الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
وقعت ست من وكالات وصناديق الأمم المتحدة في السودان الثلاثاء على خطاب للتفاهم لتدعيم جهودها المشتركة بهدف التصدي لسوء التغذية لدى الأطفال في السودان.
والوكالات، كما جاء في بيان لمكتب الأمم المتحدة في السودان حصل "العرب اليوم" على نسخة منه، هي برنامج الأغذية العالمي وصندوق الأمم المتحدة للسكان والصندوق الدولي للتنمية الزراعية ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية.
ويحدد خطاب التفاهم الإطار لتحقيق الأهداف العامة للتعاون بهدف التصدي لسوء التغذية في السودان حيث يبين مسح صحة الأسرة في السودان لعام 2010 وهو تقرير ملخص أعدته وزارة الصحة السودانية في تموز/يوليو 2011 أن نسبة 35% من الأطفال دون سن الخامسة في السودان يعانون من التقزم (نقص الوزن مقارنة بالعمر)، كما أن 16% منهم يعانون من الهزال (نقص الوزن مقارنة بالطول). وكلا الحالتين يعكس سوء التغذية، كما أن التقزم بشكل خاص يؤدي إلى توقف نهائي لنمو الأطفال، وهذه النسب تعني أن واحدا من كل ثلاثة أطفال يعانون حاليا من سوء التغذية كما يواجهون احتمالات التضرر من آثاره على المدى الطويل، وتم وضع خطاب التفاهم الخاص بالسودان بهدف رفع مستوى التدخلات التغذوية وتعزيز الجهود المشتركة لتعزيز وتنسيق وتخطيط بناء القدرات من جانب الجهات الحكومية القوميية والمحلية.
ووفقاً لخطاب التفاهم هذا فإن مساهمة الأمم المتحدة تشمل تقديم الدعم في وضع البروتوكولات والمبادئ التوجيهية والتدريب الذي يهدف إلى الوقاية من سوء التغذية لدى الأطفال؛ بما في ذلك الوفيات الناجمة عن سوء التغذية على أن تستخدم التدخلات أحدث البحوث بشأن تغذية الأطفال، بما في ذلك المقالات التي نشرت في مجلة "لانسيت" الطبية في حزيران/يونيو 2013 والتي تفيد بأن السودان واحد من بين 34 قطراً تمثل نسبة 90% من إجمالي نسبة سوء التغذية على المستوى العالمي. وسيتم تعزيز التدخلات الرامية إلى الحد من سوء التغذية، بما في ذلك دعم الرضاعة الطبيعية بمفردها إلى عمر ستة أشهر، ومواصلة الرضاعة الطبيعية لأكثر من ستة أشهر جنبا إلى جنب مع المواد الغذائية المناسبة والمغذية إلى عامين من العمر، ودعم الأغذية بالمغذيات الدقيقة، وكذلك المكملات الغذائية الدقيقة والعلاج من سوء التغذية الحاد. الذي هو مشكلة متعددة الأوجه تتطلب تدخلات متنوعة في العديد من المجالات. ففي مجال الزراعة تتطلب التغذية ضمان إنتاجية كافية من الأطعمة المغذية ودعم المزارع الصغيرة هي عناصر أساسية في مكافحة سوء التغذية. وفي مجال البنى التحتية، فإن الوصول إلى المياه المأمونة والمرافق الصحية أمر بالغ الأهمية للحفاظ على الحالة الغذائية للأطفال ضد الأمراض التي يمكن أن تحول دون ذلك. وفي مجال التعليم هناك حاجة ماسة إلى سياسات تدعم التغذية المناسبة للأطفال في المؤسسات التعليمية. وفي المجال الصحي، فإن حصول المرأة على رعاية صحية وخدمات عالية الجودة أمر ضروري أثناء فترة الحمل و خلال السنوات القليلة الأولى من عمر الطفل لوضع أسس للتغذية تدوم مدى الحياة، وقال البيان "هنالك أيضاً أهمية كبيرة للمارسات التغذوية للأطفال بجانب مراقبة سوء التغذية والأمن الغذائي وذلك في سبيل ضمان التصدي لسوء التغذية وفي نهاية المطاف، تعد التغذية خياراً استثمارياً سليماً في مجال التنمية الوطنية. وبلا شك أن للاستثمار المستدام في خدمات التغذية عوائد عالية مثل ضمان وجود سكان أصحاء أقوياء الأمر الذي يؤدي الى إنتاجية عالية و قدرة على تحمل الصدمات.
أرسل تعليقك