المنامة ـ بنا
قال رئيس قسم صحة البيئة بإدارة الصحة العامة السيد عبدالعزيز الخدري إن مكافحة النواقل تُعد عنصراً رئيسياً من عناصر الاستراتيجية العالمية الحالية لمكافحة الملاريا، وهناك سجل موثق لنجاح تدخلات مكافحة النواقل في خفض معدلات انتقال المرض أو وضع حد له، ولاسيما في المناطق المعرضة تعرضاً شديداً لخطر الملاريا، و يُعد الرش الثمالي داخل المباني والناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل، التدبيرين الرئيسيين اللذين يمكن تنفيذهما على نطاق واسع لمكافحة النواقل.
وأشار الخدري إلى أن مملكة البحرين تُشارك دول العالم في الاحتفال بيوم الصحة العالمي الذي يصادف اليوم السابع من ابريل من كل عام، والذي خصص له هذا العام موضوع الأمراض المنقولة بالنواقل، ويُتيح هذا اليوم فرصة للأشخاص في كل مجتمع للمشاركة في الأنشطة التي يمكن أن تؤدي إلى صحة أفضل.
وأضاف الخدري: "توصي منظمة الصحة العالمية بأن تحمي البلدان التي تستوطنها الملاريا جميع الأشخاص المعرضين لخطر هذا المرض عن طريق الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل أو الرش الثمالي داخل المباني، أو مزيج من كلا التدخلين (حيثما كان ذلك مبرراً). وينبغي وضع استراتيجيات مكافحة النواقل مع مراعاة تغير أنماط مقاومة مبيدات الحشرات ومن خلال نهج متكامل لإدارة النواقل، يسعى إلى تحسين فعالية مكافحة نواقل الأمراض، وسلامتها بالنسبة إلى البيئة، واستدامتها".
وأفاد الخدري بأن الرش الثمالي داخل المباني يحد من انتقال الملاريا عن طريق الحد من بقاء البعوض الذي يدخل إلى المنازل وأماكن النوم على قيد الحياة. ويتمثل في رش جرعة فعالة من المبيد الحشري، مرة أو مرتين سنوياً في العادة، على الأسطح الموجودة داخل المباني والتي تقف عليها النواقل بعد اللدغ. ويُعد الرش الثمالي داخل المباني طريقة لحماية المجتمعات المحلية، ويتطلب تحقيق الأثر الكامل للرش الثمالي داخل المباني مستوى عالٍ من التغطية من حيث المكان والزمان. وعلى الصعيد العالمي، تشير التقديرات إلى أن 5% من الفئات السكانية المعرضة للمخاطر تحظى بالحماية عن طريق الرش الثمالي داخل المباني، مشيراً إلى أن مخطط تقييم مبيدات الهوام لمنظمة الصحة العالمية يوصي في الوقت الحاضر باستخدام اثني عشر مبيداً حشرياً تنتمي إلى أربع فئات كيميائية من المواد المستخدمة في الرش الثمالي داخل المباني.
وتابع الخدري: "تدوم الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل لمدة أطول من الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات العادية، ومع ذلك فينبغي استبدالها بانتظام. وتوفر الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل حاجزاً مادياً وتأثيراً مبيداً للحشرات في آن واحد من أجل الحد من الاحتكاك بين البعوض والبشر. كما أن لها أثراً مهماً على المجتمعات المحلية حيث يؤدي استخدامها في هذه المجتمعات إلى إبادة البعوض على نطاق واسع. وفي الفترة بين عامي 2000 و2012، زادت نسبة الأسر المعيشية التي تمتلك ناموسية واحدة على الأقل في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى من 3% إلى 53%. ومع ذلك فخلال العامين الماضيين شهد عدد الناموسيات المقدمة إلى أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى انخفاضاً كبيراً، ما يُنذر باحتمال عودة الملاريا إلى الظهور في الأعوام المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.
وقال الخدري اكتشفت مقاومة البعوض للمبيدات المستخدمة لأغراض الصحة العمومية في 64 بلداً حول العالم، وتتضمن أنواع النواقل الرئيسية كافة وفئات المبيدات الحشرية كافة. ومعظم البلدان المتضررة لم تُجر بعد الاختبارات الروتينية الكافية، ما يعني أن إدراكنا لمدى مقاومة المبيدات الحشرية مازال غير مكتمل. ولذا تُحث البلدان التي يتوطنها المرض على وضع وتنفيذ استراتيجيات شاملة لإدارة مقاومة المبيدات الحشرية وضمان الرصد الحشري ورصد المقاومة في الوقت الملائم.
وأوضح الخدري أنه من أجل الحد من الاحتكاك بين البعوض والبشر، يوصى أيضاً بالتوسع في تدابير الحماية الشخصية (فضلاً عن استخدام الناموسيات المعالجة بمبيدات طويلة الأجل التي تؤدي هذا الغرض كذلك). وقد تشمل هذه التدابير الحواجز، وشبكات النوم المعالجة بالمبيدات الحشرية، والمواد الطاردة للحشرات، والملابس الواقية، مشيراً إلى أنه قد دعت الخطة العالمية لإدارة مقاومة المبيدات الحشرية في نواقل الملاريا إلى اتخاذ الإجراءات في المجالات الخمسة، متمثلة في تخطيط وتنفيذ استراتيجيات إدارة مقاومة المبيدات الحشرية في البلدان التي تتوطنها الملاريا وضمان الرصد الحشري ورصد المقاومة على النحو الملائم والمناسب التوقيت، وإدارة البيانات على نحو فعال؛ واستحداث أدوات مكافحة النواقل الجديدة والابتكارية وسد الفجوات في المعارف حول آليات مقاومة المبيدات الحشرية، وأثر النهوج الحالية لإدارة مقاومة المبيدات الحشرية؛ وضمان وجود آليات التمكين اللازمة (الدعوة، والموارد البشرية والمالية).
أرسل تعليقك