الخرطوم ـ العرب اليوم
تثير زيادة عدد الأطفال الذين يتوفون أسبوعياً بسبب أمراض يمكن الوقاية منها في مخيم للنازحين بجنوب السودان قلق منظمات الإغاثة.
مسؤولون من الأمم المتحدة: أكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة قد يكونون على شفا الموت جوعاً بحلول نهاية العام. دبلوماسيون غربيون: المجاعة التي تلوح في الأفق هي من "صنع البشر" ويمكن تفاديها. يتوقع دبلوماسيون وفاة الآلاف، وأن تعاني معظم أنحاء البلاد لأن الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار غير مستعدين على ما يبدو لإبرام اتفاق سلام دائم. وتقول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إن أكثر من 20 طفلاً يموتون كل أسبوع نتيجة إصابتهم بأمراض يمكن الوقاية منها مثل الإسهال والملاريا والالتهاب الرئوي. وهي أمراض يفاقمها سوء التغذية.
وقللت استجابات وكالات الإغاثة بشأن الرعاية الصحية والماء والصرف الصحي ذلك العدد إلى النصف.
وقال أخصائي الصحة والتغذية في اليونيسيف مونداي كابو: "هذه هي الفجوة الغذائية التي تتسبب في نزوح معظم الأسر. إنهم لا يستطيعون زراعة أراضيهم، ولذلك يتوقع للفجوة الغذائية أن تطول نسبيا. ولذلك سيكون لها أثر أيضاً على وضع سوء التغذية. سوء التغذية يتفاقم والأمراض تزيد أيضاً، وكما أننا نرى المزيد من أمراض الإسهال سنرى زيادة في الالتهاب الرئوي. لذا فهذه هي الأشياء التي تتسبب في بعض الأحيان في زيادة معدلات وفيات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات".
وأوضحت اليونيسيف أن مخيم بانتيو عرضة للفيضانات.
وتعتزم فيونيكا نيابار، وهي واحدة من بين عدة أسر تقيم في مخيم النازحين، الانتقال الى أرض أكثر ارتفاعاً بعدما غمرت المياه منزلها قبل بضعة أيام. وقالت إن "الحياة هنا ليست طيبة كما ترى. ننتقل الآن إلى مكان آخر لأن المكان كله غمرته المياه".
وتقول وكالات الإغاثة إن جنوب السودان الذي استقل عن السودان عام 2011 بعد صراع امتد لعقود ربما يتجه إلى أسوأ مجاعة منذ مجاعة اثيوبيا عام 1984.
وتحذر الأمم المتحدة منذ شهور من أن مجاعة تلوح في الأفق إذا لم يتوقف القتال الذي تفجر في منتصف ديسمبر (كانون الأول) بين الحكومة والمتمردين.
وقال مسؤولو المنظمة الدولية إن أكثر من ثلث سكان البلاد البالغ عددهم نحو 11 مليون نسمة قد يكونون على شفا الموت جوعاً بحلول نهاية العام.
ويقول دبلوماسيون غربيون إن المجاعة التي تلوح في الأفق من "صنع البشر" ويمكن تفاديها. لكنهم يتوقعون وفاة الآلاف، وأن تعاني معظم أنحاء البلاد لأن الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ريك مشار غير مستعدين على ما يبدو لإبرام اتفاق سلام دائم.
ولا تزال تمثل المياه والصرف الصحي مشكلة في مخيمات النازحين حيث ما زال يشترك نحو 70 نازحاً في استخدام مرحاض واحد، وهو رقم يزيد كثيراً عن المعدل المقبول عالمياً.
وقال أخصائي المياه والصرف في اليونيسيف كريس كاهيانتو إنه "فيما يتعلق بمنشآت الصرف فقد نستطيع توفير مرحاض واحد لكل سبعين شخصاً وهو رقم دون القياسي، وحالياً لا نزال نحاول تطوير مزيد من المراحيض، وبناء المزيد منها للمتضررين".
ويجلس جنوب السودان على ثالث أكبر احتياطيات للنفط في افريقيا. وأشادت الولايات المتحدة وداعمون غربيون آخرون باستقلاله عن السودان قبل ثلاث سنوات باعتباره نجاحاً على صعيد السياسة الخارجية.
لكن الاضطرابات السياسية والصراع يهددان بانزلاق البلاد إلى نفس دائرة الحرب والبؤس الانساني التي عانى منها أهلها حين كانت جزءاً من السودان. وكان المتمردون يقاتلون حكومة الخرطوم.
وقتل عشرة آلاف شخص على الأقل ونزح أكثر من مليون منذ بدء الاشتباكات بين فصائل متناحرة بالجيش في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وانهارت الاستثمارات الأجنبية وأثرت تكاليف الحرب على ميزانية الحكومة.
أرسل تعليقك