الدوحة - قنا
أكدت الدراسات الطبية الحديثة أن الدين والإيمان بمقدورهما الإسهام في تحسين الصحة ومكافحة المرض، وأن الذين يتمتعون بحالة روحية جيدة يظهرون مستوى أقل من السلوكيات المدمرة للذات مثل الانتحار والتدخين وتعاطي أو سوء استخدام المخدرات والمسكرات.
ولفت خبراء مشاركون في جلسة نقاشية عقدت اليوم حول علم النفس والدين والروحانية والصحة النفسية، وذلك ضمن فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر السنوي الدولي الثاني بعنوان "الأخلاق في عالم متغير: رؤى معاصرة"، والذي ينظمه مركز دراسات التشريع الاسلامي والاخلاق إلى أهمية الدين بالنسبة للإنسان، وقالوا إنه بالإضافة إلى أهمية الدين في تلبية الحاجات النفسية، إلا أن هناك أيضا حاجة عقلية للإنسان يقوم الدين بتلبيتها.
وذكروا أنه خلال السنوات العشر الأخيرة أدخلت منظمة الصحة العالمية تغييرا على تعريفها للصحة، حيث كان تعريف عام 1946 ينص على أن الصحة "هي حالة اكتمال السلامة جسديا وعقليا واجتماعيا، لا مجرد انعدام المرض أو العجز"، بينما ينص تعريف أحدث على أنها "اكتمال السلامة جسديا وعقليا واجتماعيا وروحيا".
ورأى الخبراء المشاركون أن العقائد الدينية والروحية تشكل جزءا مهما يؤثر في طريقة تعامل الناس مع مسرات الحياة ومشاقها، كما يمكن للإيمان أن يمنح الناس الإحساس بالغاية ويمدهم بالمبادئ الهادية للعيش.. وأكدوا أن الحياة الروحية للفرد تعد مؤشرا على تعزيز مقاومة الصدمات الجسدية والنفسية.
وأشاروا إلى أن منظمة الصحة العالمية تصف الصحية النفسية بأنها "حالة من العافية يمكن فيها للفرد تكريس قدراته الخاصة والتكيف مع أنواع الإجهاد العادية والعمل بتفان وفعالية والإسهام في مجتمعه".. وقالوا إن الصحة النفسية ليست مجرد انعدام المرض النفسي، حيث تؤكد الدراسات الطبية أن الحالة الروحية لها أثر عميق على الحالات النفسية.
وتوصلت دراسات إلى أنه كلما كان المريض متدينا، كان التعافي من بعض الاضطرابات أسرع، كما تبين دراسات أخرى أن المستويات المرتفعة من الأمل والتفاؤل، والتي تعد عوامل أساسية في محاربة الكبت، وجدت بين أولئك الذين يحرصون على ممارسة دينهم بقوة، كما أن الحياة الروحية تشجع قيام حياة عائلية جسدية أكثر صحة من خلال تعزيز الأبوة والأمومة.
وتطرق المشاركون إلى موضوع استخدام الروحانية في العلاج، وقالوا إن العلاج السلوكي المعرفي يعد أحد أسرع النظريات وأكثرها تطبيقا في مجال العلاج النفسي اليوم، حيث تدل البحوث والإحصائيات بقوة على أن العلاج السلوكي المعرفي قد برهن على فعاليته ومرونته في التعامل مع عدد كبير من الاضطرابات النفسية والتحديات المختلفة في الحياة.
أرسل تعليقك