برلين ـ العرب اليوم
رغم أن مرض انكماش "الدوبوترين" غير مؤلم، إلا أن المصابين به، يعجزون عن فرد أصابعهم بشكل طبيعي. وبينما يكفي العلاج بالكورتيزون والأشعة السينية لتراجع المرض في مراحله المبكرة، يكون التدخل الجراحي ضرورياً في المراحل المتقدمة.
"حتى مصافحة الآخرين أصبحت تزعجني كثيرا، كما أنني لم أعد قادرا على قبض الأشياء بيدي"، هكذا يصف لوتر هالبوي حالة أصابع يديه التي تقوس ثلاثة منها في اليد اليمنى إضافة إلى خنصر اليد اليسرى. ويعاني لوتر منذ عام تقريباً جراء ذلك دون معرفة سبب المرض الذي ألم بأصابعه، ما دفعه إلى زيارة الطبيب، كما يقول: "لم أفهم سبب حدوث ذلك، لكن الأمر أزعجني كثيرا".
وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تمكن كارل هاينز لينيرت، أخصائي جراحة العظام والمفاصل، من تشخيص حالة لوتر. فقد تبين أنه يعاني من مرض ما يعرف بانكماش "دوبوترين". ويعزو أخصائي جراحة العظام والمفاصل ظهور مرض انكماش دوبوترين إلى "تكون بعض التكتلات على طبقة الحماية التي تغطي أوتار وأعصاب وأوردة كف اليد". ويوضح الدكتور كارل هاينز لينيرت أنه "تتجمع هذه التكتلات مع بعضها البعض بشكل مستمر، ما يؤدي إلى تقوس الأصبع".
ولا يشعر المصابون بمرض انكماش دوبوترين بأي ألم. لكن تطور المرض يجعلهم غير قادرين على قضاء حاجاتهم اليومية.
ويشير الدكتور كارل هاينز لينيرت إلى أن أسباب المرض مازالت غير معروفة، بيد أن انتشاره يزداد بين المصابين بمرض السكري والصرع ومدمني الكحول، حسبما يؤكد أخصائي جراحة العظام والمفاصل الذي يقول أيضاً إن "ما نعرفه هو أن المرض ينتشر بين أفراد بعض العائلات بعينها، مما يعني وجود سبب وراثي في ظهوره". ويمكن علاج تقوس الأصابع في مراحله الأولى قبل حصول تقوس شديد في الأصابع بواسطة الحقن بالكورتيزون أو عن طريق الأشعة السينية. ويقول الدكتور لينيرت أن "هذا النوع من العلاج يعمل على منع تكاثر الخلايا على النسيج الضام" لافتاً إلى أن "العلاج بالأشعة السينية في المراحل المبكرة للمرض يساعد في التخفيف من آثاره، لكنه لا ينجح في تجنب الإصابة به بشكل تام".
أما الحالات التي يكون فيها تقوس الأصابع قد بلغ مراحل متقدمة، فينصح بإتباع طرق علاج مختلفة. ويعد استخدام إنزيم "الكولاجيناز" من الوسائل العلاجية الجديدة التي تساعد على إعادة الاستقامة للأصبع المقوس، إذ يقوم إنزيم "الكولاجيناز" بالتحليل الكيميائي لمادة "الكولاجين" التي تعتبر أحد المكونات الرئيسية للنسيج الضام.
ويقوم الطبيب بحقن الإنزيم في النتوءات، وينتظر لمدة يوم كامل، ليقوم بإزالة التكتلات بعناية من الأوتار والأعصاب والأوردة، بعد فتح الطبقة الخارجية للجلد. وهو تماما ما خضع له لوتر، حيث تمكن بعد استكمال فترة العلاج من العودة الى مدّ أصابعه بشكل عادي.
أرسل تعليقك