كانو - أ ف ب
يراقب محمود زبيرو وعيناه شاخصتان الى شاشة، تنقلات فرقه الطبية في شوارع كانو كبرى مدن شمال نيجيريا وإحدى أكبر بؤر شلل الاطفال في العالم.
فبفضل نظام معلوماتي صمم بمساعدة من مؤسسة بيل وميليندا غيتس، بات بالامكان الاطلاع اولا بأول على عمل الفرق الطبية التي تعمل على وقاية الاطفال دون خمس سنوات من الشلل.
ففي ظل التحفظ الذي يبديه السكان عموما ازاء حملات التلقيح، يعمد بعض الاطباء الى المبالغة في اعداد الاطفال الذين لقحوهم، لتبرير البدلات التي يتقاضونها.
لكن هذا الامر لم يعد ممكنا اليوم بفضل اجهزة التعقب جي بي اس، بحسب ما يقول طبيب في منظمة الصحة العالمية في كانو، ثاني كبرى مدن نيجيريا التي تعد 170 مليون نسمة.
ويقول زبيرو منسق هذه الحملة في كانو "من السهل مراقبة عمليات التلقيح التي قام بها كل فريق بواسطة اجهزة +جي بي سي+ الموضوعة في هواتفهم النقالة".
ويضيف "هذا يتيح لنا ان نعرف بدقة عدد البيوت التي غطتها فرقنا الطبية في كل يوم من ايام حملتنا".
وقد اطلقت منظمة الصحة العالمية فكرة تعقب الفرق الطبية بواسطة خدمة تحديد المواقع الجغرافية عبر الاقمار الاصطناعية (جي بي اس)، وهي تحظى بتمويل جزئي من مؤسسة غيتس، في اطار برنامج يمتد على اربع سنوات.
ونظرا الى ارتفاع قيمة الاجهزة والمعدات اللازمة لاتمام اعمال مراقبة كهذه، قررت مؤسسة غيتس التركيز على اربعين منطقة تشكل اولوية، في ثماني ولايات من نيجيريا.
ومن الولايات المختارة، كانو ذات الغالبية المسلمة، حيث ينتشر المرض، وحيث يبدي السكان رفضا لحملات التلقيح.
ومن شأن اعمال المراقبة هذه ان تضاعف انتاجية الفرق الطبية وأن تؤمن اشرافا افضل، بحسب الطبيب.
وتتم المراقبة من خلال شاشة تظهر عليها نقاط صفراء في المكان الذي يمضي فيه الفريق الطبي اكثر من دقيقتين.
وكانت حملة التلقيح انقطعت في كانو في العام 2003، وعلى مدى 13 شهرا، بعدما اعلن رجال دين مسلمون واطباء ان اللقاح من شأنه ان يصيب النساء بالعقم، متحدثين عن مؤامرة غربية ترمي الى تقليص اعداد المسلمين في البلاد.
وسرت شائعات مماثلة في افغانستان وباكستان.
ونتيجة لهذه الافكار والاقاويل، باتت مدينة كانو بؤرة لهذا الفيروس المعدي الذي يسبب الشلل الدائم.
ونيجيريا هي واحدة من ثلاث دول في العالم، الى جانب افغانستان وباكستان، تعاني من انتشار شلل الاطفال المعدي. وهو مرض ينتشر الان ايضا في الصومال وسوريا.
ولم يتوصل الطب الحديث الى علاج لهذا المرض، لكن الوقاية منه امر ممكن بواسطة اللقاحات.
ومع ان فحوصا اجريت على اللقاح اثبتت انه غير ضار، الا ان ذلك لم يكن كافيا لاقناع الرأي العام.
وقد ابدت شخصيات نيجيرية مساندتها لمؤسسة غيتس، مثل اليكو دانغوت المتحدر من كانو، والذي تصفه مجلة فوربز بانه اغنى رجل في افريقيا، وهذا من شأنه ان يعيد الثقة الى الرأي العام.
واعتبر الرئيس جوناثان غودلاك اثناء زيارة الى مؤسسة بيل غيتس انه "لا يوجد سبب" يمنع القضاء على شلل الاطفال في العام 2014.
لكن الحملة ما زالت تلقى مقاومة عنيفة في بعض الاحيان، ففي شباط/فبراير الماضي تعرض عشرة اشخاص على الاقل للضرب في هجوم على عيادتين تنظمان حملات لتلقيح الاطفال.
ووقعت هجمات مماثلة في باكستان.
وبحسب الارقام الصادرة هذا الاسبوع عن المبادرة العالمية للقضاء على شلل الاطفال، فان 51 حالة من بين الحالات ال334 لشلل الاطفال المسجلة في العالم وقعت في نيجيريا في العام 2013.
ويشكل هذا الرقم تحسنا مقارنة بالعام 2012 حيث سجلت في نيجيريا 122 حالة من اصل الحالات ال223 المسجلة في العالم.
أرسل تعليقك