القاهرة ـ العرب اليوم
يقول الدكتور سيد القاضى أخصائى الطب النفسى إن السنوات الأولى فى حياة الأطفال تعتبر من أهم الفترات، بل هى الدعامة الأساسية التى تقوم عليها حياته النفسية والاجتماعية، ومن خلالها يتقرر ما إذا كان سينشأ على درجة معقولة من الأمن والطمأنينة أم لا، لافتاً إلى أنه سيعانى من القلق النفسى والخوف، معللا ذلك بأن أية خبرة نفسية وجدانية مخيفة يصادفها الإنسان فى طفولته تسجل فى نفسه وتظل هائمة فيها، وقد يستعيدها لا شعورياً فى كبره فيشعر بالخوف، وقد يسقط مشاعرها على المواقف والخبرات المشابهة فيخاف.
وأوضح "القاضى" أن الأصوات العالية الفجائية تعد أهم المثيرات الأولى للخوف فى السنة الأولى من عمر الطفل، خصوصاً عندما تكون الأم بعيدة عنه، وبتقدّم نمو الطفل تزداد مثيرات الخوف وتتنوع، ففى السنة الثانية وحتى الخامسة قد يفزع الطفل من الغرباء ومن الوقوع من مكان مرتفع ومن الحيوانات والطيور التى لم يألفها، ويخاف من تكرار الخبرات المؤلمة التى مر بها كالعلاج الطبى أو عملية جراحية، كما أنه يخاف مما يخاف منه من حوله من الكبار فى البيئة التى يعيش فيها لأنه يقلدهم، فهو يتأثر بمخاوف الغير حتى لو لم تكن واقعية، وكانت وهمية أو خرافية.
وأشار القاضى إلى أنه يصعب التنبؤ بمخاوف الأطفال إلى حد كبير بسبب الفروق الفردية الكبيرة من حيث القابلية للخوف ومن حيث مبلغ تعرضهم للخوف، فالمثير الواحد قد يكون مخيفاً إلى حدٍّ كبير بالنسبة لطفل ما، بينما لا يحدث شيئاً من الاضطراب لطفل آخر، كما أن الطفل نفسه يمكن أن يضطرب كثيراً بمنبه خاص فى موقف معين، ثم لا يعيره انتباهاً فى موقفٍ آخر.
وأضاف القاضى أن للخوف عند الأطفال مصادر كثيرة من أهمها: الخبرات غير السارة مثل تكرار الخبرات المؤلمة التى مرّ بها كالعلاج الطبى أو عملية جراحية أو أن يكون قد تعرّض للعض مثلاً أو التهديد من قبل حيوان ما يمكن أن يسبب له خوفاً محدداً من ذاك الحيوان أو خوفاً من جميع الحيوانات أو توجهاً عاماً للخوف من أى موقف, كذلك من الخبرات غير السارة التى مكن أن يكون قد تعرّض لها- السقوط- الاصطدام- الرعد- الحرق بشيء ما- المياه مثلاً: يمكن أن يصبح الاستحمام مخيفاً للطفل بسبب الانزلاق فى الماء أو لسع الصابون عندما يدخل عينيه. الضعف النفسى أو الجسمى حيث يكون الأطفال أكثر استعداداً لتطوير المخاوف عندما يكونون متعبين أو مرضى، وخصوصاً إذا استمرت حالة الضعف الجسمى لفترة طويلة، فهى ستؤدى إلى شعورٍ بالعجز وضعف المقاومة.
أرسل تعليقك