أطلقت مستشفيات الهند مناشدات عاجلة للحصول على الأكسجين أمس (الجمعة)، مع تفاقم أزمة كوفيد في البلاد إلى مستويات مروعة، فيما أعلنت اليابان حالة الطوارئ في طوكيو، قبل ثلاثة أشهر فقط من موعد استضافتها الألعاب الأولمبية. ويضغط تفشي «كوفيد - 19» بشكل كبير على أنظمة الرعاية الصحية حول العالم، في ظل غياب أي مؤشرات على قرب السيطرة على الوباء الذي أودى بأكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وأُرجعت الموجة التي تشهدها الهند إلى نسخة متحورة جديدة للفيروس تعد «طفرة مزدوجة» وسماح الحكومة بالتجمّعات الكبيرة التي تحوّلت إلى مناسبات شهدت انتشار الفيروس على نطاق واسع. وسجّلت البلاد الجمعة، أكثر من 330 ألف إصابة جديدة و2000 وفاة خلال يوم واحد، بينما دقّت المنشآت الصحية ناقوس الخطر حيال نقص إمدادات الأكسجين للمرضى الذين يعتمدون على أجهزة التنفّس.
وكتب أحد أكبر المستشفيات الخاصة في نيودلهي على «تويتر»: «نداء استغاثة، هناك إمدادات أكسجين لأقل من ساعة في مستشفى ماكس سمارت وماكس ساكيت». وأضاف: «يحتاج أكثر من 700 مريض تم استقبالهم إلى مساعدة فورية». ومن المقرر أن يعقد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ثلاثة اجتماعات أزمة لمناقشة إمدادات الأكسجين ومدى توافر الأدوية الأساسية. وتفاقمت المأساة مع مصرع 13 مصاباً بكوفيد في بومباي إثر اندلاع حريق في المستشفى حيث كانوا يتلقون العلاج، في آخر حلقة ضمن سلسلة الحرائق التي تشهدها منشآت الهند الصحية. وسرت آمال مطلع العام بأن تكون الهند تجاوزت الأسوأ في أزمة كوفيد.
وقال مايك رايان مدير إدارة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية أمس (الجمعة)، إن على الهند أن تفرض قيوداً على الحركة والاختلاط لتقليص الارتفاع الحاد في حالات العدوى بفيروس كورونا المستجد. كما ذكر وزير الصحة الألماني ينس شبان أن متغير كورونا الهندي محل اهتمام على المستوى العلمي والسياسي في ألمانيا. وقال شبان أمس (الجمعة) في برلين، إنه وفقاً للوضع المعرفي الحالي، فإنه ليس من المستبعد تصنيف الهند وربما دول أخرى كمناطق تنتشر فيها متغيرات كورونا، مشيراً إلى الارتباط الوثيق بين الهند وبريطانيا.
تجدر الإشارة إلى أن المناطق التي صنفتها ألمانيا حتى الآن على أنها تنتشر فيها متغيرات كورونا، هي جنوب أفريقيا والبرازيل، حيث تنتشر متغيرات مصنفة على أنها مثيرة للقلق.
وقال نائب رئيس معهد «روبرت كوخ» الألماني لمكافحة الأمراض، لارس شاده، إنه من المحتمل «أن يضعنا المتغير أمام تحديات جديدة»، لكن ليس هناك دليل على ذلك حتى الآن. وأضاف: «علينا أن نفحص الأمر واتخاذ التحذيرات على محمل الجد»، موضحاً أنه من المهم تجنب تسلل المتغير إلى ألمانيا.
وبحسب بيانات المعهد ليوم الأربعاء الماضي، فإن عدد الحالات المثبت إصابتها بالمتغير الهندي في ألمانيا حتى الآن هو 21 حالة. وقال شاده: «لا نرى في الوقت الحالي أي اتجاه نحو انتشار واسع نطاق داخل ألمانيا. لكننا نضع ذلك في الاعتبار». وأوضح شاده أن الطفرة تسمى «المتغير المزدوج»، لأن هناك طفرتين خاصتين داخل ما يسمى «بروتين سبايك»، مضيفاً أنه من المفترض أن إحدى هاتين الطفرتين تقوض استجابة الأجسام المضادة إلى حد ما، وأن الطفرة الأخرى تقوض الذراع الثانية للاستجابة المناعية.
وأشار شاده إلى أن هذه مجرد نظرية على خلفية الملاحظات في المتغيرات الأخرى مع مثل هذه الطفرات، لكن لم يتم إثبات ذلك، ولا توجد بيانات موثوقة.
وذكر شاده أنه لا يمكن القول الآن إن المتغير منتشر بقوة، وإنه مما يُطلق عليه اسم «متغير الهروب»، وقال: «كلاهما احتمال، ولهذا السبب نضع هذا المتغير تحت الملاحظة»، مشيراً إلى أنه لم يتم تصنيفه بعد على أنه متغير مثير للقلق بسبب نقص الأدلة. تجدر الإشارة إلى أن تأثير التطعيم والمناعة بعد الإصابة يصبح أضعف مع المتغير ذي «الهروب المناعي».
ودفع ذلك الحكومة إلى التراخي في فرض التدابير الصحية والسماح بعودة معظم الأنشطة إلى طبيعتها تقريباً في الشهور الأخيرة، بما في ذلك الأعراس ومباريات الكريكت.
وشارك نحو 25 مليون حاج هندوسي، معظمهم من دون كمامات، في مهرجان كومبه ميلا الذي يعد أكبر تجمّع ديني في العالم وجرى في مدينة هاريدوار. وشدد العديد من مناطق البلاد حالياً القيود، حيث فرضت العاصمة إغلاقاً، فيما تم حظر جميع الخدمات غير الأساسية في ماهاراشترا. وأما ولاية أوتار براديش التي تعد 240 مليون نسمة فستفرض إغلاقاً في عطلة نهاية الأسبوع.
كما أغلقت دول أخرى حدودها أمام الهند خوفاً من النسخة الجديدة من الفيروس. وكانت الإمارات العربية المتحدة آخر دولة تفرض القيود على السفر من وإلى الهند، بينما علّقت كندا الرحلات الجوية مع كل من الهند وباكستان. وتشهد دول عديدة موجات جديدة من الفيروس رغم تسارع وتيرة برامج التطعيم.
وأعلنت اليابان الجمعة، حالة الطوارئ في طوكيو وثلاث مناطق أخرى، قبل ثلاثة شهور فقط من موعد استضافة البلاد لدورة الألعاب الأولمبية. وسجّلت منطقة العاصمة الخميس، أكثر من 860 إصابة جديدة بالفيروس، وهي أرقام غير مسبوقة منذ يناير (كانون الثاني). وارتفع عدد الإصابات خلال الشتاء لتعاود ارتفاعها منذ رفع حالة الطوارئ السابقة في مارس (آذار).
وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا: «قررنا اليوم إعلان حالة الطوارئ في محافظات طوكيو وكيوتو وأوساكا وهيوغو». وقال كبير الناطقين باسم الحكومة اليابانية كاتسونوبو كاتو: «سنتّخذ إجراءات طارئة قوية وموجزة ومحددة». وستتزامن القيود مع عطلة «الأسبوع الذهبي» السنوية، وهو أكبر موسم للسفر في اليابان، وقد تشمل وقف بعض خدمات القطارات والحافلات لثني السكان عن التنقل.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
علماء يتعرفون على الجينات المقاومة لعدوى «كوفيد ـ 19»
أستراليا تربط وفاة امرأة بسبب تجلط الدم بلقاح "أسترازينيكا"
أرسل تعليقك