الدوحة ـ قنا
يعكف الهلال الأحمر القطري حاليا على التخطيط لتنفيذ خدمات مستدامة لأمراض العيون في بعض الدول الإفريقية والآسيوية وذلك من خلال تطوير نوعية الخدمات المقدمة وتوفيرها للمحتاجين والطبقات الضعيفة بدون معاناة مالية بالقرب من أماكن سكنهم.
ويأتي ذلك في ظل مجهودات الهلال القطري المتواصلة لمكافحة العمى كجزء من إسهامه في تحقيق المبادرة 2020 الدولية (حق البصر للجميع)، وتهدف المبادرة في المقام الأول لمنع حالات العمى الممكن تجنبه والتي تقدر بـ 80% من المجموع الكلي لفاقدي البصر.
كما يسعى الهلال من خلال هذا التوجه إلى دعم المؤسسات العلمية التي تقدم خدمات العيون لتأهيل مبانيها وتزويدها بالمعدات والأجهزة والإمدادات الطبية اللازمة، وكذلك المشاركة في تأهيل الكوادر الطبية المختصة بعلاج العيون وتوجيه كل هذه الجهود في بناء القدرات المحلية للدول المستهدفة.
وكان الهلال قد شارك في وقت سابق في المنتدى الخليجي الأول لمكافحة العمى الممكن تجنبه، وكانت من أهداف هذه المشاركة تأكيد التزام الهلال الأحمر بالإسهام في تحقيق المبادرة الدولية 2020، والاطلاع على تجارب المنظمات والجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال العيون، ولقاء الشركاء، وخلق فرص لشراكات جديدة.
وخلص المنتدى وقتها إلى مخرجات من بينها ضرورة العمل على توفير خدمات صحية للعيون بصورة مستدامة عوضا عن التركيز على المخيمات التي لا يمكن الاستغناء عنها رغم بعض المضاعفات التي تنتج لعدم المتابعة الكافية لبعض المرضى الذين تجري لهم العمليات الجراحية، والتنسيق بين المنظمات والمؤسسات والجمعيات التي تعمل في مجال مكافحة العمى وخلق شراكات بناءة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية لتحقيق أهداف مبادرة البصر 2020.
وفي السياق ذاته، قام الهلال مؤخرا بتنفيذ مخيم لمكافحة العمى والمياه البيضاء بمستشفى زالنجي عاصمة ولاية وسط دارفور بالتعاون مع مؤسسة البصر الخيرية بالسودان بتكلفة 50 ألف دولار أمريكي. وقد تم أثناء المخيم الكشف على 3010 حالات وإجراء 328 عملية جراحية بالإضافة إلى توزيع 1390 نظارة بالمجان. واستقبل المخيم عدة حالات قادمة من أنحاء مختلفة من دارفور بالإضافة إلى بعض الحالات القادمة من دولة تشاد.
ويعتبر إقليم دارفور إحدى بؤر العمى بالسودان بسبب المياه البيضاء (الكتاراكت) وهي سحابة تغشى عدسة العين، ويعتمد تأثيرها في النظر على مدة الغشاوة فقد تتطور البقع الصغيرة على العدسة وتسبب فقداناً للبصر. ويرتبط الكتاراكت في العادة بتقدم السن، حيث تصبح العدسة أقل مرونة وتفقد بعض قدرتها على تركيز الضوء في الشبكية ولكن البيئة والإهمال وعدم وجود الوعي والثقافة الصحيين قد يكونان أحد أسباب المرض.
الجدير بالذكر أن الهلال الأحمر القطري قد نفذ الكثير من المشاريع التنموية في هذا المجال خلال العشر سنوات الماضية بلغ عدد المستفيدين منها ما يقرب من 864 ألف حالة من المرضى وطلاب المدارس، وأغلب البرامج كانت ضمن مجال الوقاية والكشف المبكر.
أرسل تعليقك