واشنطن - العرب اليوم
كشفت دراسة أميركية حديثة عن وجود رابط قوي بين ما نتناوله من وجبات قبل الجراحة وبين المضاعفات التي قد تحدث في فترة النقاهة والاستشفاء، مرجحة أن الإكثار من تناول الوجبات الغذائية عالية الدهون في تلك المرحلة يفاقم من فرص التعرض لتلك المضاعفات.
ويؤكد الجراحون دائما أن الأنسجة الدهنية في الجسم البشري، التي تمثل جزءا هاما من التكوين البدني بشكل عام، هي الأكثر عرضة للإيذاء العرضي خلال الجراحات على وجه العموم. ورغم محاولة تفادي ذلك بأكبر قدر ممكن - وخصوصا خلال التعامل مع العضو المستهدف في الجراحة، مثل القلب في جراحات القلب على سبيل المثال - فإن الأنسجة الدهنية الأخرى (الموجودة في مكونات الجلد والعضلات... إلخ) تتعرض للإيذاء بشكل لا يمكن تجنبه.
ويمثل إيذاء الأنسجة الدهنية خلال العمليات الجراحية أحد أهم مسببات مضاعفات ما بعد الجراحة، مثل النزيف والتقيح والالتهاب النسيجي والحمى وعدم التئام الجروح وغيرها. وطالما بحث العلماء عن عوامل من شأنها الإقلال من تلك المضاعفات، سواء عبر ابتكار وسائل جديدة للتدخل الجراحي أو إجراء مزيد من الأبحاث حول العوامل المؤثرة التي قد تسهم في تفاقم تلك المضاعفات.
وجبات عالية الدهون
ومن جهة أخرى أجرى الباحثون في مستشفى «Brigham and Women›s Hospital» التعليمي في مدينة بوسطن (عاصمة ولاية ماساتشوستس) الأميركية، التابع لجامعة هارفارد، تجاربهم على فئران تجارب لاستكشاف أثر استهلاك الوجبات عالية الدهون على الجراحات اللاحقة. وقام الباحثون بتقسيم تلك الفئران إلى مجموعتين، قدمت لإحداهما عدة وجبات عالية الدهون، بينما قدمت للأخرى وجبات أكثر توازنا من حيث المحتوى. كما تم تحويل تغذية جزء من المجموعة الأولى إلى الوجبات المتوازنة، بهدف المقارنة، قبل ثلاثة أسابيع من إجراء جراحات لكل الفئران، حسب الدراسة التي ستنشر لاحقا في عدد أبريل (نيسان) المقبل لدورية الجراحة الأميركية «Surgery».
وخلال الجراحات، تم تعريض الفئران لمختلف العوامل المتوقعة (التي من شأنها إيذاء الأنسجة الدهنية) خلال العمليات. وبالمقارنة بين المجموعتين الأوليين وجد فريق الباحثين أن المجموعة الأولى من الفئران شهدت نسبا أكبر من مضاعفات ما بعد الجراحة مقارنة بالمجموعة الثانية، بينما كانت نتائج الفئة التي تم تحويل تغذيتها أفضل من الأولى، وأقرب إلى الثانية. ويقول الباحثون إن هذه الوجبات العالية الدهون تزيد من محتوى الدهون في الأنسجة عموما ومنها الأنسجة الدهنية.
وبينما يسعى الباحثون إلى اختبار هذه النتائج على البشر، رجحوا أن مجرد الإقلال من استهلاك الوجبات عالية المحتوى من الدهون قبيل إجراء العمليات الجراحية ببضعة أسابيع، دون الدخول إلى مراحل سوء التغذية، قد يسهم في تقليص مضاعفات ما بعد الجراحة بصورة كبيرة، وبطريقة سهلة وعالية الكفاءة.
أرسل تعليقك