استئصال المثانة هو عملية جراحية لإزالة المثانة البولية، غالباً ما يتم إجراؤها لعلاج سرطان المثانة. ويمكن أيضاً إجراؤها لعلاج أورام الحوض الأخرى، مثل سرطان القولون المتقدم أو البروستاتا أو بطانة الرحم، وبعض الحالات غير السرطانية (الحميدة)، مثل التهاب المثانة الخلالي أو التشوهات الخلقية. عند الرجال، عادةً ما تشمل إزالة المثانة بأكملها (الاستئصال الجذري للمثانة) إزالة البروستاتا والحويصلات المنوية. كذلك لدى النساء، يشمل الاستئصال الجذري للمثانة إزالة الرحم والمبيض وجزء من المهبل.
بعد إزالة المثانة، يجب على الجراح إنشاء "تحويل للبول"، أي طريقة جديدة لتخزين البول وإخراجه من الجسم. هناك طرق عدة يمكن من خلالها تخزين البول والتخلص منه بعد إزالة المثانة، يستعرضها هذا التقرير. استئصال المثانة هو عملية جراحية معقدة تتضمن التلاعب بالعديد من الأعضاء الداخلية في البطن. لهذا السبب، فإن استئصال المثانة يحمل في طياته بعض المخاطر، بما في ذلك: نزيف، جلطات الدم، النوبات القلبية، الالتهاب الرئوي، لكن نادراً ما تحدث الوفاة بعد الجراحة.
ونظراً إلى أن استئصال المثانة هو عملية جراحية ليس فقط لإزالة المثانة ولكن أيضاً لإنشاء تحويل للبول، فإن الجراحة تتضمن مخاطر إضافية، مثل: جفاف الجسم، التهاب المسالك البولية، انسداد الأمعاء (بما يمنع الطعام أو السوائل من المرور عبر الأمعاء)، انسداد أحد الحالبين (الأنبوبان اللذان ينقلان البول من الكلى). قد تكون بعض المضاعفات مهددة للحياة، وقد يحتاج المريض للعودة إلى غرفة العمليات لإصلاح المضاعفات، وقد يحتاج لإعادة دخول المستشفى.
قبل استئصال المثانة، من الضروري للمريض أن يتحدث مع طبيبه عما يتناوله من أدوية أو كافيين أو كحول أو غيرها. وقد يحتاج لإجراء تغييرات على أدويته أو تجنب بعض المواد، للمساعدة في التعافي بعد الجراحة.إذا كان المريض مدخناً، فإن أفضل ما يمكنك فعله لصحته هو الإقلاع عن التدخين قبل الجراحة. فالتدخين ليس فقط عامل خطر للإصابة بسرطان المثانة، بل يزيد أيضاً خطر الإصابة بمضاعفات بعد الجراحة.
قد يوصي الطبيب بإحدى الطرق التالية للجراحة: الجراحة المفتوحة: تتطلب هذه الطريقة شقاً واحداً في البطن للوصول إلى الحوض والمثانة. جراحة طفيفة التوغل: يقوم الجراح بعمل عدة شقوق صغيرة في البطن، حيث يتم إدخال أدوات جراحية خاصة للوصول إلى تجويف البطن. الجراحة الروبوتية: أثناء هذا النوع من الجراحة طفيفة التوغل، يجلس الجراح عند وحدة تحكم ويشغل الأدوات الجراحية عن بُعد.
يتم إخضاع المريض لتخدير عام يبقيه نائماً أثناء الجراحة، ومن ثم يقوم الطبيب بإزالة المثانة مع العقد الليمفاوية القريبة. وقد يحتاج أيضاً لإزالة أعضاء أخرى قرب المثانة مثل مجرى البول والبروستاتا والحويصلات المنوية لدى الرجال، والإحليل والرحم والمبيض وجزء من المهبل عند النساء. بعد إزالة المثانة، يعمل الجراح على إعادة بناء المسالك البولية للسماح للبول بمغادرة الجسم. وتوجد عدة خيارات:
قناة اللفائقية: خلال هذا الإجراء، يستخدم الجراح قطعة من الأمعاء الدقيقة لإنشاء أنبوب يتم توصيله بالحالبين ويربط الكليتين بفتحة في جدار البطن (تسمى الفغرة). يتدفق البول من الفتحة بشكل مستمر، ويتجمع في حقيبة يرتديها المريض على بطنك وتلتصق بجلده، ويتجمع هناك إلى أن يقوم بتصريفه. إعادة بناء مثانة جديدة: أثناء إنشاء المثانة الجديدة، يستخدم الجراح قطعة من الأمعاء الدقيقة أكبر قليلاً من تلك المستخدمة في القناة اللفائفية، لإنشاء كيس كروي الشكل يصبح بمثابة مثانة جديدة للمريض. يضع الجراح المثانة الجديدة في نفس المكان داخل الجسم مثل المثانة الأصلية، ويربط المثانة الجديدة بالحالبين بحيث يمكن تصريف البول من الكليتين. ويتم توصيل الطرف الآخر من المثانة الجديدة بمجرى البول، ما يسمح للمريض بالتبول بطريقة طبيعية نسبياً.
لكن المثانة الجديدة ليست مثانة طبيعية جديدة تماماً. إذا أجريت هذه الجراحة، فقد يحتاج المريض إلى استخدام قسطرة للمساعدة في تفريغ المثانة الجديدة بشكل أفضل. أيضاً يعاني بعض الأشخاص من سلس البول بعد الجراحة، أي فقدان القدرة على التحكم في المثانة. خزان البول الحصور: خلال هذا الإجراء، يستخدم الجراح قطعة من الأمعاء لإنشاء خزان صغير داخل جدار البطن. أثناء إنتاج البول، يمتلئ الخزان وتستخدم قسطرة لتصريفه عدة مرات في اليوم.
مع هذا النوع من تحويل مجرى البول، يتجنب المريض الحاجة إلى ارتداء كيس تجميع البول على الجزء الخارجي من جسمه. لكنه سيحتاج إلى استخدام أنبوب طويل ورفيع (قسطرة) عدة مرات في اليوم لتصريف الخزان الداخلي. قد يتسبب التسرب من موقع القسطرة في حدوث بعض المشاكل أو الحاجة للعودة إلى غرفة العمليات لإجراء جراحة مراجعة.*الهدف من تحويل مجرى البول هو تسهيل التخزين الآمن والتخلص من البول في الوقت المناسب بعد إزالة المثانة، مع الحفاظ على جودة حياة المريض.
بعد الجراحة، قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى لمدة تصل إلى 5 أو 6 أيام، وهو وقت مطلوب ليتمكن جسمه من التعافي من الجراحة؛ إذ تميل الأمعاء إلى أن تكون الجزء الأخير من الاستيقاظ بعد الجراحة، لذلك قد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى، حتى تصبح أمعاؤك جاهزة مجدداً لامتصاص السوائل والمواد الغذائية. بعد التخدير العام، قد يعاني المرض من آثار جانبية مثل التهاب الحلق، والرعشة، والنعاس، وجفاف الفم، والغثيان والقيء. قد تستمر هذه الآثار بضعة أيام ثم تتحسن.
بدءًا من صباح اليوم التالي للجراحة، قد يطلب فريق الرعاية الصحية من المريض النهوض والمشي كثيراً، فالمشي يعزز الشفاء وعودة وظيفة الأمعاء، ويحسن الدورة الدموية، ويساعد على منع تصلب المفاصل وتجلط الدم.
التغييرات البولية
إذا أجرى المريض جراحة القناة اللفائفية، قد يكون لديه تصريف للسوائل من مجرى البول لمدة 6 إلى 8 أسابيع بعد الجراحة. عادةً، يتغير لون التصريف ببطء من الأحمر الفاتح إلى الوردي والبني ثم الأصفر. أما في حال أجريت إعادة بناء مثانة جديدة، فقد يكون لديك بول دموي بعد الجراحة. في غضون أسابيع قليلة، يجب أن يعود لون البول إلى اللون الأصفر.
مع أي من الإجراءين، يمكن توقع رؤية مخاط في البول، لأن قطعة الأمعاء المستخدمة في العملية ستظل تصنع المخاط كما تفعل الأمعاء عادةً. بمرور الوقت، يجب أن يكون المخاط أقل، لكنه لن يختفي تماماً أبداً. يمكنك العودة إلى العيادة لمتابعة الرعاية في الأسابيع القليلة الأولى بعد استئصال المثانة، ومرة أخرى بعد بضعة أشهر. في هذه المواعيد، سيتحقق الطبيب من أن المسالك البولية العلوية تستنزف بشكل كافٍ.
إذا تم إجراء استئصال المثانة لعلاج سرطان المثانة، فسيوصي الطبيب بزيارات متابعة منتظمة للتحقق من عدم تكرار الإصابة بالسرطان. خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية الأولى بعد الجراحة، قد يحتاج المريض إلى تقييد أنشطة مثل حمل الأغراض والقيادة والاستحمام والعودة إلى العمل أو المدرسة. لكنه سيستعيد قوته تدريجياً. وبالنسبة إلى الأنشطة الجنسية، يجب أن ينتظر المريض قرابة 6 أسابيع قبل استئنافها يمكن أن يكون لاستئصال المثانة تأثير كبير على نوعية الحياة. ولكن مع ذلك، لا يزال بإمكان المريض عيش حياة طبيعية بعد هذه الجراحة.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
علماء بريطانيون يبتكرون "قنبلة سكر" تقضي على الخلايا السرطانية "الجشعة" في ثوان
اكتشاف إنزيم في الأفوكادو يثبط نمو الخلايا السرطانية
أرسل تعليقك