توصيات دوائية وجراحية لمكافحة السمنة لدى صغار السن
آخر تحديث GMT18:34:31
 العرب اليوم -

توصيات دوائية وجراحية لمكافحة السمنة لدى صغار السن

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - توصيات دوائية وجراحية لمكافحة السمنة لدى صغار السن

زيادة الوزن
لندن -العرب اليوم

أثارت أحدث التوصيات الطبية الخاصة بعلاج حالات زيادة الوزن أو السمنة المفرطة لدى صغار السن حالة كبيرة من الجدل، بين مؤيدين ومعارضين لها؛ سواء من العائلات أو من الأطباء وخبراء التغذية؛ خصوصاً أن هذه التوصيات صدرت من الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال American Academy of Pediatrics التي تعتبر أهم هيئة صحية خاصة بالأطفال في العالم كله.

توصيات حديثة

وتعتبر التوصيات أول تحديث شامل لإرشادات علاج السمنة من الأكاديمية منذ 15 عاماً. وصدرت في مطلع شهر يناير (كانون الثاني) من العام الجاري، ونُشرت في مجلة طب الأطفال the journal Pediatrics في منتصف الشهر نفسه.

أشارت توصيات الأكاديمية التي شملت 73 صفحة إلى ضرورة علاج السمنة بشكل بالغ الصرامة، بداية من سن السادسة، من خلال نظام غذائي مكثف وتمارين رياضية لزيادة النشاط البدني، ومع وصول الطفل إلى سن الثانية عشرة يمكن استخدام الأدوية التي تقوم بإنقاص الوزن كعامل مساعد. وفي سن الثالثة عشرة يمكن اللجوء للجراحة في حالة السمنة المفرطة Bariatric surgery، موضحة أن خطر السمنة أكبر من الخطورة المحتملة للأعراض الجانبية للأدوية أو عواقب التدخل الجراحي؛ خصوصاً أنه تبعاً لأحدث دراسة نشرت في مجلة الرابطة الطبية JAMA هناك اثنان من كل ثلاثة أميركيين يعانون زيادة الوزن، كما أن هناك واحداً من كل خمسة أطفال يعاني السمنة المفرطة. وعلى ما يبدو فإن هذه المعدلات ارتفعت بعد جائحة «كوفيد» نتيجة نقص النشاط البدني لفترات طويلة.

حالة الجدل سببها الرئيسي أن التوصيات أوضحت أن النظام الغذائي وتغيير السلوك ليسا كافيين للعلاج، ويجب اللجوء إلى العلاج الدوائي. وقالت الدكتورة ساندرا هاسينك Sandra Hassink المؤلفة الرئيسية للدراسة، إن الهدف هو مساعدة الأطفال على إجراء تغييرات في نمط الحياة أو السلوكيات أو تغيير البيئة المحيطة بهم بطريقة دائمة، بحيث يتم التعامل مع السمنة بوصفها مرضاً مزمناً، وليست حالة مؤقتة تختفي بالنظام الغذائي. وبالتالي يمكن تناول علاج للوقاية من مضاعفاته، مثل أي مرض آخر، من دون خوف أو وصم. وبالطبع يكون ذلك بمشاركة العائلات في صنع القرار؛ سواء الدواء أو الجراحة.

وفى الأغلب يتم استخدام مؤشر كتلة الجسم (BMI) لتحديد الوزن المناسب، ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم من خلال حاصل قسمة وزن الشخص بالكيلوغرام على مربع الطول بالأمتار. وبالنسبة للأطفال والمراهقين يكون مؤشر كتلة الجسم محدداً بالسن والجنس، لاختلاف النمو من طفل إلى آخر. وبطبيعة الحال يختلف وزن جسم الطفل مع تقدمه في السن، ويختلف أيضاً بين الأولاد والبنات، لذلك يجب التعبير عن مستويات مؤشر كتلة الجسم بين الأطفال بالنسبة لأقرانهم من السن والجنس نفسيهما حسب جداول النمو الموجودة في المراكز الطبية، وفي عيادات أطباء المتابعة.

جدل طبي وشعبي

يرى الأطباء المؤيدون لهذه التوصيات أنها سوف تسمح باستخدام الأدوية التي نجحت في الحد من زيادة الوزن في البالغين بفاعلية، وبدرجة كبيرة من الأمان مع الأطفال، مما يساعد الطفل على فقدان الوزن من دون المجهود المضاعف في التمرينات الرياضية؛ خصوصاً أن الأطفال والمراهقين يعانون أكثر من البالغين من الضغوط النفسية للبدانة، بسبب التنمر وصورة الجسد.

ويمكن للأدوية أن تعطي المراهق نوعاً من الاطمئنان؛ لأنها تمثل عاملاً فعالاً يسيطر به على المرض empowering مما ينعكس بشكل إيجابي على نفسيته، فضلاً عن أن الحد من زيادة الوزن يمكن أن يساعد في الوقاية من المضاعفات الخطيرة للبدانة، وأهمها مرضى السكري من النوع الثاني Type 2 diabetes، وأمراض القلب، وارتفاع نسبة الدهون في الدم.

على الجانب الآخر، يرى الأطباء المتحفظون على توصيات الأكاديمية أن تعريض الأطفال إلى مخاطر الأعراض الجانبية للأدوية غير ضروري؛ سواء التي أجازتها إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية FDA ومنها عقار «أورليستات» orlistat الذي يستخدم في البالغين منذ فترة، أو الأدوية غير المجازة.

والأعراض في الأدوية المسموح بها هي آلام البطن والإمساك والإسهال في بعض الأحيان، والبراز المخلوط بالدهون وجفاف الحلق والشعور بالدوار، ويمكن حدوث تغير في نمط النوم. بالإضافة إلى إمكانية أن يقدم المراهقون مع هذه التوصيات على تناول أدوية إنقاص الوزن الأخرى المكونة من الأعشاب أو مواد كيميائية لم تتم الموافقة عليها، ويمكن أن تؤدي إلى أعراض أكثر خطورة، مثل سرعة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي إلى حدوث السكتة الدماغية.

وبطبيعة الحال، هناك مخاطر للعمليات الجراحية. وعلى الرغم من أن جراحات إنقاص الوزن حققت بالفعل طفرة كبيرة جداً في نسبة الأمان، فإن الأعراض الجانبية لها ما زالت موجودة، حتى لو كانت هي الأعراض الجانبية نفسها لأي عملية أخرى، مثل: النزيف، ومخاطر التعرض للتخدير من دون داعٍ قهري، وإمكانية حدوث عدوى مكان الجرح، أو انسداد في الأمعاء.

وفى النهاية، أكدت الأكاديمية أن هذه التوصيات ليست إلزامية بالضرورة للأطباء أو خبراء التغذية، وحتى للآباء الرافضين أن يتناول أطفالهم هذه الأدوية في سن مبكرة، أو لا يتناولونها على الإطلاق، ولكنها قامت بإصدار التحديثات لهؤلاء الذين يرغبون في مساعدة الأطفال، ولكن ينتابهم القلق من السمعة السيئة لأدوية إنقاص الوزن؛ خصوصاً مجهولة الهوية، والتي تقوم بإنقاص الوزن بصورة سريعة جداً، يمكن أن تحدث خللاً طبياً. ويجب بالطبع الالتزام بالغذاء الصحي المتوازن الذي لا يحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات والدهون، واستبدال الفاكهة الطبيعية بالسكريات المصنعة، والابتعاد التام عن المشروبات الغازية، مع ممارسة الرياضة بانتظام، وتقليل الأوقات التي تتم فيها مشاهدة الشاشات المختلفة.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

دراسة تؤكد أن زيادة الوزن خطر متزايد للإصابة بمرض السكري

 

دراسة تؤكد أن السمنة وزيادة الوزن يؤثران علي التطور المعرفي لدى الأطفال

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توصيات دوائية وجراحية لمكافحة السمنة لدى صغار السن توصيات دوائية وجراحية لمكافحة السمنة لدى صغار السن



فساتين سهرة رائعة تألقت بها ريا أبي راشد في عام 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:44 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة
 العرب اليوم - كنوز السياحة في الاردن تروي تاريخ حضارات قديمة

GMT 10:33 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض
 العرب اليوم - تامر حسني يتألق بحفله الأخير في موسم الرياض

GMT 02:31 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال قوي يضرب جزر الكوريل الروسية ولا أنباء عن خسائر

GMT 08:54 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... الوجه الآخر للقمر

GMT 05:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة أكبر معمرة في إيطاليا عمرها 114 عاما

GMT 08:49 2024 الجمعة ,27 كانون الأول / ديسمبر

جنوب لبنان... اتفاق غير آمن

GMT 05:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

محكمة روسية تصادر ممتلكات شركة لتجارة الحبوب

GMT 07:55 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

قصف إسرائيلي يودي بحياة 9 فلسطينيين بينهم 3 أطفال في غزة

GMT 05:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار جسر في البرازيل لـ10 قتلى

GMT 12:22 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

مدير منظمة الصحة العالمية ينجو من استهداف مطار صنعاء

GMT 02:29 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

زلزال بقوة 5.7 درجة يضرب الفلبين
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab