السكتة الدماغية لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب
آخر تحديث GMT15:26:32
 العرب اليوم -

السكتة الدماغية لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - السكتة الدماغية لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب

السكتة الدماغية
القاهرة ـ العرب اليوم

كشفت أحدث دراسة بحثية سوف تتم مناقشتها في المؤتمر الدولي للجمعية الأميركية للسكتة الدماغية American Stroke Association's الذي سوف يعقد في لوس أنجليس في الفترة من 5 إلى 7 فبراير (شباط) الحالي، عن احتمالية أن تؤدي الإصابة بالسكتة الدماغية في الأطفال إلى زيادة معدلات خطورة إصابتهم بالقلق والاكتئاب، وكذلك الأعراض الجسدية المرتبطة بها مثل الصداع وآلام المعدة، وخاصة إذا تمت إصابتهم في سن 8 و9 سنوات.

السكتة الدماغية لدى الأطفال

أفاد الباحثون في مستشفى الأطفال المرضى SickKids في تورونتو بكندا، بأن حدوث السكتة الدماغية نتيجة لانسداد الأوعية الدموية، وهي أكثر أنواع الجلطات الدماغية شيوعاً. وفي الأطفال الإصابة بشكل خاص بحدوث المشاكل النفسية كانت بمعدل أعلى من بقية الناجين من السكتة بالمقارنة بالتعداد العام للسكان. وأوضح الباحثون أن الدراسة هامة جداً؛ لأن الأعراض النفسية غالباً لا يتم الالتفات إليها، والتعامل معها باستخفاف في الأطفال بعكس البالغين.

قام الباحثون بتحليل لبيانات 161 طفلاً (98 فتى و63 فتاة). وشملت الدراسة كل الأعمار منذ الولادة وحتى عمر 13 عاماً، وجميعهم أُصيبوا بالسكتة الدماغية بين عامي 2002 و2020، وتمت متابعتهم حتى بلوغهم سن الرشد. وفي الفترة بين سن 5 وحتى 17 عاماً قام الأطفال باستكمال استبيان معين يهدف إلى تقييم السلوك ومدى الالتزام بالنظام العام في الأطفال.

أوضح الباحثون أن الهدف الأساسي من الاستبيان كان رصد المشاكل النفسية المختلفة، مثل الاكتئاب والقلق، التي تنعكس على الطفل بشكل مباشر، سواء بسبب خلل سلوكي، مثل الوحدة والانعزال والغضب والسلوك العنيف والتراجع الدراسي، أو بشكل غير مباشر في هيئة أعراض جسدية متفرقة يعاني منها الطفل ولا تتحسن بالعلاج العضوي، مثل آلام العضلات وآلام المعدة المزمنة والصداع، وعدم القدرة على التركيز، وتم تحديد درجات الاكتئاب والقلق ومقارنتها بعامة السكان.

أظهرت النتائج أن درجات الاكتئاب واعتلال المزاج والقلق والآلام الجسدية كانت أكبر في الأطفال الناجين من السكتة الدماغية مقارنة ببقية السكان بشكل عام. وعانى معظم الأطفال من عَرَضٍ أو أكثر للاضطرابات النفسية، سواء الأعراض النفسية أو الجسدية.

وكانت نسبة الأطفال الذين عانوا من الاكتئاب 13 في المائة، والنسبة نفسها تقريباً عانوا من القلق، ولكن كانت النسبة الكبرى للأعراض الجسدية نفسية المنشأ 17 في المائة، خاصة في الأطفال الذين يبلغون من العمر أكثر من عامين، وكان متوسط العمر وقت حدوث الأزمات النفسية يتراوح بين 8.5 و9.6 سنة، وهذه المرحلة العمرية كانت هي المرحلة الأكثر ضعفاً بالنسبة للأطفال المصابين بالسكتة.

