القاهرة ـ العرب اليوم
من بين كل خمسة مصابين بفيروس الـ «إيدز» AIDS في إقليم شرق المتوسط، يتلقى شخص علاجاً مناسباً لتلك الإصابة! وفي الإقليم نفسه تزايد عدد المتعايشين مع فيروس الـ «إيدز» ممن يتلقون علاجاً بالأدوية المضادة للفيروسات خلال السنوات الخمس المنصرمة، إلا أن عدد المصابين الجدد بالفيروس يرتفع بوتيرة أسرع ، كما يلاحظ أن معظم المتعايشين مع فيروس الـ «إيدز» لا يعرفون بأمر إصابتهم به بسبب نأيهم عن إجراء الاختبار اللازم للكشف عن الفيروس. وحتى بعد تشخيص الإصابة، لا يتحقق دوماً ارتباط فعّال بين المصاب ونظم الرعاية والمعالجة، بل ربما يفقد المصاب التواصل مع النظام الصحي سنوات طويلة، وبعدها يصبح علاجه أمراً شائكاً.
وللتصدّي لهذا الوضع الذي يبعث على القلق، أطلق المكتب الإقليمي لـ «منظمَة الصحة العالمية» بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الـ «إيدز»، حملة إقليمية لتوسيع نطاق وصول المصابين إلى المعالجة والرعاية الملائمتين لهم. ولذا، رفعت الحملة شعار «عالِج أكثر، عالِج أفضَل». ويهدف الشعار إلى توسيع نطاق الوصول إلى الأدوية المضادة للفيروس. كما يتماشى مع الشعار العالمي ليوم الـ «إيدز» العالمي في 2013، وهو «الوصول إلى حالات صفرية، لا حالات عدوى جديدة، ولا وفيات بسبب أمراض ذات صلة بالـ «إيدز»، ولا تمييز».
في هذا السياق، علّق الدكتور علاء الدين العلوان، المدير الإقليمي لـ «منظمة الصحة العالمية - الشرق المتوسط» على هذه الحملة، موضحاً أنها تمثّل نداء للجميع، أي الحكومات والمانحين، ومجموعات المجتمع المدني وغيرهم، من أجل مضاعفة الجهد لتوسيع نطاق وصول المصابين إلى خدمات ملائمة في الرعاية الصحية، وضمنها تأمين العلاج المضاد لفيروس الـ«إيدز». وجاءت هذه الحملة في سياق مبادرة إقليمية واسعة لإنهاء أزمة في معالجة الـ «إيدز»، التي أطلقها العلوان في كانون الثاني (يناير) 2013.
ومن أجل زيادة عدد من يتلقون المعالجة من المصابين بفيروس الـ «إيدز»، حثّت «منظمة الصحة العالميّة» شركاءها على توسيع نطاق وصول المصابين إلى الأدوية المناسبة، والحصول عليها فعلياً، بغض النظر عن العمر والجنس والعرْق والسلوكيات المعرضة وغيرها. وكذلك لفتت المنظمة إلى وجود حاجة ماسّة لإيصال الرعاية والعلاج إلى الفئات الأكثر تعرضاً للأخطار، والتصدّي للوصم والتمييز تجاه مرضى الـ «إيدز». وبهدف الوصول إلى مقاربة أكثر نجاعة، أكّدت «منظمة الصحة العالمية» الحاجة إلى استخدام أدوية أكثر قوة وأقل سُميّة وأسهل تناولاً، إضافة إلى المثابرة على رصد استجابة المرضى للمعالجة.
ولفتت المنظمة أيضاً إلى أن مرضى الـ «إيدز» يستطيعون التمتّع بحياة طبيعية، شرط انتظامهم في إجراء الفحوصــــات وتنــــاول الأدوية الفعالة، طيلة حياتهم. وعلى الصعيد الفـــردي، تؤدّي معالجة فيروس الـ «إيدز» إلى إبطاء وتيرة تفاقـــمه، وتطيل المدى المتوقع لحيـــاة المصـــاب، وتحــــسن نوعيتها أيضاً. وعلى صعـــيد المجمــــوعات السكانية، أثبتت معالجة فيروس الـ «إيدز» كــــفاءتها، خـــصـــوصاً لجهة الحدّ من من أخطار انتشار المرض، وخفض نسبة الإصابات الجديدة به.
وشدّد العلوان على أن معالجة الـ «إيدز» تؤتي ثمارها. وقال» «أنا على يقين تام بأن الشعور القوي بالمُلكيّة والإرادة السياسيّة الصلبة، إضافة إلى وجود سياسات واستراتيجيات صحيحة، يجعل البلدان المختلفة قادرة على أن تعالج أكثر، بل أن تعالج أفضل».
أرسل تعليقك