بيروت ـ أ.ش.أ
بعد تزايد موجة النزوح من سوريا إلى لبنان، كثر الحديث فى الآونة الأخيرة عن مرض جلدى تسببه طفيليات تصيب الجلد فى الدرجة الأولى ويمتد فى حالات نادرة إلى الأعضاء الداخلية، ويعرف بمرض "الليشمانيا" أو "حبة حلب" أو "حبة بغداد".
وهذا المرض معروف منذ القدم فى منطقة البحر الأبيض المتوسط، والشرق المتوسط، لكن لم تسجل فى لبنان حالات منه إلا فى الفترة الأخيرة فى حين يسجل انتشارا كبيرا فى تركيا والعراق وفى شمال سوريا وشرقها لاسيما فى محافظة حلب، مما جعله يعرف باسم "حبة حلب".
وتفيد المعلومات الصحية المتوافرة حول "الليشمانيا" بأنه مرض جلدى لا يشكل خطرا على حياة الإنسان، بل هو عبارة عن "قرحة" تسببها لسعة من بعوضة تعرف باسم البعوض الرملى والتى تنقل المرض من إنسان مصاب إلى إنسان معافى.
وتمتص البعوضة من دم الإنسان المصاب وعندما تلسع إنسانا آخر تنقل إليه الطفيليات عن طريق الجلد وتستهدف اللسعة عادة الأماكن المكشوفة من الجسم خاصة فى الوجه والذراعين والساقين.
وتضيف المعلومات الطبية أن مرض "الليشمانيا" يظهر فى مكان اللسعة على شكل قروح تشبه فوهة البركان مساحتها عدة ميلليمترات، ويمكن أن تتسع إلى سنتيمترات عدة تصاحبها حكة ولدى ظهور القرحة يتطلب الشفاء منها فترة زمنية تتراوح بين الشهرين والسنتين وهى تترك آثارا على الجلد تدوم مدى الحياة، وهى على شكل ندوب وأحيانا تؤدى إلى تشوه كبير.
وتشير التقارير الطبية إلى أنه يمكن التأكد من هذا المرض الجلدى فى الفترة الأولى عبر أخذ عينة من القرحة يتم اختباره فى المختبر، أو عبر اختبار للدم أما الوقاية تتم فى الدرجة الأولى بالانتباه والوقاية من البعوض الرملى، علما بأن حجم كل بعوضة أصغر بثلاث مرات من حجم البعوضة العادية، أى أنها تستطيع الدخول من ثقوب صغيرة للغاية.
وعلى الرغم من عدم اكتشاف لقاح أو دواء يمنع الإصابة بـ"الليشمانيا"، إلا أن المعلومات الطبية تشير إلى أن العلاج يتم من خلال الأدوية المضادة للحيوية سواء من خلال وضعها على الجلد المصاب أو عبر تناولها بالفم، وتغطية الأماكن المصابة بضمادات معقمة.
ونتيجة تكاثر الإصابات بمرض (الليشمانيا) بين النازحين السوريين، وبعد أن تم تسجيل أول إصابة بالمرض لطفلة لبنانية، أصدرت وزارة الصحة تعميما شددت فيه على وجوب تعاون الأطباء والعاملين فى المراكز الصحية مع الوزارة لمكافحة هذا المرض، كما أصدرت لائحة بأسماء المستشفيات الحكومية التى اعتمدت لمعالجة مرض (الليشمانيا)، كذلك وجهت الوزارة دعوات إلى إقامة ندوات صحية وحملات توعية من قبل مركز الترصد الوبائى الذى سعى إلى معرفة عدد المصابين وتحويلهم إلى المراكز الصحية لعلاجهم.
أرسل تعليقك