آثار عضوية ونفسية

من المعروف أن الآثار العضوية للسكتة شديدة الحدة وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي إلى الوفاة، وفي بعض الأحيان الأخرى يمكن أن تتسبب في إعاقة دائمة لطرف من الأطراف، أو تعطيل لحاسة معينة إذا لم يتم العلاج بشكل سريع. لذلك يكون تركيز الآباء الأساسي على علاج الآثار العضوية، والتأكد من عدم حدوث إعاقة دائمة للطفل. وحتى بعد تحسن الطفل وخروجه من المستشفى تتم المتابعة بالعلاج الطبيعي للأطراف التي حدث لها ضعف جراء الإصابة، والالتزام بالأدوية المختلفة، مثل التي تمنع حدوث جلطات في الدم.

وقال الباحثون إن الهدف الأساسي من الدراسة هو لفت نظر الآباء إلى خطورة المشاكل النفسية للأطفال الناجين من الآثار العضوية، وضرورة العلاج النفسي مع العلاج العضوي، حتى لا تتفاقم هذه المشكلات وتؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، خاصة أن الطفل مهما كان حديث العمر فإن الإصابة تسبب له نوعاً من الصدمة النفسية.

وفي الأغلب تكون المشكلات النفسية متعلقة بشكل أساسي بالمخاوف المختلفة، مثل الخوف من تكرار الإصابة، والخوف من فقدان القدرة على الحركة في حالة إصابة طرف معين، وأيضاً الخوف من التعرض للتنمر إذا كانت هناك إعاقة ملحوظة. يضاف إلى ذلك الألم النفسي الذي يشعر به أي طفل يعاني من متابعة طبية مزمنة في وقت مبكر من العمر، مثل تناول أدوية معينة بانتظام، ومتابعة تحاليل لمعرفة نسبة الدهون في الدم، وكذلك مؤشرات التجلط في الدم، وكل هذه الأمور تُشعر الطفل بأنه مختلف عن بقية أقرانه، وتقلل من تقدير الذات Low Self - Esteem وتضعف ثقته في نفسه.

 

نصائح للآباء

نصحت الدراسة الأطباء بضرورة وضع الجانب النفسي في الاعتبار عند التعامل مع شكوى الأطفال العضوية للذين تعافوا من السكتة الدماغية، لأنها يمكن أن تكون انعكاساً لمشكلة نفسية.

وتبعاً للدراسة كانت الأعراض «النفس - جسدية» هي الأكثر وضوحاً من الأعراض النفسية الأخرى، مثل القلق والحزن. لذلك يجب أخذ التاريخ المرضي للطفل باهتمام، وعدم التسرع في وصف العلاج العضوي إلا إذا كان الطفل يعاني من آلام مبرحة. وفي حالة استمرار الأعراض يجب عمل فحوصات للتأكد من التشخيص؛ لأن العديد من الأطفال يعانون من آثار الأعراض الجانبية للأدوية من دون احتياج حقيقي لها؛ لأن السبب نفسي وليس مرضاً عضوياً.

في النهاية، أكدت الدراسة على ضرورة توفير الدعم النفسي لجميع الأطفال المصابين بالسكتة الدماغية في جميع مراحل العلاج، سواء في المستشفيات أو فترة التعافي أو حتى بعد استقرار الحالة.

وحذرت الدراسة كذلك من خطورة إهمال الحالة النفسية للطفل بعد شفائه من الأعراض العضوية، حيث أشارت دراسات سابقة إلى احتمالية أن تؤدي الحالة النفسية السيئة للطفل لزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية مرة أخرى، لذلك يجب التعامل بحرص مع الناجين، وتوفير الدعم الكافي لهم.

* استشاري طب الأطفال.


قد يهمك ايضا

الصداع النصفي قد يزيد خطر السكتة الدماغية خاصة لدى النساء"

 

مخاطر الإصابة بـ السكتة الدماغية فى المرضى الذين يعانون من الصداع النصفى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السكتة الدماغية لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب السكتة الدماغية لدى الأطفال تزيد من خطر الإصابة بالقلق والاكتئاب



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة
 العرب اليوم - محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 09:58 2025 الخميس ,06 شباط / فبراير

قربى البوادي

GMT 12:49 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

حورية فرغلي تلحق قطار دراما رمضان بصعوبة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab