القاهرة ـ عمرو والي
مع احتفال المسلمين فى شتى بقاع الأرض بعيد الأضحى المبارك تعد الأضحية من أعظم القربات والطاعات ، وهي شعار على إخلاص العبادة لله وحده ، ومن هنا جاءت مشروعية الأضحية في الإسلام من خلال السطور التالية التي توضح الشروط الواجب توافرها بالأضحية وكيفية حكمها الشرعي عبر الحديث مع عدد من علماء الأزهر .
قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهرالشريف لـ "العرب اليوم "أن للأضحية فى العيد شروطاً عدة أولها أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها، وثانيها أن تبلغ السن المحددة شرعًا، وهي للإبل ما تم خمس سنوات، وللبقر ما تم سنتين، وللغنم ما تم سنة، وثالث الشروط أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء، وهي أربعة: العرج البين أو العور البين أو المرض البين أو الهزال المزيل للمخ، والشرط الرابع أن تكون ملكًا للمضحي، أي قام بشرائها من ماله، وتصح تضحية الوكيل من مال موكله بإذنه. والشرط الخامس فهو ألا يتعلق بها حق للغير، فلا تصح التضحية بالمرهون، وأخيرًا أن يضحي بها في الوقت المحدد شرعًا، وهو من بعد صلاة العيد “يوم النحر” إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق، وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة يفضل الذبح في أولها؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير”.
وأضاف الأطرش “رغم استحباب قيام المسلم بذبح أضحيته أو رؤيتها عند الذبح، إلا أن بعض المسلمين لا يستطيعون فعل ذلك بأنفسهم؛ ولذلك أجاز الشارع التوكيل بذبح الأضحية، والمقصود هنا “صك الأضحية”، وعلى الوكيل أن يلتزم بالأوصاف التي يشترطها الشرع فيها من حيث وقتها وتوزيعها على من يستحقها”.
وعن تقسيم الأضحية تابع قائلاً “يجب أن يتم تقسيم الأضحية بطريقة معينة يجهلها البعض، بحيث يأكل المضحي من أضحيته ويهدي الأقارب والجيران، ويتصدق منها على الفقراء، والأفضل أن يأكل قليلاً، ويتصدق بالأكثر؛ وذلك تبعًا للسنة”.
ولفت إلى أنه “كان بعض السلف يحب أن يقسمها ثلاثة أثلاث، ثلث لأهل بيته، وثلث يتصدق به على الفقراء، وثلث يهديه لمن يشاء من المسلمين”، مشددًا على أنه لا يجوز إعطاء الجزار من لحمها شيئًا كأجر.وأوضح أن صك الأضحية يجوز، لافتًا إلى أن دار الإفتاء منذ أصدرت قرارًا، وضعت شروطًا لجواز ذلك الصك، وهي أن يكون لغير القادرين، أو لمن لديهم أعذار شرعية تجعلهم لا يضحون.
وقال الشيخ فوزي الزفزاف عضو مجمع البحوث الإسلامية لـ "العرب اليوم "، الأضحية من السنن التي يجب علي القادر عدم تركها إلا لعذر فمن لم يستطع فليشتر لحما ويوزعه علي الناس كما كان يفعل ابن عباس وكذلك بعض الصحابة كبلال وغيره رضي الله عنهم أجمعين وخير ما فيها قوله سبحانه وتعالي في سورة الحج( لن ينال الله لحومها ولا دماءها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله علي ما هداكم وبشر المحسنين).
وأضاف : هي وسيلة للتوسعة على النفس وأهل البيت, وإكرام الجار, والضعيف والفقير, وفيها إشاعة للفرح والسرور إلي جانب ما يرجي من الثواب, وذهب أكثر أهل العلم إلى أنها سنة مؤكدة في حق الموسر, ولا تجب عليه, وقال ابن قدامة: أكثر أهل العلم أشاروا إلى أنها سنة مؤكدة غير واجبة.
أما كيفية توزيعها فللفقراء الثلث ولصاحب الأضحية الثلث وللهدايا الثلث هذا هو المشهور.
أرسل تعليقك