الدوحة ـ قنا
إذا كانت الصحة تاجا على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى فإن وزارة الصحة والمجلس الأعلى للصحة يسهران وعلى الدوام لتحقيق شعار الصحة للجميع والخدمة الطبية واجب انساني قبل أن تكون واجبا وطنيا، ومن هذا المنطلق كرست الوزارة ومعها المجلس كافة جهودهما لرعاية صحة المواطن والمقيم على أرض دولة قطر الخير، ولم يدخرا جهدا في سبيل تحقيق ما يصبوان إليه من أن تكون الصحة العامة أولوية لرفعة المجتمع وازدهاره ورفاه أبنائه.
ولتحقيق هذه الغايات النبيلة شهد القطاع الصحي في دولة قطر خلال عامي 2012 -2013 العديد من التحولات الكبيرة التي أسهمت بشكل إيجابي في تحسين نوعية الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، وذلك بحسب كتاب الإنجازات الداخلية للدولة لعام 2012-2013 الصادر من الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
كما تم إطلاق العديد من الاستراتيجيات والمشاريع وافتتاح مراكز ومستشفيات كان لها أكبر الأثر في تحسين منظومة الرعاية الصحية في الدولة.
فقد تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية ( 2013 2018 ) ، حيث من المخطط لها أن تحدث تحولا في خدمات الرعاية الصحية الأولية خلال السنوات الخمس القادمة، ويعد ذلك حجر الأساس في التغيرات التي ستطرأ على منظومة الرعاية الصحية.
كما تم اعتماد مشروع إنشاء هيئة سلامة الأغذية في شهر مايو 2012 كهيئة موحدة تحت إشراف وزير الصحة العامة، وتم إعداد المخطط التوجيهي لمنشآت الرعاية الصحية وفق خطة استراتيجية للعام 2033 وخطة تنفيذية للعام 2018 ، وذلك حسب توقعات أعداد السكان واحتياجاتهم من الرعاية الصحية.
وكذلك تم إنشاء اللجنة الاستشارية الوطنية لتطوير الموارد البشرية الصحية والتي تتألف من ممثلين عن مقدمي خدمات الرعاية الصحية ومرافق التعليم والتدريب الصحي، وتم إعداد مشروع " شهادة الحاجة لمنشآت الرعاية الصحية " في القطاعين العام والخاص.
كما تم إعداد مرئيات الصحة النفسية لدولة قطر ووضع الاستراتيجية الوطنية لمكافحة العمى 2014 2019 بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وإعداد مسودة للجنة الوطنية لمكافحة السكري والتي تتمثل مهمتها في وضع خطة عمل وطنية لمكافحة المرض.
وقد صدر القرار الأميري بإنشاء المجلس القطري للتخصصات الصحية في مارس 2013 ، كما تمت الموافقة النهائية على الهيكل التنظيمي والتشريعات والنظم الأساسية للمجلس ليكون الجهة المخولة بوضع اللوائح والمعايير المنظمة لمزاولة المهنة في القطاع الصحي في دولة قطر.
كما تم البدء في تنفيذ مشروع اتفاقيات الأداء بين المجلس الأعلى للصحة وجميع مقدمي الرعاية الصحية من القطاعين العام والخاص، حيث تم تشكيل لجنة إشرافية وطنية من جميع المؤسسات الصحية في القطاعين العام والخاص للإسهام في تنفيذ وتطوير مراحل المشروع، كما تم إلزام المنشآت الصحية بالالتزام بقوائم الأسعار المعتمدة.
وبالنسبة لعمل وأداء وتطور مؤسسة حمد الطبية والتوسعات التي شهدتها مرافقها فقد قام صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بافتتاح مستشفيين خلال العام 2012 هما : المستشفى الكوبي في مدينة دخان في شهر يناير، بينما تم افتتاح مستشفى الوكرة في شهر ديسمبر، ويقدم المستشفيان خدمات رعاية صحية عامة للمجتمع السكاني المتنامي في المناطق المحيطة بهما.
