القاهرة - أ.ش.أ
أكد الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس أن التدخل المبكر لتطوير العلاقة بين الأم وأطفالها يبدأ قبل الولادة خلال فترة الحمل وبعدها وخلال سنوات عمره الأولى، التى يجب أن يتمتع فيها بالرضاعة الطبيعية.
وقال بدران - فى تصريح له اليوم /الخميس/ - "إن أثر الرضاعة الطبيعية على الطفل لا يقتصر فقط فى حصوله على الغذاء المناسب والأمن من الأم، ولكنه يمتد إلى توطيد العلاقة بين الأم ورضيعها، مشيرا إلى أنه عند مقارنة أطفال الرضاعة الطبيعية بأطفال الرضاعة الصناعية تبين أن الأطفال الذين رضعوا طبيعيا يميلون إلى التعلق بأمهاتهم وثيابها أكثر من غيرهم حتى فى الأشهر الأولى من عمرهم، وذلك لوجود مركبات طيارة يستنشقها الطفل خلال رضاعته الطبيعية فيقبل على لبن الأم ومعرفتها والتعلق بها دون غيرها".
وأضاف أن الأم خلال فترة الحمل وما بعد الولادة تتكون رائحتها من 5 مواد يستطيع الوليد التعرف عليها، مؤكدا أنه لإنجاح عملية الرضاعة الطبيعية خاصة لدى الأطفال المبتسرين والأم لأول مرة يمكن وضع لبن الأم بالقرب من أنف الوليد لشمه لفترات قصيرة عدة مرات يوميا مما يزيد من نجاح عملية الرضاعة الطبيعية وقدرة الوليد على تقبل وامتصاص وبلع لبن الأم.
وحذر بدران الأمهات من الإنشغال عن أطفالهم بمتابعة البرامج التليفزيونية أو التحدث فى المحمول أثناء إرضاع وليدها، موضحا أن هذا الانشغال يؤدى إلى شعور الرضيع بالإهمال والتوتر نتيجة لكسر التواصل العينى بين الأم ورضيعها، والذى يعد من أهم العوامل التى تعمق العلاقة بين الطرفين وتجعل الوليد يتمتع بالغذاء.
وبين أن التلامس الجلدى المبكر بين الأم ومولودها، كما أكدت الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة، يعتبر علامة فارقة لبرمجة سليمة لوظائف أعضاء جسم الوليد وسلوكه، منوها بأن هذا التلامس يزيد من نجاح عملية الرضاعة الطبيعية ويشعر الوليد بسعادة ويرفع مناعته ويحافظ على ثبات درجة حرارة جسمه ومعدلات ضربات قلبه وتنفسه ويمنحه جرعة هائلة من البكتريا الصديقة تضاهى نفس أنواع البكتريا الصديقة للأم.
وأكد بدران أن الحضن الدافىء، خاصة بعد الولادة مباشرة وأثناء عملية الرضاعة، يكسب الطفل مظلة من الهدوء والطمأنينة التى تمتد إلى سنوات عمره الأولى فيشعر بالأمان والدفء والثقة بالنفس، كما يقلل من توتره ويساعده على النوم.
أرسل تعليقك