة في مستشفياتنا".

وهاجم بعض السكان عمال الصحة والبنى التحتية في تلك البلدان كما في جنوب غينيا حيث قتل قرويون ثمانية من عناصر بعثة توعية في منتصف ايلول/سبتمبر.

لكن في المقابل ومن الجانب الاخر من القارة في اوغندا التي اصابها وباء ايبولا في 2012 ولديها موظفين مدربين، يساهم السكان في مكافحة الوباء وفق تريفور شومايكر مسؤول برامج الحمى النزفية في مراكز البلاد.
واوضح "ليست هناك مخاوف كثيرة من النظام الطبي، الناس يطالبون بالعلاج" و"اذا راقبنا عائلة لديها حالة مؤكدة فبالامكان متابعتها يوميا كما انهم يبلغوننا اذا اصيب احدهم".

وفي افريقيا الوسطى سمحت التجربة السابقة مع ايبولا بتفادي النقص في الانظمة الصحية.

وفي جمهورية الكونغو الديمقراطية "الناس يقظون ويقولون لك عندما يتوفى شخص في قريتهم" وفق مصدر طبي دولي مضيفا "يعلمون انه مرض خطير ولا بد من الشفافية لاحتوائه".

واعرب اريك لوروا مدير المركز الدولي للابحاث الطبية في فرانسفيل، المتميز في مجال مراقبة الفيروسات الناشئة، عن ارتياحه لان في الغابون "الاوبئة السابقة ساهمت في توعية الناس سواء تعلق الامر برجال السياسة او العاملين في مجال الصحة او السكان".

وامام هذه الاوضاع المختلفة ما يزال التضامن الافريقي في بدايته رغم بعض الامثلة مثل الجنوب افريقية كاثرين ستينسون الاخصائية في مكافحة الاوبئة التي تطوعت للقيام بمهمة في سيراليون في تشرين الاول/أكتوبر.

وقالت في شهادة قبل رحيلها "نتقاسم القارة مع اخرين يعانون من تداعيات نظام صحي منكوب" واضافت "رغم ادراكي تماما للمخاطر، الا ان الوقت حان لكي تتطابق افعالي مع اقوالي".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وباء إيبولا قادر على اكتساح معظم أنظمة الصحة الأفريقية وباء إيبولا قادر على اكتساح معظم أنظمة الصحة الأفريقية



GMT 16:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الأرق المزمن يؤدي إلى حدوث تغييرات مؤذية في جسم الإنسان

GMT 16:12 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الكركم يشجع على تدمير الخلايا السرطانية بالجسم

GMT 16:08 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

أربع عادات أساسية يمكن أن تزيد من عمرك الافتراضي

GMT 03:29 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة العالمية تعلن عن تطعيم 181 ألف طفل ضد الشلل في غزة

GMT 23:44 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

أسوأ خيارات الإفطار لمرضى السكري من النوع الثاني

GMT 23:41 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مضادات الاكتئاب تشكل خطرًا على النساء الحوامل

GMT 23:34 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

نظام غذائي صحي لإنقاص الوزن

النجمات يتألقن في فساتين سهرة ذات تصاميم ملهمة لموسم الخريف

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:29 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية
 العرب اليوم - هنا الزاهد تعلن اختيارها وجهاً إعلانياً لشركة سعودية

GMT 04:46 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

اختبار جديد بالليزر يكشف عن الخرف بمختلف أنواعه في ثوان

GMT 19:24 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

العملة الخضراء تقفز لأعلى مستوى في 11 أسبوعا

GMT 05:10 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مصباح الرياض والقاهرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

من صفحات التاريخ!

GMT 13:50 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

مانشستر يونايتد يمنح تين هاج الفرصة الأخيرة

GMT 10:15 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

محاولات للسيطرة على تسرب نفطي في إيران ومخاوف من "التلوث"

GMT 12:14 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان يفعّل الخطة الوطنية للكوليرا بعد تسجيل إصابة بالوباء

GMT 09:00 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سترة كيت ميدلتون الأكثر مبيعاً بعد إطلالتها الأخيرة

GMT 13:19 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

إيران تفوز على قطر وتتصدر مجموعتها بتصفيات المونديال
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab