القاهرة - العرب اليوم
مرحلة الطفولة هي إحدى أكثر المراحل الحياتية تأثيرا على الإنسان، حيث تشهد خطوات البداية لبناء شخصيته وسماتها، وقد تكون سببا في أن يكون الإنسان سويا أو العكس. وتملك كل أسرة عدد من التحديات من أجل حصول ذويهم على طفولة سليمة، وبالأخص مساعدتهم على عدم الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية. ليبقى السؤال الأهم، كيف تحمى طفلك من الإصابة بالأمراض النفسية؟
يقول الاستشاري النفسي، الدكتور جمال فرويز، إن امتلاك أسرة أي طفل ثقافة الذهاب إلى طبيب نفسي يحمي الطفل من كثير من الصعوبات المستقبلية، خاصة أن العلاج في مرحلة الطفولة يكون أسهل من المراحل الحياتية التالية.
ويضيف فرويز لموقع سكاي نيوز عربية: "الأمراض الأكثر شيوعا في مرحلتي الطفولة والمراهقة هي الاكتئاب والوسواس القهري، وبشكلٍ عام قد يصاب الطفل بأمراض نفسية نتيجة لعوامل جينية أو التعرض لظروف معينة، وفي الحالتين هناك بعض النصائح التي من المهم على كل أسرة الالتزام بها، للحفاظ على أبنائها من شبح (المرض النفسي)".
ويردف: "ببساطة يجب أن تكون الأسرة هي بمثابة الدائرة الآمنة لكل طفل، التي تقبل أفكاره وأخطاءه دون ترهيب، لأن الأطفال يميلون دائمًا إلى التجريب والاستكشاف، وهذا ما على كل أسرة قبوله دون تعريض الطفل للخطر".
ويوضح فرويز أن أساليب التربية التي تعتمد على العنف والترهيب لا تجدي نفعا، بل كل ما تفعله هو زيادة المسافة بين الطفل وأسرته، وتجعله لا يميل إلا مشاركتهم أفكاره وتجاربه، خوفًا من التعرض لعقاب قاس، وهذا ما ينتج عنه عديد من الكوارث.
يشير الاستشاري النفسي إلى أن عدم احترام بعض الأسر لاختلاف الثقافات بين الأجيال هو أحد أكبر أسباب الخلاف الدائم بين الطفل والأسرة، إذ يحاول الأب والأم حرمان ابنهما من التعرض لأفكار مختلفة وجديدة، ظنا منهما أن هذه الأفكار قد تفسد أخلاق الطفل.
ويردف: "من السذاجة تخيل أنه يمكنك منع طفل من التفكير بأي شيء، أو تقييد عقله، وقد يتسبب منعه من خوض تجارب جديدة سببا من الأساس في إصابته بأحد الأمراض النفسية".
ويوضح جمال فرويز أن هناك بعض العلامات التي توضح إصابة الطفل بمرض نفسي معين مثل: اضطرابات النوم، وعدم الرغبة في القيام بأي شيء، والشعور بالصداع وآلام المعدة بشكل متكرر ودون سبب واضح، والرغبة في إيذاء الآخرين.
ويتابع: "ببساطة إذا شعرت بأي شكل من الأشكال أن طفلك يقوم بتصرفات غير طبيعية وبشكل متكرر، عليك الاستعانة بمختص سواء كان طبيب نفسي أو أخصائي تعديل سلوك".
ويختم فرويز تصريحاته لـسكاي نيوز عربية: "لعلاج الأطفال من الأمراض النفسية نعتمد على بعض الأدوية المناسبة لهذه الفئة العمرية، ولا ينتج عنها أي أعراض جانبية، أو الاعتماد على جلسات تعديل السلوك، أو اللجوء إلى الإثنين معًا".
قد يهمك أيضا
كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل التوحدي
أرسل تعليقك