لندن ـ العرب اليوم
كان فريق بريطانى قد اكتشف كيفية تقويض الجدار الواقى الذى يفرضه سرطان البنكرياس حول نفسه للمحافظة عليه، وبالتالى تعزيز قدرة جهاز المناعة فى الجسم للقضاء عليه، ففى الاختبارات الأولية التى أجريت فى معهد كامبريدج لبحوث السرطان فى المملكة المتحدة، تمكنت التركيبة العلاجية من التخلص من الخلايا السرطانية فى خلال أسبوع واحد.
يقول قائد الدراسة بروفيسور دوج فيرون والذى يرأس مختبر علم المناعة فى معهد الأورام:" أن هذا يعد فتحا علميا كبيرا حيث يمكن الجسم من استخدام دفاعاته الخاصة لمهاجمة الخلايا السرطانية وهذا يفيد جدا فى علاج الأورام الصلبة".
وقد نشر نتائج أبحاثه وزملاؤه فى دورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم ونشرت أخبارها ميديكال نيوز توداى.
فمن المعروف أن سرطان البنكرياس خبيث السلوك جدا فنادرا ما تظهر أعراضه فى المراحل المبكرة، لذا عادة ما يتأخر تشخيصه لما بعد انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم وبالتالى صعوبة العلاج، كما يعد هو السبب الثامن للوفاة عالميا.
وتنبع أهمية هذه الدراسة التى قام بها البروفيسور فيرون وزملاؤه من أنها أولى الدراسات التى تشير إلى نجاح العلاج المناعى فى سرطان البنكرياس، ويعد العلاج المناعى من الحلول الواعدة لعلاج السرطان ويركز على تحفيز الجهاز المناعى للمريض نفسه لمهاجمة السرطان.
وسابقا كان العلاج المناعى قد أظهر نجاحا مع بعض الأورام الصلبة إلا أنه فشل فى حالة أورام البنكرياس، وقد يكون هذا لأن سرطان البنكرياس كما فى حالة بعض السرطانات الأخرى تحمى نفسها بحاجز.
فنظام المناعة لديه القدرة الفطرية على مواجهة الخلايا السرطانية إلا أن الحاجز الذى تصنعه خلايا بعض السرطانات حول نفسها، يمنع جهاز المناعة من رؤيتها.
ففى فئران مصابة تجريبيا بخلايا سرطان بنكرياس بشرى وجد الفريق أن هذا الحاجز يتكون من بعض البروتينات التى تخفى هوية الخلايا السرطانية عن جهاز المناعة وبالتالى تبعد الخلايا المسئولة عن حرب السرطان عن المحيط السرطانى، ويوضح فيرون أنه عند إزالة مسببات هذه البروتينات، فإن الجهاز المناعى يستطيع التعامل مع الورم والسيطرة على نموه.
وتوصل الفريق إلى عقار يمكنه التعامل مع تلك البروتينات وتعطيل تكوينها، هذا الدواء يدعى بليريكسافور، وأعطى نتائج مذهلة بعد أسبوع من العلاج بهذا العقار مع عقار آخر للعلاج المناعى، أدى ذلك إلى تقلص حجم الورم بشكل كبير.
ومما يذكر أن أبحاث حقل العلاج المناعى فى تقدم مستمر وأن هناك أبحاثا إكلينيكية سابقة فى الولايات المتحدة عن دوره مع العلاج الجينى فى مواجهة سرطان ثدى انتشر إلى الدماغ.
أرسل تعليقك