لندن ـ العرب اليوم
تشير الكوابيس المتكررة خلال مرحلة الطفولة إلى زيادة خطر التعرض لمشاكل ذهانية في مرحلة لاحقة من العمر، بحسب بحث بريطاني نُشر في "جورنال سليب". وتعتبر الكوابيس والأحلام السيئة جزء من النمو الطبيعي للطفل، ويقل تواترها مع نموه وانتقاله إلى مرحلة عمرية أخرى.
تحدث الكوابيس خلال مرحلة من مراحل النوم تسمّى مرحلة حركة العين السريعة، أو REM، ويقضي الأشخاص البالغين حوالي 90 إلى 120 دقيقة يومياً في هذه المرحلة، لكن يقضي الأطفال ضعف هذا الوقت كل ليلة.
وتتميز هذه المرحلة من النوم بأن الجسم يصبح ساكناً لكن تنشط الدماغ بشكل مكثف وتعمل بنفس وتيرة اليقظة تقريباً.
يوجد شكل آخر من أشكال اضطرابات النوم لدى الصغار هو الذعر الليلي، ويحدث ذلك خلال مرحلة النوم العميق والتي تكون في النصف الأول من الليل.
يعتبر الذعر الليلي أقل شيوعاً مقارنة بالكوابيس، وعندما يحدث قد يصرخ الطفل، على الرغم أنه لن يتذكر شيئاً عندما يستيقظ.
قامت الدراسة البريطانية بفحص حالة 6700 طفل، خضعوا للبحث 6 مرات بين عمر سنتين و9 سنوات، ثم خضعوا للمتابعة في عمر 12 سنة.
ووجدت الدراسة أن الأطفال الذين أبلغوا عن فترة واحدة من الكوابيس بين عمر سنتين و9 سنوات زادت لديهم مخاطر التعرض للتجارب الذهانية في مرحلة المراهقة بنسبة 16 %. أما الذين تعرضوا لـ 3 فترات أو أكثر من الكوابيس خلال مرحلة الطفولة فزادت لديهم مخاطر التعرض للمشاكل الذهانية بنسبة 56 %.
وعندما تم إجراء مقابلات مع الأطفال وهم في عمر 12 عاماً تم سؤالهم إذا ما كان لديهم خبرات ذهانية خلال الأشهر الـ 6 الماضية مثل الكوابيس أو الذعر الليلي أو المشي أثناء النوم أو الهلوسة.
وذكر ربع الأطفال في عمر 12 عاماً أنهم تعرضوا لكوابيس في الأشهر الـ 6 الأخيرة، وأقل من 10 % منهم أبلغوا عن ذعر ليلي.
ولاحظ الباحثون أن الأطفال الذين أبلغوا عن كوابيس متكررة في عمر 12 سنة كانوا أكثر عرضة للتجارب الذهانية بمعدل 3.5 ضعف، وشملت أعراض هذه المشاكل الذهانية الهلوسة، واضطراب التفكير، والأوهام في مرحلة المراهقة المبكرة.
وقال مؤلف الدراسة البروفيسور ديتر ووك: "نحن لا نريد للأمهات والآباء أن يقلقوا من هذه النتائج، فحوالي 3 من كل 4 أطفال يتعرضون للكوابيس في هذه الفترة من حياتهم، لكن استمرار هذه الكوابيس حتى مرحلة مبكرة من المراهقة قد يكون مؤشراً على شيء أكثر أهمية".
أرسل تعليقك