حمى البحر المتوسط من الأمراض التي تتشابه أعراضها مع الحمى التقليدية، والتي تصيب عادة الأشخاص من أصول البحر الأبيض المتوسط، ولذلك سميت بهذا الاسم، وهي من الأمراض الوراثية، والتي يمكن اكتشافها من خلال أعراضها، وكلما تم اكتشافها مبكرا، كلما تم علاجها بشكل أسرع.
وتوضح الدكتورة هبة عبد الله مدرس الباطنة العامة وأمراض الروماتيزم والمناعة بكلية الطب جامعة طنطا، أن حمى البحر المتوسط من الأمراض الوراثية، والتي تصيب الجسم بنوبات حادة من ارتفاع درجة الحرارة والتهاب أغشية الأحشاء الداخلية، والتي تتكرر بصورة غير منتظمة، وقد تؤدى إلى مضاعفات بالكليتين إذا لم تعالج بصورة دائمة ومنتظمة.
تضيف الدكتورة هبة، أنه تزداد احتمالات توريث هذا المرض للأبناء فى حالة زواج الأقارب، أو إذا كان المرض موجودا فى عائلات الزوجين معا، وتنتشر فى الأسر التى تعيش فى البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط ومن هنا جاءت التسمية.
اعراض حمى البحر المتوسط
تضيف الدكتورة هبة، أن نوبة المرض تستمر عادة من يوم إلى 4 أيام وتكون فى صورة حمى (ارتفاع بدرجة الحرارة) مصحوبة بواحد أو أكثر من الأعراض التالية:
– ألم بالبطن نتيجة لإلتهاب بالغشاء البريتونى فى 90% من الحالات وقد يتم عن طريق الخطأ تشخيص المغص على أنه التهاب بالزائدة الدودية أو قد يتعرض المريض لجراحة استكشافية فى أحدى هذه النوبات.
– التهاب أو ألم بالمفاصل فى 85% من الحالات ولكن لا يؤدى إلى تشوهات بالمفاصل.
– ألم بالصدر نتيجة لإلتهاب بالغشاء البلورى فى 20% من الحالات.
وقد تشتمل الأعراض أحياناً على التهاب بالغشاء المحيط بالقلب أو الأغشية المحيطة بالخصيتين، مما يسبب الآلام.
وأحياناً أيضا يحدث طفح جلدى أحمر اللون على الساقين فى صورة بقع كبيرة الحجم نسبيا، أو قد تحدث بقع صغيرة داكنة اللون و نزف بالجلد على الساقين وأحيانا الذراعين نتيجة لإلتهاب الأوعية الدموية.
كما تحدث آلام بالعضلات أو تضخم بالطحال، أو بعض الأعراض العصبية أو نقص فى إفراز هرمون الغدة الدرقية، والذى يؤدى إلى خمول وسمنة وزيادة فى عدد ساعات النوم.
المضاعفات
وتشير الدكتورة هبه إلى أنه فى حالة عدم تناول العلاج بصورة منتظمة ودائمة فإن ثلث إلى نصف الحالات يتعرض للإصابة بمضاعفات المرض، و أهمها ترسب مادة الأمايلويد فى الكلى وأعضاء الجسم الأخرى، و يمكن تشخيص ذلك بوجود نسبة عالية من الزلال فى البول، والتى تزداد بمرور الوقت حتى يحدث تورم بالجسم يبدأ حول العينين، ثم فى الساقين، وخصوصا فى الصباح الباكر، ثم بمرور الوقت ينتشر بالجسم كله، وقد يؤدى إلى تجمع الماء بالغشاء البريتونى (الاستسقاء) كما قد ينتهى إذا تم إهمالة بالفشل الكلوى فى بعض الحالات.
والتشخيص يكون إكلينيكيا بالمقام الأول، أى أنه يعتمد على فهم الطبيب المتخصص للأعراض و ذلك عن طريق أخذ التاريخ العائلى بصورة مفصلة ثم فحص المريض إكلينيكيا لتوقع التشخيص، وذلك لأنه لا توجد فحوص معملية مؤكدة للجزم بوجود المرض.
ولكن يمكن عمل تحاليل وراثية لبعض الأسر للتوصل إلى الجين المسبب للمرض وتوقع معدلات توريثه فى أطفال الأسرة.
العلاج
وتوضح الدكتورة هبه، أن علاج حمى البحر المتوسط سهل وغير مكلف، حيث تستجيب معظم الحالات للعلاج بعقار الكولشيسين، والذى يكون فى صورة أقراص يتناولها المريض تحت الإشراف الطبى مرة أو مرتين يوميا.
والطبيب المتخصص وحده هو الذى يستطيع تحديد الجرعة المناسبة لكل مريض ومتابعة مدى استجابته وعدم تعرضه للمضاعفات.
ومن المؤكد أن التشخيص المبكر وتناول العلاج بصورة منتظمة ودائمة و المتابعة الطبية الدقيقة تؤدى إلى ممارسة الطفل المصاب بحمى البحر المتوسط لحياته بصورة طبيعية تماما حيث ينمو ويتطور بدون مضاعفات مستقبلية.
قد يهمك ايضا:
أطباء يحذرون من عارض جديد لفيروس"كورونا" المستجد غير السعال والحمى
الحمى أثناء الحمل تزيد من خطر تعرض الطفل للتوحد
أرسل تعليقك