القاهرة ـ أ.ش.أ
هناك شروط مهمة لابد أن تتبع لنجاح علاج مرضى فيروس بى، حيث يوضح الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس، أن هناك أربعة شروط مهمة يجب اتباعها لكى نوقف نشاط الفيروس.
يقول "الخياط"، أول هذه الشروط هو اختيار الدواء القوى بعد اختيار المريض المناسب للعلاج، والذى يتمكن من القضاء على الفيروس تماما فى الدم، ويجعل الـ"بى سى آر" سلبيا، وهذا لا يتوافر إلا فى دواءين فقط التينوفوفير والأنتى كفير، ولكن لابد من توافر الشرط الثانى فى الدواء، وهو أن لا يكون هناك أى مقاومة للفيروس.
ولا يحدث تحور ضد الدواء، ولذلك يصبح الدواء غير فعال بعد فترة من استخدامه، وهذا أيضا لا يتوافر فى الجيل الأول من الأدوية التى تم استخدامها سابقا، مثل اللامى فيدين الذى تصل نسبة مقاومة الفيروس له بعد 5 سنوات من العلاج إلى 70%، حيث يصبح هذا الدواء غير مؤثر بعد استخدامه لفترات طويلة، ومن المعروف أن علاج فيروس بى ليس مثل علاج فيروس سى، مؤكداً أن علاج فيروس سى يهدف إلى الشفاء التام سواء باستخدام الإنترفيرون أو الأدوية الجديدة، أما علاج فيروس بى فيتم باستخدام الأدوية مدى الحياة مثل الأمراض المزمنة، كالضغط والسكر، لذا يجب استخدام دواء ليس قويا وفعالا فقط، ولكن أيضا لا يحدث تحور من الفيروس، وهذا لا يتوافر إلا مع جيل الأدوية الحديثة.
الشرط الثالث
أما الشرط الثالث، ونظرا لاستخدام الدواء لفترات طويلة، فلابد أن يكون آمنا، خاصة فى فترات العلاج الطويلة، فقد كان هناك أكثر من دواء غير آمن ويحدث للمريض مضاعفات عند استخدامه لفترات طويلة، مثل دواء الأدفوفير، والذى كان له مضاعفات جانبية على الكليتين، ويحدث ارتفاع فى وظائف الكلى عند استخدامه، مما يضطر الطبيب المعالج إلى وقف استخدامه وإعطاء دواء آخر بدلا منه، كما أن دواء التلبى فيدين هو الآخر كان له أعراض جانبية على المدى الطويل، تتمثل فى التهاب الأعصاب والعضلات وأيضا فى حالات نادرة يحدث التهابا فى البنكرياس، وبالنسبة لاستخدام الأدوية الحديثة، فالمرضى لا يحتاجون إلى إجراء أى تحاليل بالنسبة لوظائف الكلى والعضلات مثل بعض الأدوية الأخرى.
وأشار "الخياط" إلى أن الأبحاث الطبية أثبتت أن تناول هذه الأدوية لفترة طويلة لا يحدث أى مضاعفات للمرضى على المدى الطويل، ولكن فقط يجب الحيطة عند إعطائها لمرضى التليف غير المتكافئ المصاحب باستسقاء شديدة، حيث إن هؤلاء المرضى يكونون عرضة لحدوث حمضية فى الدم، وهذا يحدث فى أحوال نادرة، أما غالبية المرضى فلا يحدث لهم أى أعراض جانبية على الإطلاق، خاصة على الكلى والعضلات. أما الخطوط الاسترشادية فتحتم على الطبيب عمل فحوصات دورية على الكلى والعضلات والكالسيوم والفسفور.
الشرط الرابع
والشرط الرابع فى نجاح علاج فيروس بى هو استمرار المريض فى العلاج دوما، وعدم إهمال أى جرعة، حتى يتم السيطرة على الفيروس تماما، وينتج عن هذا بالتبعية عدم تدهور حالة الكبد سنوات عديدة، هذا ليس فقط فقد أثبتت الأبحاث العلمية الاستمرار على الدواء سنوات تعيد النسيج الكبدى إلى طبيعته حتى إذا حدث تليف بالكبد، حيث إن الأبحاث الطبية أثبتت أن مرضى التليف الكبدى " F4 " عند استخدامهم الدواء لفترات طويلة تقترب من الـ5 سنوات يحدث تحسن ملحوظ فى النسيج الكبدى، ومن الممكن أن يعود إلى طبيعته وينعكس على التليف الكبدى.
أرسل تعليقك