طهران ـ العرب اليوم
بعد أن كبحت معدلات المواليد لعقدين من الزمن، تروج إيران مرة أخرى لزيادة عدد المواليد من الأطفال خوفا من أن يصبح غالبية سكانها أكبر سنا.
فأحدث الإحصاءات تشير إلى أن معدل المواليد فى إيران يبلغ 1.8 فى المائة. ومع ذلك فهو أعلى من نسبة 1.2 بالمائة التى حققتها إيران فى إطار برنامج مدعوم عالميا لكبح معدل المواليد فى التسعينات من القرن الماضى.
ولكن معدل المواليد الذى بلغ أكثر من ثلاثة بالمائة الذى حققته إيران فى الثمانينات قد لا يتكرر.
والآن أصبح الواقى الذكرى المجانى وعمليات قطع القناة الدافقة المدعومة من الحكومة شيئا من الماضى، لتحل محلها مناقشات حول كيفية المساعدة فى زيادة عدد المواليد.
ميرزايان، ربة منزل، تقول "سيكون من الجيد الحيلولة دون أن يصبح نمو السكان أمرا سلبيا لأن عدد الشباب يتراجع ونحن نتجه لنكون سكانا أكبر سنا".
أمينى، ربة منزل أخرى أيضا، وتقول "المزيد من الأطفال قد يكون أمرا جيدا لمستقبل المرء، ولكن تربية الأطفال فى الوقت الحاضر أكثر كلفة وصعوبة، وقد لا يتمكن المرء من فعل ما يريد من أجل سعادة أطفاله".
لكن الخبراء يقولون إنه من الصعب تشجيع الإيرانيين على إنجاب المزيد من الأطفال فى ظل اقتصاد يعانى من عقوبات غربية وتضخم بلغ ستة وثلاثين بالمائة.
بلغت معدلات المواليد فى إيران ذروتها بمعدل 3.6 طفل لكل زوجين بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وكان ذلك من بين أعلى المعدلات عالميا حينها.
وبحلول عام 1990، قدر الخبراء أن عدد سكان إيران قد يصبح 140مليون نسمة إذا لم يتم كبح معدلات المواليد.
ولوقف هذا الارتفاع فى معدلات المواليد، أيد المرشد الأعلى فى إيران آية الله على خامنئى تحديد النسل، بينما قدم الرئيس الإيرانى آنذاك أكبر هاشمى رفسنجانى الحد من معدلات المواليد باعتباره جزءا من خططه المتعلقة بالنمو الاقتصادى.
وكان يتم تسليم الإيرانيين الواقى الذكرى مجانا، وكانت تكلفة تحديد النسل تعادل عشرة سنتات فى عام 1992.
وانخفض معدل المواليد بشكل كبير، ليبلغ معدله الآن 1.8 طفل لكل زوجين وأصبح عدد السكان نحو سبعة وسبعين مليون نسمة.
ويقول الخبراء الآن إن هذه الحملة كانت ناجحة جدا، مقدرين أن النمو السكانى فى إيران يمكن أن يصل إلى صفر فى السنوات العشرين القادمة إذا لم يتم عكس الاتجاه.
وخوفا من انخفاض عدد السكان، فقد غيرت أجهزة الدولة فى إيران مسارها تماما. والآن يقول خامنئى، الذى له القول الفصل فى كل أمور الدولة، إن عدد سكان إيران يجب أن يبلغ 150 مليون نسمة أو أكثر.
يقول محمد إسماعيل مولتاغ، رئيس مكتب صحة السكان والأسر والمدارس فى إيران "نخطط للحيلولة دون إصابة الرضع والأطفال بأمراض، ونريد أن نضمن تعافيهم بشكل أفضل من الأمراض والإصابات، من أجل خفض نسبة الوفيات".
وأضاف "ستساعد جميع تلك التدابير المزيد من الشباب على الزواج وإنجاب أطفال وتقليص الفجوة بين الولادات، فنحن نريد أن يكون لكل زوجين طفلان فى الأقل".
أرسل تعليقك