كما تم افتتاح مركز المسح الطبقي بواسطة انبعاثات البوزيترونات بمؤسسة حمد الطبية وهو المركز الوحيد المتكامل لتشخيص وعلاج أمراض السرطان في قطر.
وتم خلال شهر يوليو 2013 الافتتاح الرسمي للمركز التخصصي لمرض السكري، وهو مركز يشتمل على تخصصات طبية متعددة تم إنشاؤه بغرض تقديم كافة خدمات الرعاية الصحية الإكلينيكية التي يحتاجها مرضى السكري تحت سقف واحد وخلال زيارة واحدة.
وقد أحرزت مؤسسة حمد الطبية تقدما كبيرا في عدد عمليات زراعة الأعضاء داخل الدولة بدلا من سفر المرضى لإجراء هذه العمليات في الخارج . وأصبحت مؤسسة حمد الطبية أول نظام صحي في منطقة الشرق الأوسط يحصل على الاعتماد المؤسسي من المجلس الأمريكي لاعتماد برامج التخصصات الطبية العالمية، لتصبح بذلك دولة قطر أول دولة في منطقة الشرق الأوسط وثاني دولة خارج الولايات المتحدة تحصل على هذا الاعتماد الأكاديمي المرموق، وهذا يؤكد التزامها بأرقى المعايير المعتمدة في برامج التدريب الطبية التخصصية وأكثرها صرامة.
وأبرمت مؤسسة حمد الطبية اتفاقية استراتيجية مع معهد تطوير الرعاية الصحية، وبموجب هذه الاتفاقية سيعمل المعهد جنبا إلى جنب مع موظفي حمد لبحث السبل المبتكرة والجديدة التي تسهم في تحسين تجربة المريض، وجودة الرعاية الصحية التي يتلقاها في مستشفيات المؤسسة.
وحول التوسعة المستقبلية، سيتم افتتاح مستشفى جديد للنساء، ومستشفى للخدمات الطبية المتنقلة والجراحة البسيطة، ومستشفى للتأهيل في مدينة حمد بن خليفة الطبية في العام 2014.
ومن بين الإنجازات الأخرى للقطاع الصحي والطبي في البلاد خلال عام 2012 فقد تم إصدار العدد الأول من مجلة "صحة قطر" كمجلة تصدر باسم المجلس الأعلى للصحة، وتهتم بالقضايا الصحية والتوعوية وتسلط الضوء على كافة مستجدات القطاع الصحي، كما تم إصدار تقرير عن وضع الأمراض المزمنة في دولة قطر خلال عقد كامل 2001 2010.
وفيما يتعلق بالتعاون الإقليمي والدولي بين المؤسسات الطبية والصحية في الدولة ونظيراتها في الخارج تم العمل مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي على تطوير المكتبة الصحية الخليجية لدول مجلس التعاون والتي تحتوي على كافة الإصدارات الصحية الصادرة عن دول المجلس.
وأقر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون " أسبوعا صحيا توعويا خليجيا " باقتراح من دولة قطر تحت مسمى " أسبوع تعزيز الصحة " والذي يقام سنويا تحت شعار مختلف.
وساهم المجلس من خلال عضويته في اللجنة الخليجية لتعزيز الصحة بالمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون في تطوير جائزة التميز الخليجي في مجال الإعلام الصحي، وقد فاز مشاركون من قطر بثلاث جوائز في الدورة السابقة للجائزة لعام 2012.
ومن المشروعات المستقبلية ، يجري العمل على تنفيذ 29 مشروعا تتضمنها الاستراتيجية الوطنية للصحة 2011 2016 وفق برنامج زمني محدد، ومن شأنها الإسهام في تحسين صحة وعافية السكان وبناء مجتمع قوي صحي ومنتج. ومن المشروعات الهامة التي تضعها وزارة الصحة والمجلس الأعلى على أجندتهما، التخطيط لبناء 9 مستشفيات جديدة و18 مركزا للرعاية الصحية الأولية.
أرسل تعليقك