نيويورك - أ ش أ
دقت دراسة طبية ناقوس الخطر من الدور السلبي الذي يلعبه الإجهاد في مضاعفة مخاطر سرعة انتشار الأورام السرطانية، خاصة سرطان البنكرياس، بسبب ما يطلقه الإجهاد من هرمونات مثل هرمون " الكورتيزول" والذي يعمل على زيادة حدة المشكلة.
وكشف الباحثون فى كلية الطب بجامعة "كولومبيا" فى نيويورك"أن العقاقير الكابحة لنشاط هرمون " الإدرينالين " الذى يفرز عند العصبية والإثارة ، ساهمت بصورة مباشرة فى بقاء عدد من فئران التجارب على قيد الحياة لفترة أطول .
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشف فيه تحليل إضافى لمرضى سرطان البنكرياس المتقدم، أن المرضى الذين يتناولون عقاقير"حاصرات بيتا" الإنتقائية، والمستخدمة أيضا فى علاج أمراض القلب، عاشوا بمعدل عمرا أطول بمعدل الثلثين، مقارنة من أولئك المرضى الذين لم يتناولوا هذه الأدوية.
وأظهرت الدراسات الحديثة أن الإجهاد العاطفى والنفسى يلعبان دورا هاما فى تطور الأورام بشكل عام ، حيث يعتقد وجود هذا التأثير من خلال الجهاز العصبى، الذى يطلق هرمونات تعطى الجسم موجة من الطاقة بحيث يمكن أن تستجيب للأخطار المتوقعة.
وقال الدكتور "تيموثى سى وانج"، أستاذ الأورام السرطانية بكلية الطب جامعة " كولومبيا" والمشرف على تطوير الأبحاث، إنه يمكن أن يكون للتوتر علاقة متصلة بالعملية البيولوجية التى تنطوى على طفرات للحمض النووى ونمو الخلايا السرطانية داخل جهاز معين فى الجسم ، مثل "البنكرياس".
وقد عمدت هذه الدراسة على تحليل العلاقة بين التوتر والتنمية المبكرة لسرطان البنكرياس، حيث عكف الباحثون على دراسة عدد من الفئران التى تم تعديلها وراثيا لتطوير أورام سرطانية بمعدلات سريعة وغير طبيعية فى البنكرياس، حيث تم وضع تلك الفئران فى ظروف بيئية ومعيشية مجهدة (كالعيش فى مساحات ضيقة).
وبعد مرور 14 أسبوعا ، وجد أن 38% من الفئران أصيبوا بسرطان البنكرياس ، مقارنة بنحو 12% بين الفئران الذين لم يتعرضوا للظروف المعيشية الصعبة .. وقال الدكتور"وانج":" تشير نتائجنا إلى أن الإجهاد يؤثر بالفعل فى زيادة فرص الإصابة بأنواع السرطان المختلفة خاصة البنكرياس".
وأظهرت الدراسة أن الإجهاد يعمل على زيادة مستويات هرمون" الكاتيكولامينات" داخل البنكرياس ، ليحفز بدوره إنتاج جزيئات ضارة تعمل على إنماء أعصاب دقيقة من شأنها العمل على تغذية الأورام السرطانية لضمان نموها وتكاثرها ..بعبارة أخرى ، يؤكد الباحثون أن الإجهاد يمثل "حلقة التغذية " بين الأعصاب وتنامى الخلايا السرطانية".
أرسل تعليقك