دراسة النظام الغذائي عالي السكر يعطل ميكروبيوم الأمعاء ويسبب السمنة
آخر تحديث GMT12:45:37
 العرب اليوم -

دراسة النظام الغذائي عالي السكر يعطل ميكروبيوم الأمعاء ويسبب السمنة

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - دراسة النظام الغذائي عالي السكر يعطل ميكروبيوم الأمعاء ويسبب السمنة

السمنة
لندن -العرب اليوم

توصلت دراسة جديدة على الفئران إلى أن السكر قد يعطل مجتمع البكتيريا التي تعيش في الأمعاء، ما يؤدي إلى استنفاد الخلايا المناعية الأساسية والتسبب في السمنة.
وقد اقتصرت هذه النتائج حاليا على الفئران في المختبر، لكن إذا أظهرت دراسات المتابعة اتجاهات مماثلة في البشر، فقد يؤدي ذلك في النهاية إلى علاجات لأمراض التمثيل الغذائي والسمنة، وفق ما يقول الباحث الكبير إيفايلو إيفانوف الأستاذ المشارك بعلم الأحياء الدقيقة والمناعة بكلية فاجيلوس للأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا.
وفي الدراسة الأخيرة، التي نُشرت في الـ29 من أغسطس (آب) بمجلة «Cell»، وجد العلماء أن إطعام الفئران نظامًا غذائيًا عالي السكر يحتوي على السكروز والمالتوديكسترين تسبب في بكتيريا معينة تسمى البكتيريا الخيطية المجزأة (SFB) في الفئران. حيث تموت الأمعاء بسبب فرط نمو بق الأمعاء. وقد أدت الخسارة المفاجئة لـ SFB لتفاعل متسلسل في أمعاء الفئران أدى في النهاية إلى تغيير كيفية امتصاص الحيوانات للدهون الغذائية. وهذا بدوره تسبب في إصابة الفئران بالسمنة وتطور سمات «متلازمة التمثيل الغذائي»؛ وهي مجموعة من الحالات (مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم ومقاومة الأنسولين) التي تزيد بشكل جماعي من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومرض السكري من النوع الثاني، وذلك حسب ما نشر موقع «لايف ساينس» العلمي المتخصص.
وتشير النتائج إلى أن SFB تحمي بطريقة ما من متلازمة التمثيل الغذائي وزيادة الوزن، ولكن كيف يفعل بق الأمعاء ذلك؟ فقد اتضح أن SFB «تتحدث» إلى جهاز المناعة، ما يشجع على إنتاج نوع معين من الخلايا المناعية يسمى Th17. حيث تفرز هذه الخلايا المناعية البروتينات التي تؤثر على بطانة الأمعاء وتمنع امتصاص الدهون الزائدة عبر الأنسجة إلى مجرى الدم.
وعلى نطاق واسع، يمكن العثور على SFB في العديد من الحيوانات (بما في ذلك القوارض والأسماك والطيور)، ولكن لم يتم العثور عليها في البشر، وفق ما أشار إيفانوف؛ الذي يقول «مع ذلك، فإن البشر يحملون مجموعة مختلفة من بكتيريا الأمعاء التي يمكن أن تحفز خلايا Th17 تمامًا مثل SFB، وتلمح الأبحاث المبكرة إلى أن هذه البكتيريا قد يتم استنفادها بالمثل من خلال الأنظمة الغذائية عالية السكر. وبعبارة أخرى، على الرغم من أن البشر قد لا يحملون SFB، إلا أن السكر لا يزال يمارس تأثيرات مماثلة على الميكروبيومات الموجودة في الفئران والأمعاء البشرية وأنظمة المناعة».
ويضيف إيفانوف «حقًا ما يعطي التأثير هو الخلايا التائية؛ لذا تحفز البكتيريا الخلايا التائية، فالخلايا التائية هي التي توفر التأثير. ونحن نفترض أنه في البشر سيكون تحفيز هذه الخلايا التائية مفيدًا أيضًا».
وفي دراستهم الأخيرة على الفئران، وضع الباحثون الفئران على نظام غذائي غني بالسكر والدهون لمدة شهر ليروا كيف يمكن أن تتغير حشرات الأمعاء. فوجدوا أن النظام الغذائي حفز نمو بكتيريا تسمى «Faecalibaculum rodentium»، والتي أدت بشكل أساسي إلى مزاحمة SFB التي تنمو في أمعاء الفئران، ما أدى إلى استنفاد أعدادها. ونظرًا لأن الفئران فقدت SFB بشكل مطرد، انخفض العدد الإجمالي لخلايا Th17 أيضًا واكتسبت وزنًا وطورت مقاومة الأنسولين وعدم تحمل الغلوكوز؛ وكلها علامات لمتلازمة التمثيل الغذائي.
