لندن -العرب اليوم
توصلت دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يلتزمون بشدة بمجموعة من مقاييس صحة القلب والأوعية الدموية قد يعيشون ما يقرب من عقد أطول من أولئك الذين لا يلتزمون بذلك.
ووجدت الدراسة، التي نُشرت، أول من أمس، بدورية «سيركيوليشن»، أن الأشخاص الذين حصلوا على درجات أعلى في صحة القلب والأوعية الدموية عاشوا ما يصل إلى تسع سنوات أطول في المتوسط من أولئك الذين حصلوا على أقل الدرجات، وتقيس الدرجات الالتزام بمجموعة من سلوكيات نمط الحياة والعوامل الصحية التي طوّرتها جمعية القلب الأميركية.
وتشجع هذه السلوكيات على عدم استخدام منتجات التبغ، ممارسة النشاط البدني، اتباع نظام غذائي صحي، الحصول على القدر المناسب من النوم، إدارة الوزن، التحكم في ضغط الدم، مستويات الجلوكوز، والكوليسترول في الدم.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة لو تشي، أستاذ علم الأوبئة ومدير مركز أبحاث السمنة بجامعة تولين الأميركية، إن النتائج الجديدة «تقدم دليلاً على أنه يمكنك تعديل نمط حياتك لتعيش لفترة أطول».
وقام تشي وزملاؤه بتحليل بيانات أكثر من 23 ألف شخص شاركوا في المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية 2005 – 2018، وربطوه ببيانات من مؤشر الوفيات الوطني حتى 31 ديسمبر (كانون الأول) 2019، وكان المشاركون تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاماً، وتمت متابعتهم خلال 7 سنوات.
وباستخدام مقياس من 100 نقطة، حدد الباحثون ما إذا كان المشاركون قد حصلوا على درجات منخفضة (أقل من 50) أو متوسطة (50 إلى 79) أو عالية (80 أو أعلى) في صحة القلب والأوعية الدموية لكل من المكونات الثمانية، وقاموا أيضاً بحساب النتيجة الإجمالية لصحة القلب والأوعية الدموية.
والأشخاص الذين حصلوا على أعلى الدرجات الإجمالية كان لديهم في المتوسط 9 سنوات من متوسط العمر المتوقع في سن 50 من أولئك الذين حصلوا على أدنى الدرجات، ومن بين العوامل المؤثرة، كان لاستخدام التبغ، والنوم، والنشاط البدني، ومستويات السكر في الدم التأثير الأكبر على متوسط العمر المتوقع.
وبالمقارنة مع الأشخاص الذين يدخنون أكثر من غيرهم، فإن أولئك الذين لا يدخنون عاشوا 7 سنوات أطول، وأولئك الذين ناموا سبع إلى تسع ساعات في الليلة الموصى بها عاشوا خمس سنوات أطول من أولئك الذين ناموا أكثر من اللازم أو لا ينامون بما يكفي.
وعاش الأشخاص الأكثر نشاطاً بدنياً 4 سنوات أطول من أولئك الذين كانوا أقل نشاطاً، وأولئك الذين سجلوا درجات أعلى في الحفاظ على السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم عاشوا 5 سنوات أطول من أولئك الذين يعانون ضعف التحكم في جلوكوز الدم.
ويقول خالد مرسي، استشاري أمراض القلب بوزارة الصحة المصرية، لـ«الشرق الأوسط»، إن النتائج «تؤكد ما ننصح به دائماً من ضرورة إجراء الفحوص الصحية السنوية؛ لمتابعة المخاطر الصحية الخاصة بأمراض القلب والأوعية الدموية بشكل أفضل».
ويشدد مرسي، على أهمية المقاييس التي تابعتها الدراسة، لكنه يشير إلى أهمية اهتمام الأبحاث المستقبلية بالبحث عن المقاييس الأخرى التي قد يكون لها دور، مثل تلك المتعلقة بالعوامل النفسية والاجتماعية مثل الإجهاد والاكتئاب.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك