بيروت ـ ننا
كشفت "مجموعة العمل اللبنانية للملح والصحة" في الجامعة الأميركية في بيروت "لاش" والمنظمة الدولية للمستهلك، بالتعاون مع وزارة الصحة العامة، عن أحدث النتائج التي توصلت إليها الدراسة الأخيرة حول مخاطر الاستهلاك المفرط للملح في المجتمع اللبناني، في مؤتمر صحافي عقد على هامش "الأسبوع العالمي لترشيد استهلاك الملح"، وأعلنت خلاله عن دراسة معمقة هي الأولى من نوعها في لبنان حول مخاطر تناول الملح المفرط والاخطار الصحية الناجمة عنه والعبء الإقتصادي الذي يسببه على القطاع الصحي والخزينة العامة.
وتحدث رئيس "مجموعة العمل اللبنانية للملح والصحة" الرئيس السابق للجمعية اللبنانية لأمراض القلب (2011-2013) الدكتور سمير أرناؤوط فقال: "النتائج أتت صادمة، ما يحتم الحاجة الى تحرك فوري. فقد قدرت النتائج الأولية لدراسة "لاش" أن معدل تناول الملح للفرد يصل الى 7.8 غرام في اليوم الواحد وهو مستوى مرتفع وخطير جدا. وعلى المجتمع اللبناني مجتمعا التحرك لوضع خطة طويلة الأجل تهدف الى تقليص استهلاك الملح ليصل الى مستواه الطبيعي، أي خمس غرامات في اليوم، من خلال حملة توعية وطنية منظمة".
ولفت الى ان "هذه الدراسة أظهرت أن نسبة الوعي والإدراك العام للعلاقة بين الملح والصحة شبه معدومة عند اللبنانيين، فقد استطاع أقل من ربع المشاركين في الدراسة أي 21% ان يحددوا وبشكل صحيح المصدر الرئيسي للملح في نظامهم الغذائي. أما في ما يتعلق بكمية الملح في الطعام، فإن ثلث المشاركين لا ينظرون إلى المحتوى الغذائي للمنتج".
وأشار الى ان "تحسين المحتوى الغذائي للمنتج يشكل جزءا مهما من الاستراتيجية العامة للحد من استهلاك الملح. أما من بين الذين يلقون نظرة على المحتوى الغذائي للمنتج، فإن ثلثين منهم لا ينظرون الى نسبة الملح. والأخطر من ذلك، إعتراف ثلثين منهم أن المحتوى المكتوب على الغلاف لا يؤثر على قرار شرائهم للمنتج. إن حوالي 31.8% من المجتمع اللبناني تحدد وبشكل خاطىء المصدر الرئيسي للملح في طعامهم على أنه الملح المضاف عند الطهي، و42.1% على أنه الملح الذي يضاف على مائدة الطعام، في حين أن الأطعمة المصنعة والمعلبة هي الإجابة الصحيحة للمصدر الرئيسي للملح".
وأوضح ان "تخفيض استهلاك الملح وبشكل فوري سيؤدي إلى انخفاض ملحوظ في نسبة الوفيات وحالات العجز من السكتات الدماغية والنوبات القلبية".
وقال: "من حق مجتمعنا التمتع بحياة طويلة صحية، وخالية من الأمراض. الحل سهل لكنه يحتاج إلى التزام جميع الأطراف. إن تثقيف الجمهور هو أمر أساسي في نجاح برنامج خفض استهلاك الملح من خلال استخدام آليات متعددة كالتعاون مع المدارس وأخصائيين في جميع أنحاء البلاد، تنظيم حملات توعية في المجتمعات المحلية، العمل مع مصنعي المواد الغذائية للحد من استخدام الملح في الأغذية المصنعة وأخيرا وليس آخرا دعم وسائل الإعلام لنشر المبادىء التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بشأن المعايير الجديدة لتناول الملح وتذكير الناس بمخاطره".
وأوضح ان "منظمة الصحة العالمية توصي بأن يصل معدل استهلاك الملح لدى السكان إلى أقل من 5 غرامات للشخص الواحد في اليوم والتي يتعين تحقيقها بحلول عام 2025"، مشيرا الى ان "الدراسة وضعت الأساس لصانعي السياسات المحلية والمسؤولين للعمل على وضع سياسات جديدة لتخفيض استهلاك الملح، وتنفيذ المبادىء التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية في لبنان للحد من محتوى الملح في جميع أنواع الخبز".
من جهته، قال رئيس جمعية المستهلك اللبناني الدكتور زهير برو: "حان الوقت لتغيير عاداتنا في استهلاك الملح ولتحقيق ذلك على كل شخص القيام بخطوات عديدة منها قراءة المحتوى الغذائي للمنتج بعناية، أن يصبح على بينة من نسبة الملح في الأطعمة، وأن يقوم بتعديل عادات التسوق لديه لشراء المنتجات ذات نسب ملح أقل. إن الهدف من ذلك هو تقليل الملح ببطء وبشكل تدريجي والإبتعاد عن الأطعمة الغنية بالملح وشراء البدائل لها. سيتأقلم الجسم مع النظام الغذائي الجديد والمنخفض الملح والذي يجب أن يصبح مع الوقت طريقة عيش معظم المستهلكين".
وقال عميد كلية الطب في الجامعة الأميركية الدكتور محمد الصايغ: "إن دعم الصناعيين والمعنيين في قطاع الصحة وجمعية المستهلك أمر أساسي لنجاح أي حملة وطنية. نشكر "مجموعة العمل اللبنانية للملح والصحة" في الجامعة الأميركية على دورها الريادي في تطوير نموذج ناجح آخر والعمل كفريق لإحداث تغيير إيجابي في صحة مجتمعنا. مبادرة جديدة ترسخ مكانة وريادة المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت في وضع خطة طريق لرفع مستوى الوعي حول القضايا المتعلقة بالصحة العامة".
أما ممثل وزارة الصحة العامة الدكتور ميشال كفوري فقال: "لطالما عملت الوزارة وبلا كلل، لتحسين الصحة العامة في لبنان. نحن معجبون بما قامت به "لاش" ونقدر جهودهم الجبارة لإجراء هذه الدراسة، والتي تأتي كجرس إنذار يدعونا جميعا للتفكير بالحلول والخطوات التالية للحد من تناول استهلاك الملح. نشكر المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت مرة أخرى لدوره الرئيسي في وضع النظام الأساسي للشروع في السياسات الوطنية الهادفة إلى تعزيز الصحة العامة وخلق الوعي حول الأمراض المؤثرة على الشعب اللبناني".
أرسل تعليقك