برلين ـ العرب اليوم
فى سبق طبى كبير، نجح فريق من العلماء والباحثين الألمان فى تطوير أول روبوت "حيوى"، باستخدام الحيوانات المنوية، يمكن التحكم فيه عن بعد، باستخدام المجال المغناطيسى للمساهمة فى علاج مشاكل الإنجاب والعقم.
وتمكن الفكرة المبتكرة باختصار فى وضع أنبوبة معدنية دقيقة للغاية، فى طور النانو، بالسائل المنوى، لتقوم باحتجاز أحد الحيوانات المنوية داخلها، ومن ثم يتم التحكم فيها عن بعد باستخدام المجال المغناطيسى، وقيادتها حتى تصل إلى البويضة وتحدث عملية الإخصاب.
وتمكن أوليفر شميت، الباحث بمعهد علوم النانو التكاملى فى ألمانيا، بعد مجهودات شاقة وطويلة من تصنيع هذه الأنبوبة النانوية الدقيقة، والتى تتكون من المعدن، ويبلغ طولها 50 ميكرومترا، فيما يبلغ قطرها 5 ميكروات من إحدى الأطراف و8 ميكروات من الطرف الآخر.
وقام "شميت" بغمس هذه الأنبوبة الدقيقة فى سائل من الحيوانات المنوية، ولاحتجاز الحيوان المنوى وضمان عدم هروبه، فقد تم تصميم هذه الأنبوبة، بحيث يكون قُطر أحد أطرافها بحجم رأس الحيوان المنوى والطرف الآخر يكون أضيق، وبالتالى لا يهرب الحيوان المنوى.
ولفت "شميت" إلى أن التحدى الأكبر الذى واجههم هو تصميم فتحة الأنبوبة الكبرى، بحيث تلائم قُطر رأس الحيوان المنوى، كما أن حركة ذيل الحيوان المنوى يجب أن لا تتوقف كى تدفع الأنبوب إلى الأمام فى مسارها نحو البويضة، والذى يتم تحديده باستخدام المجال المغناطيسى.
وأكد "شميت" أن هذا الروبوت الحيوى قد يتم استخدامه مستقبلاً داخل جسم المرضى لإيصال الأدوية إلى أقصى أجزاء الجسم التى يصعب الوصول إليها وعلاج الأمراض الخطيرة، بجانب دوره الرئيسى فى علاج مشاكل الإنجاب وتخصيب بويضة المرأة داخل الرحم.
وأضاف الباحث الألمانى، أن مجهوداتهم الرامية نحو تطوير وسيلة جديدة فى مجال الإخصاب المساعد مازالت مستمرة، وأنهم بحاجة إلى المزيد من الوقت كى يرى هذا الاكتشاف الرهيب النور ويستخدم على مدى واسع.
كما سلط الباحثون الضوء على نقطة مهمة للغاية، حيث أكدوا أن هذه الروبوتات الحيوية يمكن استخدمها لتحفيز الإنجاب لدى الرجال الذين يخلو سائلهم المنوى من أى حيوان منوى، وذلك عن طريق تحرير حيوان منوى معمليا من الشخص ودمجه مع الأنبوبة النانوية الدقيقة، ومن ثم قيادتها نحو الرحم وقناة فالوب والتحكم فيها عن بعد باستخدام المجال المغناطيسى حتى يصل إلى بويضة المرأة من أجل تخصيبها.
وأضاف أوليفر شميت، أن براعة هذه الطريقة الجديدة تكمن فى أن الحيوانات المنوية يمكن استخدامها بكل سهولة وأمان دون الخوف من أى آثار جانبية، كما أنها لا تحتاج مصدر طاقة كى تعمل.
جاءت هذه النتائج بالمجلة العلمية " Advanced Materials "، وذلك على الموقع الإلكترونى الخاص بها فى الثانى عشر من شهر ديسمبر الجارى.
أرسل تعليقك