عدن - صالح المنصوب
يستمر وباء الكوليرا, في الانتشار في معظم المحافظات اليمنية, وبالكاد تخلو محافظة منه، وقد زاد عدد المرضى بنسبة كبيرة خلال الأسبوعين الماضيين ليصل إلى أكثر من 780 حالة منذ 30 مارس/آذار.
وفي محافظة الضالع تظهر حالات جديدة باستمرار, وتتصدرمديرية قعطبة تليها الحشاء والشعيب, فيما سجلّت الصحة عددًا من الحالات, إلا أن هناك تدخل منذ اللحظة الأولى لمنظمة "أطباء بلا حدود" حسب مصدر طبي، أما في محافظة المحويت وشبوة وتعز وحجة وصنعاء وذمار يستمر الوباء بالتفشي، وهناك حالات وفيات و الآلاف من المصابين تم رصدها , ومحافظة إب هي الأخرى بدأت حالات المرض تظهر ويهدد السكان هذا الوباء، فيما تستقبل فرق أطباء بلا حدود وتعالج في اليمن أعدادًا متزايدة من مرضى الكوليرا والإسهال المائي الحاد في محافظات عمران وحجة والضالع وتعز وإب.
وبعد هذا التفشي الجديد للمرض قامت "أطباء بلا حدود" بإنشاء مراكز لعلاج الكوليرا ضمن خمسة مستشفيات لعزل ومعالجة المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض، كما تدعم مرافق أخرى تديرها وزارة الصحة العامة و السُكان
اليمنية.
وقال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن، شينغيرو موراتا،: "هناك مرضى يأتون من مناطق عديدة تبعد عشرات الكيلومترات عن هنا، ونحن قلقون للغاية أن انتشار المرض سيستمر ويخرج عن السيطرة، فهناك حاجة لتعاون مرن بين المنظمات الصحية وبين السلطات المعنية لتقديم الدعم الفوري للمرافق الصحية والمجتمعات المحلية في المناطق المتضررة، ويجب أيضًا زيادة المساعدات الإنسانية للحد من انتشار الوباء وتحسباً لوقوع تفشيات أخرى".
وكشفت المنظمة في بيان صادر عنها، أنه منذ أواخر أبريل/ نيسان، عالجت فرق أطباء بلا حدود 276 مريضًا بالكوليرا والإسهال المائي الحاد في مستشفى النصر و مركز السلام للرعاية الصحية الأولية في محافظة الضالع, وعالجت المنظمة 263 مريضًا في مستشفى عبس في محافظة حجة منذ 30 آذار، بينهم168 شخصًا جاؤوا خلال الأسبوعين الأخيرين، واستقبلت المنظمة مئات المرضى خلال الأسابيع الأخيرة في مستشفيات السلام في محافظة عمران، ومستشفى ذي
السفال الريفي العام في محافظة إب ومستشفى الأمومة والطفولة في الحوبان في محافظة تعز.
من جانبها كانت قد أوردت وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية وقوع نحو310 حالة في صنعاء، ومنذ بداية الحرب الراهنة في آذار 2015 توقفت الكثير من المستشفيات عن العمل بسبب النزاع الدائر، كما أصبح الحصول على الرعاية الصحية صعبًا للغاية على ملايين اليمنيين، إضافة إلى ذلك توقف عدد من المرافق عن العمل بسبب عدم وجود موازنة لتشغيلها ودفع رواتب الموظفين منذ سبتمبر/أيلول2016، وفي ظل تضعضع النظام الصحي في اليمن تخشى أطباء بلا حدود من أن السلطات الصحية لن تتمكن وحدها من التعامل مع تفشي المرض.
أرسل تعليقك