القاهرة ـ العرب اليوم
ظهرت أنفلونزا الخنازير مرة ثانية، وانتشرت معها شائعات ارتباط نبات الينسون بالعقار الوحيد المقاوم للمرض تاميفلو، ونحن هنا بصدد توضيح حقيقة ارتباط عقار التاميفلو بالينسون، وهل كما يتردد أن هناك علاقة بين الينسون وعقار التاميفلو، وهل فعلا الينسون يقي من الأنفلونزا؟.
يوضح الدكتور خالد مصيلحي، أستاذ العقاقير والنباتات الطبية بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية، أن الينسون ليس له أى علاقة بعقار التاميفلو، ولكن الذي يربط بين الينسون وعقار تاميفلو الفعال في علاج الأنفلونزا، والذي شاع صيته بعد ظهور أنفلونزا الخنازير، هو طريقة تحضير هذا العقار، حيث يتم تحضيره بعد عدة تفاعلات من مادة تسمى شيكميك، يتم فصلها من نوع ثان ونبات مختلف تمامًا عن الينسون المعتاد يسمى الينسون النجمي الصيني Chinese Star Anise"، هذا النبات ينتمي لعائله مختلفة عن العائلة الخيمية التي ينتمى لها الينسون المعتاد، وقد أطلق على هذا النبات هذا الاسم لشكله النجمي، كما أطلق عليه ينسون لرائحته المشابهة لحد كبير لرائحة الينسون العادي لاحتوائه أيضا على مادة الأنيثول المسئولة عن الرائحة المميزة للينسون العادي، وهذه المادة المشتركة بين الينسون النجمي والعادي ليس لها أي علاقة بأنفلونزا الخنازير .
ونظرا لظهور الينسون النجمي الصيني في الأسواق المصرية، فعلينا أيضًا توخي الحذر عند تناوله، لأن هناك ينسون نجمي آخر يسمى الينسون النجمي الياباني " Japanese Star Anise"، وهو شديد الشبه في الشكل للينسون النجمي الصيني، ولكن يحتوي على مواد شديدة السمية، فالحذر كل الحذر عند شراء الينسون النجمي الصيني من مصادر غير موثوقة حتى لا يكون مغشوشا بالينسون النجمي الياباني، مما يعرض صحتنا وحياتنا للخطر.
وأضاف "مصيلحي"، أما الينسون العادي فله بعض المزايا التي تساعد فى نزلات البرد، كأي عشب يحتوي على زيوت طيارة، ولكن لن يحل بأي حال من الأحوال محل عقار التاميفلو، وتحتوي ثمرة الينسون العادي على زيت طيارة، والمكونات الرئيسية لهذا الزيت هو مركب الانيثول وانايس ألدهيد كما يحتوي على فلافونيدات، وأهمها أبجنين وطريقة استخدامه للمساعدة فى علاج نزلات البرد يفضل أن يضاف الماء المغلي لثمار الينسون وأوراق الزعتر وقليل من الجنزبيل، ويغطى الكوب لمدة 5 دقائق، كما يفضل تحليته بعسل النحل ويشرب دافئا، وهذا الخليط له صفات قاتلة للميكروبات وطاردة للبلغم ومنشطة لجهاز المناعة مع تنشيط الدورة الدموية.
ويؤكد الدكتور مصيلحي أنه يجب توخى الحذر عند استخدام الخليط السابق أثناء الحمل، كما يفضل عدم الإكثار من تناول الينسون للرجال لتأثيره السلبي على هرمونات الذكورة عند تناوله بجرعات كبيرة.
وللوقاية من الأنفلونزا ننصح بالاستعداد جيدا بتقوية جهاز المناعة بتناول ملعقة عسل نحل مخلوطا بزيت حبة البركة يوميا، كما يمكن تناول خليط من عصير الليمون وعسل النحل والزعتر، فهذا الخليط يطهر الجهاز التنفسي العلوي ويقوم بتقوية الجهاز المناعي، مما يكون له تأثير إيجابى فى مقاومة أمراض الشتاء التي تصيب الجهاز التنفسى وتقليل مضاعفاتها.
كما أنه من الضروري تهوية المنازل جيدا، وعدم الاختلاط بالشخص المصاب بالأنفلونزا أو نزلات البرد، وعدم استخدام أدواته مع ضرورة غسل أدوات المصاب بالمطهرات.
وأشار "مصيلحى" إلى أن تهويه المنازل ضرورية حتى لا تنتقل من طقس دافئ إلى طقس شديد البرودة عند الخروج للعمل أو للمدرسة في الصباح الباكر، فالانتقال من طقس دافئ إلى طقس شديد البرودة بطريقة مفاجئة يصيب الجهاز التنفسي والمناعي بالخلل، مما يتيح الفرصة لدخول الميكروبات للجهاز التنفسي بسهولة مما يسبب العديد من أمراض الشتاء.
أرسل تعليقك