لم تُلاحظ هذه التأثيرات في الفئران التي تناولت نظامًا غذائيًا منخفض السكر أو قليل الدسم، أو في الفئران التي تغذت على نظام غذائي خالٍ من السكر وعالي الدهون. ولكن الفئران التي تغذت على نظام غذائي عالي السكر وقليل الدسم خسرت أيضًا بسرعة SFB الخاصة بها. ويشير هذا إلى أن السكر كان على وجه التحديد هو الذي يتسبب في الخسارة الضارة للبكتيريا وخلايا Th17.
وفي هذا الإطار، بيّن إيفانوف أن خلايا Th17 قدمت في الأساس «درعًا» يحمي الفئران من الإصابة بأمراض التمثيل الغذائي، كما دمر السكر هذا الدرع بشكل غير مباشر عن طريق العبث بالميكروبيوم.
وفي تجربة مختلفة، استبعد الفريق SFB من مجموعة من الفئران ثم أطعمها نظامًا غذائيًا خاليا من السكر وعالي الدهون. ووجد أن هذه الفئران اكتسبت أيضًا وزنًا وأصيبت بأمراض التمثيل الغذائي، على الرغم من عدم تناول السكر. إذ انه في الأساس (بدون البق الصحيح) لم تصنع الفئران ما يكفي من خلايا Th17 وبالتالي كانت تفتقر إلى هذا الدرع المذكور أعلاه. كما وجد الفريق أنه يمكنهم توفير هذا الدرع بطريقتين؛ الأولى عن طريق إطعام الفئران بروبيوتيك مشبع بـ SFB، والثانية عن طريق حقن خلايا Th17 مباشرة في أجسامها.
ويشير هذا إلى أنه إذا تم بالفعل استنفاد أمعاء الفأر من SFB، فإن تقليل السكر لن يساعد القوارض على تجنب مرض التمثيل الغذائي. وانه إذا تم نقل هذه النتيجة إلى البشر، فإن هذا يشير إلى أن استهلاك كميات أقل من السكر لن يكون مفيدًا بالضرورة إذا تعطل ميكروبيوم الأمعاء بالفعل. لذلك، قد تكون هناك حاجة إلى تدخل إضافي لاستعادة حشرات الأمعاء أو خلايا Th17 لهؤلاء الأشخاص، حسب إيفانوف.
ويؤكد إيفانوف أن «هناك حاجة إلى مزيد من البحث لمعرفة ما إذا كانت هناك قوى مماثلة تعمل في الأمعاء البشرية». لذلك يحاول هو وفريقه فهم كيف تساعد بكتيريا الأمعاء خلايا Th17 على النمو في أمعاء الفئران وما إذا كانت هذه الآلية تنطبق أيضًا على البشر؟ قائلا «حتى بعد 10 سنوات من هذه الدراسة، فإننا لا نفهم تمامًا كيف تحفز البكتيريا بهذه العملية أو الآلية الخلايا التائية. نحن نعرف الكثير، ولكن لا يزال هناك الكثير من الأسئلة».

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

السمنة وعدم ممارسة الرياضة يُزيدان من خطر الإصابة بالزهايمر

 

قلة النوم تُصيب الأطفال والمراهقين بالسمنة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراسة النظام الغذائي عالي السكر يعطل ميكروبيوم الأمعاء ويسبب السمنة دراسة النظام الغذائي عالي السكر يعطل ميكروبيوم الأمعاء ويسبب السمنة



GMT 04:12 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع خطوات بسيطة لتجنب الإصابة بالنوبة القلبية

GMT 15:44 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الكركم يساعد على الوقاية من خطر السرطان

GMT 15:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الإفراط في استخدام الشاشات يؤثر على صحة الدماغ

GMT 15:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نظاماً غذائياً جديداً قد يساعد في تحسين وظائف الكلى

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab