علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين
آخر تحديث GMT18:12:45
 العرب اليوم -

علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين

 العرب اليوم -

 العرب اليوم - علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين

سمرخل ـ أ ف ب

لم يفعل الشاب الافغاني دين محمد شيئا سوى انه دخل في مشادة مع والده، فوجد نفسه في محبس يفترض انه مخصص لعلاج الاضطرابات العصبية بأسلوب غريب، ومنذ ذلك الحين وهو مقيد في غرفته يتأمل قبور المرضى المنسيين من عائلاتهم.. على بعد بضعة كيلومترات من مدينة جلال آباد، عاصمة ولاية نانغرهار المضطربة الواقعة بمحاذاة سلسلة جبال هندوكش، الامتداد الغربي لجبال الهملايا، يقوم هذا المركز الصحي المسمى "ميا علي بابا"، وهو يعتمد اسلوبا غير تقليدي في العلاج من شأنه أن يفقد أطباء النفس صوابهم. أمضى دين محمد اياما طويلة جالسا على غطاء قذر ملقى على الارض، في حجرة مساحتها اربعة امتار مربعة، وسقفها منخفض وجدرانها متداعية، ويداه ورجلاه في الاصفاد. ويقول "دخلت في مشادة مع والدي، واخذت منه مالا لاشتري دراجة نارية..فوجدت نفسي هنا". ويضم هذا المركز عشرين زنزانة كالتي يقبع فيها دين محمد، وهي تشرف على مقبرة وضريح يرقد فيه مؤسس هذا المركز، ميا علي صاحب، وهو شخص امض عاش في القرن السابع عشر، كان معالجا ومحاربا على حد سواء، بحسب ما يحكى عنه. ويقول مدير المركز ويدعى مالك "الناس يأتون الى هنا منذ 360 عاما، قاصدين العلاج". وهذا المركز، كما يقول القيمون عليه، متخصص في علاج الامراض العقلية والمس الشيطاني ومشكلات الانجاب، وآلام الرأس المزمنة أيضا. ويشترط المركز على الراغبين في العلاج فيه ان يوافقوا على ما يقدم لهم من علاجات، وهي لم تتغير منذ اربعة قرون. ويقول مالك "يقيد المرضى بالاصفاد لمدة اربعين يوما، ويخضعون لنظام غذائي، خبز وفلفل أسود وماء". وبعد هذا العلاج، يسقى المرضى مياها طبخ فيها رأس ماعز. يقول عبد الله، وهو شاب ثلاثيني أدخلته عائلته رغما عنه الى المركز "لم أكن اريد ان آتي الى هنا، لكن شقيقي أجبرني على ذلك". وتعبق حجرته برائحة العرق والبول، وتتناثر فيها القمامة. يؤكد مالك أن مركزه عالج "الاف" الاشخاص، وهو رقم يصعب التأكد من صحته، كما ان طرق العلاج المتعبة تثير القلق لدى المتخصصين. يقول الطبيب المفسي تيمو شاه مصمم، وهو مدير مشفى للامراض النفسية في العاصمة كابول "اذا تركت أي انسان، مهما كان عدوانيا، دون طعام لمدة طويلة، فلا شك أنه سيهدأ بعد اربعين يوما". ويضيف "لا اظن ان هذا العلاج يرتكز الى أي أساس علمي". ومن ناحية اخرى، ترى هيثر بار المسؤولة عن منظمة هيومان رايتس ووتش في افغانستان ان هذه الطرق في العلاج تطرح اسئلة حول احترام حقوق الانسان الاساسية. وتقول "ينبغي ان تقفل هذه المؤسسة، ان ممارساتها تتناقض مع حقوق الانسان". لكن رفيع الله بيدار، عضو اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان يدعو الى بعض الاعتدال في مقاربة الامر. ويقول هذا الطبيب الذي زار المركز مرارا "صحيح ان بعض المرضى يعيشون في ظروف سيئة، لكن عائلاتهم غير قادرة على تحمل نفقات علاجهم، وتلجأ الى هذا المكان كآخر الدواء". حاول عبد الله مرارا ان يهرب من محبسه..لكن شفيق الله، الحارس العملاق، كان له ولغيره بالمرصاد. ويقول عبد الله "احيانا لا تأتي العائلات لأخذ ابنائها بعد انقضاء مدة العلاج، فيبقون هنا ستة اشهر او ثمانية قبل ان يموتوا..". ويشير الى المقابر المقابلة لحجرته قائلا "يدفنونهم هناك".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين علاج تقليدي للمرضى النفسيين في أفغانستان يثير ذعر المتخصصين



GMT 14:00 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

آثار جانبية للإفراط بتناول الفيتامينات المتعددة

GMT 03:41 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة جديدة تكشف أن أكثر من 800 مليون مريض سكري حول العالم

GMT 22:46 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين «د» يخفض ضغط الدم لدى المسنين

GMT 20:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

المكمل الغذائي " B5" يخفض الكوليسترول

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

شكل الخلايا العصبية يُحدد مفعول مضادات الاكتئاب

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 20:33 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
 العرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
 العرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 03:43 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ليلة ليلاء؟!

GMT 07:03 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 03:23 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول المكسرات يوميًا يخفض خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:21 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى عيد الجهاد!

GMT 13:15 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 7 جنود إسرائيليين في تفجير مبنى مفخخ جنوب لبنان

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد تكالة يُنتخب رئيساً للمجلس الأعلى للدولة في ليبيا

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم

GMT 08:02 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الرياض... بيانٌ للناس

GMT 13:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

برشلونة يعلن إصابة أنسو فاتي وغيابه 4 أسابيع

GMT 11:44 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيتنام أيرلاينز" بصدد شراء 50 طائرة في النصف الأول من 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab