لندن - العرب اليوم
حذَّر أطباء من أن تناول أدوية معينة لفقدان الوزن قد يهدد حياة المرضى، إذا احتاجوا إلى جراحة تتطلب معدة فارغة للتخدير. ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» في تقرير اليوم (الأحد) عن بعض أطباء التخدير في الولايات المتحدة وكندا، أنهم رأوا أعداداً متزايدة من المرضى الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن الرائجة في تلك البلدان، وأشهرها «ويغوفي»، و «أوزيمبك» استنشقوا الطعام والسوائل في رئتيهم خلال التخدير؛ لأن بطونهم كانت لا تزال ممتلئة، حتى بعد اتباع التعليمات القياسية للتوقف عن تناول الطعام لمدة 6- 8 ساعات قبل العملية.
ويقول الدكتور أيون هوباي، طبيب التخدير في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، إن أدوية فقدان الوزن يمكن أن تبطئ عملية الهضم، لدرجة أنها تعرض المرضى لخطر متزايد من مشكلة «الشفط الرئوي»، التي يمكن أن تسبب تلفاً خطيراً في الرئة والتهابات قد تؤدي إلى الموت. ويتابع هوباي الذي كان من بين أول من أشار إلى هذه المشكلة: «هذا نوع خطير من المضاعفات المحتملة التي يجب أن يعرفها كل من يتناول هذا الدواء».
وتمت كتابة ما يقرب من 6 ملايين وصفة طبية (روشتة) لفئة الأدوية التي تشمل «ويغوفي»، و«أوزيمبك» بين يناير (كانون الثاني) ومايو (أيار) في الولايات المتحدة، للأشخاص الذين لا يعانون من مرض السكري، وفقاً لشركة «Komodo Health» (كومودو هيلث)، وهي شركة تكنولوجيا للرعاية الصحية.
وتعمل هذه الأدوية على إنقاص الوزن عن طريق محاكاة أفعال الهرمونات الموجودة في الأمعاء بشكل أساسي، والتي تبدأ بعد تناول الطعام. وتستهدف هذه الأدوية الإشارات بين الأمعاء والدماغ التي تتحكم في الشهية والشعور بالامتلاء، ومن خلال إبطاء سرعة إفراغ المعدة.
وفي يونيو (حزيران)، أصدرت الجمعية الأميركية لأطباء التخدير إرشادات تنصح المرضى بعدم تناول أدوية إنقاص الوزن في يوم الجراحة، وتأجيل الحقن الأسبوعية لمدة أسبوع قبل أي إجراءات تخدير.
وأفادت «أسوشييتد برس» بأنه ليس من الواضح عدد المرضى الذين يتناولون الأدوية لمعالجة للسمنة، والذين قد يتأثرون بهذه المشكلة. ولكن نظراً لأن العواقب قد تكون وخيمة للغاية، قرر هوباي ومجموعة من الزملاء التحدث علانية. وكتبوا في المجلة الكندية للتخدير، ودعوا إلى إيقاف الدواء لفترة أطول، نحو 3 أسابيع قبل التخدير.
من بين التقارير العديدة التي توضح بالتفصيل مشكلات خطيرة محتملة، كان أحد مرضى هوباي، رجل يبلغ من العمر 42 عاماً في بوسطن، بدأ مؤخراً في تناول «ويغوفي»، واضطر إلى إدخال أنبوب إلى الحلق، وعانى من فشل في الجهاز التنفسي مما وضعه في العناية المركزة. كان يستنشق طعاماً بقي في بطنه رغم صيامه 18 ساعة. وفي تشابل هيل بولاية نورث كارولاينا، صامت امرأة تبلغ من العمر 31 عاماً، تتناول جرعة منخفضة من عقار «أوزيمبك» لمدة 10 ساعات قبل إجراء جراحة علاج البدانة في الخريف الماضي. وقال التقرير إنه تم وقف العملية لأن الطعام الصلب بقي في معدتها، وكانت معرضة بشدة للخطر.
وقالت الدكتورة إليسا لوند، اختصاصية التخدير في جامعة نورث كارولاينا في «تشابل هيل» للطب، إن الأطباء شهدوا عشرات الحالات المماثلة مع ازدياد استخدام دواء إنقاص الوزن، وتابعت: «لقد زاد بشكل كبير».
وفي الوقت نفسه، يمكن أن يتسبب إيقاف أدوية إنقاص الوزن لمدة 3 أسابيع في حدوث مشكلات أيضاً، وفي هذا الإطار يقول هوباي إن مرضى السكري سيحتاجون إلى طريقة أخرى للسيطرة على نسبة السكر في الدم، والذين يسعون إلى إنقاص الوزن قد يستعيدون بعضاً منه، ويقترح الطبيب أن الأشخاص الذين يستخدمون «ويغوفي» والأدوية المماثلة أن يخبروا أطباءهم قبل التخدير ويناقشون المخاطر والفوائد. وقال: «إذا كنت تتناول هذا الدواء وتحتاج إلى عملية جراحية، فستحتاج إلى بعض الاحتياطات الإضافية».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك