فيينا - العرب اليوم
أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ الأشخاصَ، الذين يُعانون من الألم المُزمن الذي يترافق مع حالة تُسمَّى الألمَ العضلي الليفيّ، قد يستفيدون من تناول مُكمِّلات فيتامين د، إذا كان لديهم مُستوياتٌ مُنخفِضة من هذا الفيتامين.
قال الباحِثون إنَّه لا يُوجد عِلاجٌ للألم العضليّ الليفيّ، الذي يُمكن أن يُؤدِّي إلى الألم والتَّعب والعديد من الأعراض الأخرى؛ كما أنَّ السببَ الدَّقيق لهذا المرض لا يزال غيرَ واضح.
أشرف على الدراسة الدكتور فلوريان ويبنر، من مستشفى سبيسنغ للعظام في فيينا، حيث حاول الباحِثون اكتشافَ ما إذا كانت هناك صِلةٌ بين مستويات فيتامين د عند المريض والألم المُزمن الذي يُرافق الألم العضليّ الليفيّ. يُسمَّى فيتامين د "فيتامين ضوء الشَّمس" عادةً، لأنَّ الجسمَ يُنتِجه من خلال نشاط ضوء الشَّمس على الجلد.
اشتملت الدراسةُ على 30 امرأة يُعانِينَ من الألم الليفي العضليّ، ولديهنّ مستويات مُنخفضة من فيتامين د. تناولت بعضُ النساء مُكمِّلات الفيتامين لفترة 25 أسبوعاً، ثمَّ رَصدَ الباحِثون حالاتهنَّ لفترة 24 أسبوعاً إضافيَّة.
قال الباحِثون إنَّ النساءَ، اللواتي تناولنَ مُكمِّلات الفيتامين، أفدنَ عن ألم وتعب في الصَّباح أقلّ عبر الوقت، بالمُقارنَة مع اللواتي لم يتلقينَ المُكمِّلات.
قال ويبنر: "قد يُعدُّ فيتامين د بمنزلة مُعالجة آمنة واقتصاديَّة نسبياً؛ ويُنظر إليه على أنَّه بديلٌ فعَّال إلى درجة كبيرة من حيث التكلفة، بالمُقارنة مع طُرق المُعالجة الدوائيَّة المُكلِفة".
"يجب مُراقبةُ مستويات فيتامين د عند مرضى الألم العضلي الليفيّ، خصوصاً في فصل الشتاء الذي تنخفض فيه مستوياتُ الفيتامين نتيجة قلّة التعرُّض إلى أشعَّة الشَّمس؛ ممّا يجعل من تعديلَ مستوياته أمراً ضرورياً".
وجدت الدراسةُ ارتباطاً بين مُكمِّلات فيتامين د وتسكين الألم العضلي الليفيّ، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.
قال الدكتور كيران باتيل، اختصاصيّ طبّ الألم لدى مستشفى لينوكس هيل في نيويورك: "يتوجَّب حتماً على مرضى الألم العضليّ الليفيّ، والمرضى الذين يُعانون من الألم المُزمِن، قياس مستويات فيتامين د في الدَّم؛ وإذا كانت هذه المستوياتُ مُنخفضة، عليهم التفكير في تناول مُكمِّلات الفيتامين تحت إشراف الطبيب".
قال الدكتور هومان دانِش، مُديرُ التدبير التكامُليّ للألم لدى مستشفى ماونت سيناي في نيويورك: "تربط الأبحاثُ الطبيَّة بين نقص فيتامين د والألم المُزمِن؛ وتُبيِّن هذه الدراسةُ ضرورةَ تعديل مستويات الفيتامين عند الأشخاص الذين يُعانون من نقص مستوياته".
"لابُدَّ من التنويه إلى أنَّ هؤلاء المرضى كانوا تحت رعاية الطبيب في أثناء تعديل مستويات الفيتامين؛ وأنَّ الأمرَ احتاج إلى شهور حتى ظهرت هذه الفائدة. هذا أمر مُتوقَّع، لأنَّ فيتامين د هو واحد من الفيتامينات الذوَّابة بالدهُون؛ ويُخزَّن في الخلايا الدهنيَّة. عندما تنقص مستوياتُ الفيتامين لدى المريض، يحتاج هذا المخزُون إلى إعادة ملء؛ وهذا الأمر يحتاج إلى أسابيع أو أشهر حتى يحدُث".
"لكن، يجب مُراجعة الطبيب دائماً بالنسبة إلى الأشخاص الذين يشعرون بالقلق حول نقص مستويات الفيتامين لديهم، قبلَ البدء في تناول المُكمِّلات؛ لأنَّ تناولَ الكثير من فيتامين د يُمكن أن يُصبح سامَّاً ويُسبِّب الضَّرر".
أرسل تعليقك