لندن - قنا
كشفت دراسة جديدة أعدتها مؤسسة خيرية تدعي "إنقاذ الطفل" عن أن نحو مليون طفل يتوفون سنويا بعد ولادتهم بيوم واحد فقط، بسبب سوء الرعاية الصحية وعدم تقديم المساعدة اللازمة لهم.
وأشارت الدراسة إلى أن غالبية حصيلة الوفيات تحدث في المناطق الأكثر فقرا من العالم أو المناطق النائية التي يتعذر فيها تقديم المساعدة للأمهات والأطفال أثناء وبعد عملية الولادة.
وذكرت الدراسة، التي نشرتها صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية اليوم على موقعها الالكتروني، ان غالبية هؤلاء الأطفال يتوفون خلال 24 ساعة فقط من ولادتهم نتيجة لتعقيدات ومضاعفات الولادة، مضيفة أنه يمكن تجنب نحو نصف هذا العدد إذا حصلت الأم والطفل على رعايا صحية مجانية وممرضة ماهرة.
وتقدر الدراسة نحو 40 مليون امرأة على مستوى العالم لم تتلق الدعم المناسب أثناء عملية الولادة، بجانب ما يقرب من مليوني امرأة اضطررن لإتمام عملية الولادة بالكامل بمفردهن دون أي مساعدة.
وحثت المؤسسة قادة العالم على اتخاذ إجراء عاجل في المناطق الأكثر احتياجا لوقف ارتفاع حصيلة الوفيات، داعية إلى التركيز على تدريب وتجهيز ما يكفي من عمال صحيين مهرة للتأكد من حصول كل طفل مولود حديثا على الرعايا والمساعدة المناسبة.
وأشارت إلى أن العالم أحرز تقدما كبيرا في خفض تعداد وفيات الأطفال خلال العشر سنوات الماضية، حيث انخفض من 12 مليون إلى 6.6 مليون تقريبا، وذلك بفضل التطعيم وتنظيم الأسرة وعلاج أمراض مثل الالتهاب الرئوي والإسهال والملاريا، لكنها حذرت من خطورة توقف هذا التقدم إذا لم يتم اتخاذ إجراء عاجل لمعالجة الأعداد المرتفعة من الوفيات بين الأطفال حديثي الولادة.
وقال الرئيس التنفيذي للمؤسسة جاستن فورسيث "إن العديد من الأمهات يلدن بمفردهن على أرضية منزلهن أو في الأدغال دون أي مساعدة لإنقاذ أزواحهن.. لقد سمعنا قصص مرعبة لأمهات يسيرون لساعات طويلة أثناء عملية الولادة بحثا عن مساعدة مدربة، وغالبا ما تنتهي جميع هذه العمليات بمأساة".
وأضاف فورسيث "هذه الإحصاءات الجديدة تكشف للمرة الأولي على الإطلاق الحجم الحقيقي لأزمة الأطفال حديثي الولادة، والحلول معروفة جيدا لكنها تحتاج إلى رغبة سياسية أكبر لإعطاء الأطفال فرصة للتمتع بيوم ثاني من حياتهم".
يشار إلى أن مؤسسة "إنقاذ الطفل" هي منظمة عالمية رائدة ومستقلة للأطفال، مهمتها الحث على إحراز تقدم هام في الطريقة التي يتعامل فيها العالم مع الأطفال وتحقيق تغيير فوري ومستدام في حياتهم.
أرسل تعليقك