قطع رأس رضيع أثناء الولادة يثير غضبا واسعا في تونس ويعيد ملف الأخطاء الطبية إلى الواجهة
آخر تحديث GMT15:27:44
 العرب اليوم -

قطع رأس رضيع أثناء الولادة يثير غضبا واسعا في تونس ويعيد ملف الأخطاء الطبية إلى الواجهة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - قطع رأس رضيع أثناء الولادة يثير غضبا واسعا في تونس ويعيد ملف الأخطاء الطبية إلى الواجهة

ولادة قيصرية،
تونس_ العرب اليوم

اصطدم الشارع التونسي مؤخرا بخبر قطع رأس رضيع أثناء الولادة بمستشفى عمومي بمحافظة المنستير شمال شرق تونس، في حادثة أعادت إلى الأذهان مسلسل الأخطاء الطبية المتكررة التي تسببت في حدوث وفيات وإعاقات دائمة.
وأكدت عائلة الرضيع أن وفاة مولودها كانت ناجمة عن خطأ طبي وسوء تقدير لحالة الزوجة الحامل التي كان وضعها الصحي يستوجب ولادة قيصرية، بيد أن المشرفة على على الولادة وفي ظل غياب طبيب التوليد أصرّت على توليدها بطريقة طبيعية، وهو ما أدى إلى قطع رأس الرضيع بعد استحالة سحبه وذلك لإنقاذ حياة أمه.
وفجّرت هذه الحادثة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، في وقت أعلنت فيه السلطات التونسية عن فتح تحقيق في الغرض لتحديد ما إذا كان الأمر ناجما عن تقصير طبي أم أنه تطبيق للإجراءات الطبية المعتمدة في مثل هذه الحالات.
وتواجه المستشفيات العمومية في تونس وخاصة منها الجهوية انتقادات بضعف الخدمات وتقادم التجهيزات الطبية وتآكل البنية التحتية، فضلا عن نقص أطباء الاختصاص وتكرر الأخطاء الطبية التي عادة ما يعجز ضحاياها عن تحصيل حقوقهم إما بسبب نقص الأدلة أو جراء غياب قوانين واضحة تكفل لهم إثبات الضرر والتعويض عنه.خطأ طبي واضح
وبالعودة إلى تفاصيل الواقعة، أكد والد الرضيع المتوفى مصطفى عثمان لـ"، أن ابنه الرضيع كان في حالة الوضعية المقعدية (وضعية الطفل بالمقلوب)، وهو ما جعل الطبيب المباشر لحالة زوجته يوصي بولادته عن طريق الجراحة القيصرية.
وتابع "حينما داهم المخاض زوجتي سارعت بنقلها إلى المستشفى الجهوي بالمنستير، لكننا لم نجد أي طبيب توليد، وحينها تدخلت القابلة بالقوة وعرضت توليدها بالطريقة الطبيعية رغم أننا أعلمناها بتعليمات طبيبتها المباشرة التي هي في نفس الوقت رئيسة قسم داخل مستشفى المنستير".
وأكد مصطفى أن القابلة أرغمت زوجته على الولادة الطبيعية رغم رفضها وتمسكها باستدعاء طبيبتها المباشرة، التي قيل لها إنها لن تأتيَ إلى المستشفى في الصباح الباكر من أجل حالة واحدة.
وتابع "عاملت القابلة زوجتي بطريقة سيئة وتجاهلت رفضها، وباشرت في توليدها طبيعيا وهو ما تسبب في انحصار رأس المولود ووفاته اختناقا.. وعندها وقع استدعاء الفريق الطبي الذي تدخل بإجراء عملية جراحية لإخراج رأس المولود.
وأضاف مصطفى بأن الفريق الطبي لم يعلمه بما حدث، واكتفى بالقول إنه اختار انقاذ حياة زوجته، مشيرا إلى أنه انتظر 4 ساعات لتسلم رضيعه المتوفى، وأن الفريق الطبي أوصاه بعدم تفحص المولود وبدفنه مباشرة.
وتابع "أصرت عمتي على غسل المولود قبل دفنه، وكانت الصدمة الكبرى حينما رأينا الحالة الكارثية والمؤلمة التي كان عليها الرضيع.. كان الخيط الجراحي محيطا بكامل رقبته، والكدمات تملأ رأسه وسيقانه".
وقال مصطفى إن الخطأ الطبي واضح ويتمثل في سوء تقدير حالة زوجته ومخالفة تعليمات طبيبها المباشر الذي أوصى بإجراء عملية قيصرية، مشددا على أنه سيتمسك بإظهار حق رضيعه حتى النهاية ومحاسبة المخطئين مهما طالت فترة التقاضي.موت سريري لقطاع الصحة
وفي تعليق حول الموضوع، قال رئيس الجمعية التونسية لمساعدة ضحايا الأخطاء الطبية المحامي صابر بن عمار إن "هذه الحادثة الأليمة تشي بأزمة أخلاقية لحقت بكل القطاعات ومنها القطاع الصحي"، منبها إلى تواتر حالات التقاعس وتجاهل حق الإنسان في الحياة.
