القاهرة ـ أ ش أ
حذر الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشاري الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، مرضى الحساسية بشكل عام والربو بصفة خاصة من الخروج من المنزل، والتعرض للرياح المثيرة للأتربة والرمال، التىي تتعرض لها مصر حاليًا في إطار ما يعرف باسم "رياح الخماسين "، مشيرا إلى أنه إذا استلزم الأمر خروج هؤلاء المرضى من منازلهم، فعليهم استخدام الأقنعة الواقية من الأتربة وغسل الوجه، وتنظيف الأنف باستمرار .
وقال - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط -إن الربو الشعبي مرض مزمن من أكثر أمراض الأطفال شيوعا ويبدأ فى مرحلة الطفولة، في 80 % من المصابين، وأنه يرتبط بالحساسية ضد العديد من المؤثرات البيئية، ومن بينها الرمال والأتربة وحبوب اللقاح، التي تنتشر حاليا مسببة 60 % من حساسية العين والأنف والصدر والجلد .
وتابع أن الربو الشعبى يمثل تحديا كبيرا في الأطفال مقارنة بربو البالغين ولا يمكن منع حدوثه ولكن من الممكن التعايش معه، بأمان بشرط تشخيصه مبكرا والالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية، مشيرا إلى أن حساسية الصدر تصيب 10 % من الأطفال حاليا، وأن هناك 300 مليون شخص، في العالم مصابين بالربو، وأن معدلات الإصابة تزداد سنويا بنسبة 5 % حيث إنه من المتوقع، زيادة أعداد المصابين بالمرض، إلى 400 مليون شخص بحلول عام 2025 .
وأوضح أن الأبحاث الصادرة خلال شهر آذار الحالي أكدت أن تلوث الهواء بعوادم السيارات، يزيد من إصابة الأطفال بحساسية الصدر، وأن توتر الأم الحامل، أو تدخينها أو تعرضها للتدخين السلبى، خلال فترة الحمل يزيد من فرص حدوث ربو الأطفال خاصة في سن ما قبل المدرسة، ويمتد إلى مرحلة المراهقة.
وأضاف أن التدخين السلبي، الذي تتعرض له الحامل يسمح بتسلل دخان السجائر المنتشر، فى البيئة لداخل الرحم، ويؤدي إلى إصابة الأجنة بمشاكل عدة منها الكحة المزمنة، والحساسية الصدرية، بمعدل 10 أضعاف الأطفال الذين لا يتعرض أمهاتهم للتدخين السلبي.
وأشار إلى أن تلك الأبحاث كشفت أن إهمال علاج حساسية الأنف يسبب الإصابة بالربو، فيما بعد وفشل السيطرة عليه وأن تعاطي الخمر ولو بكميات قليلة يفاقم معدلات الإصابة بالربو، وحساسية الأنف خاصة في المرضى الذين يعانون من حساسية الإسبرين وأن معدلات تحسس المرىء زاد في العقدين الأخيرين خاصة في المدن الصناعية ويصيب الذكور 3 أضعاف الإناث .
ولفت إلى أن الربو، يحدث بصورة شائعة خلال الحمل، ويسوء مع العدوى بالفيروسات ويمكن علاجه وعدم إهماله حيث يؤدي الإهمال إلى زيادة احتمالات تعرض الجنين للعديد من المشاكل، مثل تسمم الحمل، والولادة المبكرة، وبطء النمو، والتشوهات الخلقية والتشنجات والوفاة، وأن مواليد الشتاء والخريف أكثر عرضة للإصابة بحساسية الصدر، حيث يزيد التعرض المبكر لحبوب اللقاح في الشهور الثلاثة الأولى من عمر الأطفال من معدلات إصابتهم بحساسية الصدر.
وحذر بدران من الامتناع عن علاج ربو الأم الحامل، تحت ذريعة الخوف من إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، مشيرا إلى أن هناك العديد من الأدوية الآمنة التي لا تضر الجنين، والتى تساهم في السيطرة على الربو خلال الحمل.
وأكد أن الرمال والأتربة التى تتعرض لها مصر فى تلك الفترة، تحتوي على العديد من الميكروبات، وأنواع مختلفة من الفطريات، وحبوب اللقاح، وأنها تؤدي إلى الإصابة بالالتهابات التنفسية وحساسية الصدر، أو الأنف أو الجلد أو القصور في الدورة الدموية .
وأوضح أن جهاز المناعة داخل جسم الإنسان يبرمج نفسه على كيفية التعامل مع مسببات الحساسية، والربو عند التعرض الأول لها فتتولد لديه خبرة مناعية وتصبح الخلايا التحسسية على أهبة الاستعداد لأي غزو من مسببات الحساسية، مشيرا إلى أن هذه الخلايا تطلق وسائل مشروعة للجهاز المناعى للتخلص من مسببات الحساسية مثل العطس وسيلان الأنف، والعين، والكحة، وإفراز المخاط، والبلغم، وأن هذه العلامات تعد رسالة تحذير للإنسان ليتحرك بعيدا عن مصدر التعرض لمسببات الحساسية أو الذهاب للطبيب واتباع إرشاداته.
ويلقى الدكتور مجدي بدران الضوء خلال الندوة التي يستضيفها قصر ثقافة روض الفرج صباح الثلاثاء الضوء على مرض الربو الشعبي، حيث يتناول في حديثه موضوعات البرد والربو والأتربة والربو والتلوث المروري، وأزمات الربو والربو المهني والربو والحمل والوجبات السريعة والربو ونقص فيتامين سي والربو وحساسية حبوب اللقاح، والحيوانات والربو والتعايش مع الربو.
أرسل تعليقك