جنيف - كونا
كشف تقرير منظمة الصحة العالمية الدوري حول سبل مقاومة انتشار مرض الملاريا في العالم هنا اليوم عن وجود تحديات مالية وطبية لا تزال تواجه جهود المكافحة والعلاج رغم بعض التقدم المحرز في الحد من انتشاره.
وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان في تقديم التقرير ان "التقدم الملحوظ في مكافحة المرض ليس سببا للرضا عما تم تحقيقه اذ لا تتراجع أعداد حالات الاصابة بالملاريا والوفيات بوتيرة اسرع".
واوضحت "ان حقيقة وجود الكثير من الاصابات والوفيات من لدغات البعوض هي واحدة من أكبر المآسي في القرن ال21".
ويبين التقرير ان العالم سجل خلال عام 2012 ما يقدر بنحو 207 ملايين حالة اصابة بالملاريا في العالم وهو ما تسبب في وفيات 627 الف مريض مع وجود ما يقدر بنحو 4ر3 مليار نسمة عرضة لخطر الإصابة بالملاريا ومعظمها في افريقيا وجنوب شرق آسيا.
ويوضح ان حصول جميع المرضى والمعرضين للاصابة على سبل العلاج والوقاية لا يزال امرا من الصعب تحقيقه بشكل كامل مع الاخذ بعين الاعتبار ان حوالي نسبة 80 بالمئة من حالات الإصابة تحدث في أفريقيا.
في الوقت ذاته يرصد التقرير زيادة في اعداد سكان العالم المعرضين للاصابة بخطر الملاريا بين عامي 2000 و2012 في حين لم تتجاوز نسبة زيادة التزام الدول المانحة بزيادة تمويل الحد من انتشار الملاريا سوى بنسبة 29 بالمئة على الصعيد العالمي وبنسبة 31 بالمئة في أفريقيا.
ويركز التقرير على الفجوة التمويلية الهائلة التي تعاني منها برامج تمويل الوقاية والعلاج اذ ارتفعت تلك التكاليف من اقل من مئة مليون دولار في عام 2000 الى ما يقرب من ملياري دولار في عام 2012 لم تحصل منظمة العالمية منها سوى على نصف مليار فقط.
وما يزيد المشكلة تعقيدا حسب التقرير الظهور التدريجي لنوع من مقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة في ابادته في 64 بلدا على الأقل ما يدعو الى تطوير نوعيات جديدة من المبيدات وهو ما لا يحدث في وقت سريع.
ويرى معدو التقرير "ان الوقاية من الملاريا تعرضت لنكسة قوية بين عامي 2005 و2010 كما استمر التباطؤ في التوسع في التدخلات لمكافحة البعوض للعام الثاني على التوالي بين عامي 2011 و2012 رغم توفير فرص الحصول على الناموسيات المصنوعة بنسيج معالج بمبيدات الحشرات".
ويعتقد خبراء منظمة الصحة العالمية ان هذا التراجع يعود في الاساس إلى نقص الأموال اللازمة لشراء تلك الناموسيات في البلدان التي ينتشر فيها انتقال الملاريا بسرعة.
ويعني هذا التراجع بلغة الارقام وجود عجز في توزيع 150 مليون ناموسية للحماية من المرض اذ لم يتوفر سوى 70 مليون ناموسية فيما من المتوقع ان يشهد العام المقبل فرصة حقيقية للتغلب على هذه المشكلة.
في الوقت ذاته يرى التقرير وجود خطوات ايجابية للغاية في عدد الحاصلين على الادوية للوقاية والعلاج بصعود واضح من 76 مليون مستفيد من هذه الادوية في عام 2006 الى 331 مليونا في عام 2012.
كما يشير التقرير الى ان الجهود العالمية للسيطرة والقضاء على الملاريا انقدت ما لا يقل عن حوالي 3ر3 مليون نسمة منذ عام 2000 ما يعني تخفيض معدلات الوفيات بسبب هذا المرض بنسبة تصل الى 45 بالمئة على مستوى العالم وبنسبة 49 بالمئة في أفريقيا وحدها.
ويسجل التقرير ايضا نجاحا في تخفيض معدلات انتشار المرض بين اطفال افريقيا بنسبة 54 بالمئة منذ عام 2000 الا ان التحديات الجسيمة لا تزال قائمة وتهدد ما تم التوصل اليه من نجاح.
ووفق منظمة الصحة العالمية فان الملاريا مرض يصاب به الإنسان دون سائر الكائنات الحية عن طريق طفيلي قاتل تنقله إناث بعوض (أنوفيلس) المنتشرة في 100 دولة وتعرض نحو 40 بالمئة من سكان العالم الى الاصابة.
أرسل تعليقك