وقال إن حادثة المنستير تصنف على أنها قتل غير متعمد ناجم بالأساس عن اللامبالاة وعدم احترام الأخلاقيات الطبية وتجاهل معطى طبي على غاية من الأهمية يتعلق بتوصية الطبيب المباشر بإجراء عملية ولادة قيصرية.
وتابع "للأسف تتعالى بعض الإطارات الطبية وشبه الطبية على المريض الذي يجهل التقنيات الصحية، خاصة في ظل غياب الحق في المعلومة والمعرفة.. ناهيك عن أن بعض الأطباء في تونس لا يواكبون التطور العلمي في اختصاصاتهم".
واعتبر بن عمار أن القطاع الصحي العمومي يعيش "حالة موت سريري"، في ظل تدهور الخدمات الطبية التي تقدمها المستشفيات العمومية وتواصل عملية التهجير القسري لأطباء الاختصاص وللكفاءات الطبية التونسية طيلة السنوات العشر المنقضية، منتقدا إحجام السلطات عن الاستثمار في القطاع الصحي والتهاون في محاسبة مرتكبي الأخطاء الطبية بالمؤسسات الصحية على غرار حادثة وفاة 14 رضيعا في مستشفى الرابطة التي أثبتت الأبحاث الحديثة أن الصيدلي قد قام بتنبيه وزارة الصحة بضرورة تعقيم أقسام الأطفال ولم تقع الاستجابة له.
وأضاف "لا بد أن تؤخذ صيحة الفزع بجدية وأن تكون هناك مسؤولية إدارية عبر اعتماد وثيقة تثبت موافقة المريض من عدمه على إجراء عملية جراحية وتؤسس لمسؤولية طبية".
15 ألف شبهة خطأ طبي في السنة
واعتبر رئيس الجمعية التونسية لمساعدة المتضررين من الأخطاء الطبية عصام العامري في تصريح لـ -سبوتنيك- أن تجاهل المشرفة على الولادة لتعليمات الطبيب المباشر هو خطأ طبي فادح .
وأشار العامري إلى أن عدد الأخطاء الطبية في البلاد آخذ في التفاقم من يوم إلى يوم، مؤكدا أن الجمعية تتلقى بشكل مستمر العديد من التشكيات على مستوى طب التوليد وخاصة العمليات التجميلية التي تستقطب بفضلها تونس مرضى من مختلف دول العالم.
ولفت المتحدث إلى إحصاء نحو 15 ألف شبهة خطأ طبي في السنة، وسبعة آلاف خطأ طبي تهم مختلف التدخلات الطبية.
وقال "للأسف في سنة 2022، مازلنا نسمع بحوامل تفقدن مولودهن بسبب غياب طبيب اختصاص أو تمتن تحت الولادة أو أثناء تنقلها إلى المستشفى التي يبتعد عشرات الكيلومترات عن مقر سكنها".
ونبه العامري من خطورة النقص الحاصل في أطباء الاختصاص الذين يمتنع بعضهم عن العمل في الجهات الداخلية والمناطق الريفية بينما يخير المئات منهم الهجرة إلى الخارج بسبب ظروف العمل السيئة وضعف المدخول المادي، مضيفا "في بعض المستشفيات الداخلية تتوفر التجهيزات ويغيب الطبيب القادر على استخدامها، فتترك دون استعمال".
وشدد العامري على ضرورة مراجعة التشريعات التي تعود لسنوات مضت.

 

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

تطبيق هاتف ذكي جديد يكشف عن اليرقان عند الأطفال

 

طريقة عناق حديثي الولادة تؤثر على صحتهم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطع رأس رضيع أثناء الولادة يثير غضبا واسعا في تونس ويعيد ملف الأخطاء الطبية إلى الواجهة قطع رأس رضيع أثناء الولادة يثير غضبا واسعا في تونس ويعيد ملف الأخطاء الطبية إلى الواجهة



GMT 15:23 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

يؤثر وقت تناول الفيتامينات المتعددة على امتصاص الجسم

GMT 15:22 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

تجنب هذه المشروبات على معدة فارغة لتجنب المخاطر الصحية

GMT 15:19 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

5 نصائح غذائية فعالة تخلص من الكوليسترول المرتفع بسهولة

GMT 15:16 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الأسباب الشائعة ليتحول الربو إلى مرض مزمن

GMT 02:08 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تكشف الوضع العالمي للفيروسات

الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab